البلد
: تونسالقصة
النيابة العامة: نتائج الاختبارات بينت أن الأحجار مجرد رمال عادية صالحة للبناء وليست ألماس.
كتب: محمد طلبه
تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بتونس، منشورات حول العثور على أطنان من الألماس، مدّعين نهبها من قبل حكومة علي العريض رئيس الحكومة الأسبق ووزير الداخلية الأسبق، وانقسمت الآراء بين مُصدق ومُكذب للخبر.. فما القصة؟
بدأت القصة بتصريحات للمحامية التونسية وفاء الشاذلي، خلال لقائها مع قناة تونسنا، في 17 ديسمبر 2018، ادّعت فيها أن مواطنًا من ولاية سوسة وجد كمية كبيرة من الأحجار الكريمة ومن الماس تحت منزله أثناء حفر قناة صرف صحي.
وأكدت “الشاذلي” أن الكمية تقدر بحوالي ألف طن من الأحجار الكريمة، وأن المواطن اتصل بمعامل في بلجيكا وإيطاليا لمعرفة قيمتها.
وأشارت إلى أن الواقعة حدثت في 2012، إلا أن الحكومة تغاضت عنها، مضيفة أن قيمة هذا الكنز الذي يعود للفترة الرومانية قادرة على إخراج تونس من الفقر.
بتتبع الأخبار الخاصة بالواقعة، وقفنا على تعليق لوزير الداخلية الأسبق علي العريض على تلك التصريحات، في فقرة “المهمة” ببرنامج الماتينال على إذاعة “شمس اف ام”، بتاريخ 18 ديسمبر 2018، قال فيها إن وزارة الداخلية في تلك الفترة تلقت مراسلة من هذا المواطن قال فيها إنه عثر على ألماس وقد أجرى تحاليل في مخبر في الخارج وثبت أنها ألماس.
وتابع “العريض” أن الوزارة وجهت عددًا من رجال الأمن والمختصين للتثبت من المسألة، لكن اتضح بعد إجراء التحاليل أن الحجارة عادية، ولا تصلح لشيء وقد تم إغلاق الملف وفق تعبيره.
تصريحات “العريض” توافقت مع ما أكده حلمي الميساوي، مساعد وكيل الجمهورية بسوسة، في 20 ديسمبر 2018، أثناء تعليقه على الأمر، خلال تصريحات لإذاعة “شمس اف ام” بأن نتائج الاختبارات بينت أن ما عثر عليه المواطن مجرد رمال عادية صالحة للبناء.
وأضاف “الميساوي” أن الاختبارات التي أجراها المواطن المعني في الخارج خلصت إلى أن هذه الرمال عادية وصالحة فقط للبناء.
كما أفاد رياض الحاج سعيد، المتفقد الجهوي للتراث بسوسة، لشمس اف ام، بعدم مشاركتهم في عملية المعاينة نظرًا لعدم الاختصاص.
فما الذي أعاد الموضوع إلى السطح مجددًا؟
تم تداول الحديث من جديد؛ بسبب قيام الأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي، يوم 7 مارس 2023، بتقديم شكاية ضد وزير الداخلية الأسبق علي العريض لمعرفة مآل أطنان من الحجارة الكريمة اكتشفها مواطن في أرضه، بحسب تصريحات عز الدين الجبالي، الممثل القانوني للأمانة، في حواره مع برنامج ستوديو شمس على إذاعة “شمس اف ام”، في اليوم ذاته.
وأكد “الجبالي” أن كمية الأحجار الكريمة تُقدر بألف طن، وفقا للمواطن في محضر إداري، وليس عدليًا، ومنذ سنة 2012 لم يتم تحريك أي ساكن في الموضوع، رغم أن العديد من المسؤولين على علم بالموضوع، ولكنهم التزموا الصمت.
وانتقد “الجبالي” ما صرح به علي العريض بخصوص أن هذه الأحجار ليست أصلية، رغم أن مخابر عالمية أثبتت للمواطن المعني بالأمر أنها أحجار نادرة وثمينة جدا وهي من نوع كوارتز، وطريقة تخزينها تعود للعهد الروماني، مطالبًا بضرورة الكشف عن مصير تلك الأطنان من الأحجار الكريمة.
الإنتاج العالمي من الألماس:
بحسب موقع الإحصاءات العالمي “Statista” بلغ حجم الإنتاج العالمي من الألماس في عام 2021، ما قدره 116 مليون قيراطًا (23.2 مليون طن)، وبلغ أعلى معدل إنتاج خلال السنوات الماضية 177 مليون قيراطًا (35.4 مليون طن) في عام 2005.
وتتصدر روسيا بلدان العالم في إنتاج الألماس، إذ بلغ حجم إنتاجها 39.12 مليون قيراطًا عام 2021، وجاءت بعدها بتسوانا في المركز الثاني بحجم إنتاج 22.88 مليون قيراطًا، وكندا في المركز الثالث بحجم إنتاج 17.62 مليون قيراطًا.
التعليقات حول هذا المقال