البلد
: تونسالادعاء
عام 2024، سجلت بلادنا أكثر من 10 ملايين سائح، حوالي 6 ملايين منهم تونسيين وجزائريين وليبيين. شهدنا زيادة في سياحة الجوار، حيثُ تمثّل ليبيا والجزائر اليوم 50% من السياحة التونسيّة، تقدّر طاقة استيعاب النزل اليوم بـ180 ألف سرير تقريبا مقابل 230 ألف سرير قبل الثورة، يمثّل قطاع السياحة بتونس 14% من الناتج الداخلي الخام.
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” الادّعاء الذّي أطلقته رئيسة الجامعة التونسيّة للنزل، لدى حضورها في برنامج “يوم سعيد”، على “الإذاعة الوطنيّة التونسيّة”، يوم 17 يونيو 2025، وتمّت إعادة تداوله في برنامج “Cappuccino” على إذاعة “CAP FM” يوم 19 يونيو 2025، فيما يتعلّق بمؤشرات قطاع السياحة بتونس، وتوصّل إلى أنّه “غير دقيق” وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء والبنك المركزي التونسي.
وبلغ عدد السيّاح الوافدين إلى تونس في سنة 2024، إجمالي 10 ملايين و264 ألفا و345 سائحا، من بينهم 3 ملايين و509 آلاف و700 سائح جزائريّ، ومليونين و254 ألفا و537 سائحا ليبيّا، ومليونا و444 ألف سائحًا تونسيًا مقيم بالخارج، وذلك وفقا لبيانات أدلى بها وزير السياحة التونسيّ، سفيان تقيّة، في جلسة عامّة عقدها مجلس نوّاب الشعب بتاريخ 18 فبراير 2025.
استنادا لما سبق، نتبيّن أنّ إجماليّ عدد السياح الوافدين إلى تونس من الجنسيّات الثلاث، التونسيّة والجزائريّة والليبيّة، في كامل سنة 2024، بلغ 7 ملايين و208 آلاف و237 سائحا وليس 6 ملايين فقط كما جاء في الادّعاء؛ كما نتبيّن أنّ عدد السيّاح الجزائرييّن والليبيين، ومجموعهم معا يمثّلون 56.15% من إجمالي السياح الوافدين إلى تونس.
ويرصد “تفنيد” في الرسم البياني التالي عدد السياح الوافدين إلى تونس في سنة 2024 حسب الجنسيات استنادا إلى البيانات التّي أدلى بها وزير السياحة التونسيّ.
طاقة الاستيعاب السريريّة للمنشآت السياحيّة في تونس
وخلافا للادّعاء، بلغت طاقة الاستيعاب السريريّة للمنشآت السياحيّة في تونس 241.5 ألف سريرًا في سنة 2010 “قبل الثورة”، وليس 230 ألف سريرًا فقط، مقابل 239.9 ألف سريرًا في 2009 و238.5 ألف سريرًا في 2008، و235.7 ألف سريرًا في 2007، و231.8 ألف سريرًا في 2006 و229.8 ألف سريرًا في 2005، وذلك وفق بيانات ينشرها المعهد الوطني للإحصاء بتونس على بوّابة بيانته الرسميّة.
وتُشير بيانات ذات المصدر إلى أنّ طاقة الاستيعاب السريريّة للمنشآت السياحيّة في تونس ارتفعت إلى 242.1 ألف سريرًا في 2011، ثمّ شهدت تراجعا طفيفا لتقدّر بـ242 ألف سريرًا بين 2012 و2014، ومنها إلى 241.4 ألف سريرًا في 2015، ثمّ تراجعت مجدّدا إلى 235 ألف سريرًا في 2016، و234.3 ألف سريرًا في 2017، ومنها إلى 237.6 ألف سريرًا في 2018، ثمّ 236 ألف سريرًا في 2019.
ووفق ذات المصدر، انخفضت طاقة الاستيعاب السريريّة للمنشآت السياحيّة في تونس إلى 230.9 ألف سريرًا في 2020، وإلى 229.9 ألف سريرًا في 2021، و229.7 ألف سريرًا في 2022، ثمّ شهدت ارتفاعا طفيفا إلى 230.7 ألف سريرًا في 2023؛ ولا يوفّر الإحصاء بيانات محدثة تتعلّق بسنتي 2024 و2025.

مساهمة قطاع السياحة بتونس في الناتج الداخلي الخام:
وبمزيد البحث والتحري، اكتشف فريق “تفنيد” أنّ الناتج الداخلي الخام لتونس قُدّر بـ96 ألفا و18 مليون دينارا في سنة 2024 وفقا للبيانات الملحقة لنشرة النموّ الاقتصادي للثلاثي الرابع لسنة 2024 الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء بتونس.
أمّا مداخيل تونس من قطاع السياحة، فقد بلغت 7.495 ملايين دينار في 2024 وفقا للبيانات الصادرة في ملحق نشرة الإحصاءات الماليّة الصادر عن البنك المركزي في مايو 2025.
واستنادا لذلك نتبيّن أنّ عائدات قطاع السياحة مثّل 7.80% من الناتج الداخلي الخام لتونس في 2024، وليس 14% كما جاء في الادّعاء.
يُشار إلى أنّ عائدات قطاع السياحة بتونس بلغت 2759.8 مليون دينارا منذ بداية العام وحتى 6 يونيو 2025، مقارنة بـ2557.6 مليون دينارا خلال ذات الفترة من 2024.
الخلاصة: الادّعاء بأن تونس استقبلت 6 ملايين سائح تونسي وجزائري وليبي “غير دقيق”، حيثُ استقبلت أكثر من 7 ملايين، ويمثّل الجزائريين والليبيين 56.15% منهم وليس 50%؛ كما بلغت طاقة استيعاب الوحدات السياحيّة 241 ألف سريرًا قبل الثورة وليس 180 ألفًا، ويُمثل قطاع السياحة بتونس 7.8% من الناتج الداخلي الخام وليس 14%.
التعليقات حول هذا المقال