البلد
: مصرالادعاء
احنا كنا 30 مليون في الشوارع (يقصد مظاهرات 30 يونيو 2013)، ودا بناء على جوجل يعني جوجل بيحسبها بالمتر مربع، المتر مربع بياخد 4 أفراد، لما صوروا بالأقمار الصناعية، مصر من إسكندرية لغاية أسوان طلعنا 30 مليون واحد في الشارع
أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلل"٬ إذ لم تصدر أي بيانات رسمية من الجهات المعنية توثق بدقة أعداد المشاركين في مظاهرات يونيو 2013، كما نفت شركة جوجل إصدارها لأي إحصاءات أو بيانات حول أعداد المتظاهرين
القصة
تتبع فريق “تفنيد” التصريحات التي أطلقها الممثل المصري، عن أعداد المشاركين بمظاهرات 30 يونيو 2013، وذلك خلال لقائه ببرنامج “التاسعة” على “القناة الأولى المصرية”، يوم 10 ديسمبر 2023، ووجد أنها “مضللة”.
وبالبحث عن حقيقة مشاركة 30 مليون شخصًا في مظاهرات 30 يونيو 2023، وجدنا أن الجهات الرسمية المصرية لم تصدر أي بيانات أو تقديرات بشأن أعداد المشاركين في التظاهرات، بينما ذكرت بعض المصادر المستقلة أن أعدادًا ضخمة شاركت في التظاهرات، إلا إن تقديرها لهذه الأعداد كان متباينًا ولم يصل إلى 30 مليون شخصًا كما ذكر المدعي.
وبحسب تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في 16 يوليو 2013، نفت وزارة الداخلية المصرية إصدارها لأي تقديرات بأعداد المشاركين في مظاهرات 30 يونيو.
وقال مصدر عسكري مصري لوكالة “رويترز”، إن ما يصل إلى 14 مليون شخصًا في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة شاركوا في الاحتجاجات ضد حكم الرئيس محمد مرسي، إلا أن الوكالة شككت في هذا الرقم، وقالت إنها لا تمتلك “طريقة مستقلة للتحقق من هذا التقدير الذي بدا مرتفعًا بشكل غير معقول”.
فيما قدر مصدر عسكري مصري، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، أعداد المشاركين في 30 يونيو بـ”الملايين”، دون أن يذكر رقمًا محددًا.
ووصف وير ديفيز، مراسل شؤون الشرق الأوسط في “بي بي سي”، ما ورد في بعض التقارير عن مشاركة 30 مليون شخصًا في المظاهرات “بالمبالغة الكبيرة”.
وأضاف أن مظاهرات 30 يونيو لم تكن أكبر مما حدث في 2011، فميدان التحرير يمتلئ بنصف مليون شخص، ولذا يستحيل الزعم بأن هناك مظاهرة ضخمة في ميدان التحرير وأن الملايين احتشدوا داخل الميدان.
وأشار “ديفيز” إلى أن الملايين تظاهروا ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، لكن الحشود لم تبلغ 30 أو 40 مليون شخصًا كما يتحدث البعض، إذ إن هذا الرقم يمثل 45% من السكان، البالغ عددهم 84 مليون شخصًا تقريبًا في هذا الوقت، وهذا مستحيل.
ووصف توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، مظاهرات 30 يونيو بالاحتجاجات الشعبية الضخمة، مقدرًا أعداد المتظاهرين التي خرجت إلى الشوارع بـ17 مليون شخصًا.
في حين نفت شركة جوجل أن يكون برنامجها “جوجل إيرث” قادرًا على قياس أعداد المتظاهرين سواء في مصر أو غيرها، بحسب تصريحات مها أبو العينين، المتحدثة باسم الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكد ذلك أيضًا وائل فخراني، المدير الإقليمي لشركة جوجل في شمال إفريقيا، موضحًا أن جميع الإحصاءات المنسوبة لجوجل بخصوص مسيرات الثلاثين من يونيو أو التظاهرات المؤيدة للرئيس الراحل محمد مرسي هي إحصاءات وهمية.
وبالرغم من نفي شركة جوجل، وصعوبة الحصول على قياس دقيق لكثافة الأعداد في منطقة جغرافية معينة، إلا أننا استخدمنا في “تفنيد” تقنية “جوجل إيرث” التي يستشهد بها المدعي في تصريحاته، ليس لحصر الأعداد ولكن لقياس المساحات وبالتالي قدرة الشوارع والميادين على استيعاب المتظاهرين.
بدأنا عملية البحث بميدان التحرير الذي شهد أكبر تجمع للمتظاهرين في مسيرات 30 يونيو، ووجدنا أن مساحة الميدان والشوارع المحيطة به وصولًا لجسر السادس من أكتوبر وجسر قصر النيل، لا تتجاوز بأي حال من الأحوال 155 ألف مترًا مربعًا، لتتسع لحوالي 620 ألف شخصًا، باعتبار أن المتر المربع الواحد يستوعب 4 أشخاص وفقًا للمعايير العالمية.
ثم انتقلنا إلى محيط القصر الرئاسي في الاتحادية، والذي شهد هو الآخر مشاركات واسعة في التظاهرات، ووجدنا أن المساحة الإجمالية لمحيط القصر لا تتجاوز 80 ألف مترًا مربعًا لتتسع لحوالي 320 ألف شخصًا.
وبالتحليل الرقمي، نجد أن منطقتي ميدان التحرير وقصر الاتحادية لا تستوعبا أكثر من 940 ألف متظاهرًا، وفي أكثر التقديرات تفاؤلًا فإن العدد لن يتجاوز المليون.
وبافتراض وجود تظاهرات في جميع أنحاء البلاد، فإن عدد المتظاهرين لن يتجاوز بضعة ملايين أخرى لكنه لن يصل بأي حال من الأحوال إلى 30 مليون متظاهرًا كما يذكر المدعي.
التعليقات حول هذا المقال