البلد
: العراقالادعاء
سعر كلف الإنتاج الذي تم تحديده لا يلبي رغبات الشركات الأجنبية النفطية العاملة في كردستان، وخط أنبوب جيهان جاهز للتصدير ونحتاج لتعديل العقود، اليوم لا يوجد إنتاج في كردستان الإنتاج متوقف، جزء بسيط فقط كإنتاج محلي يغذي إلى كركوك أو مصفى كربلاء.
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير دقيق"، فالإنتاج يبلغ 260 ألف برميلًا يوميًا، وهو ما يعادل 65% من سقف الإنتاج قبل مشكلة إيقاف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي البالغ 400 ألف برميل يوميا، فيما تذكر تقارير غير رسمية أن الإنتاج يفوق 350 ألف برميلًا يوميًا.
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي، لقناة “دجلة”، في 14 أغسطس 2024، حول أن إنتاج النفط متوقف في كردستان ولا ينتج إلا جزء بسيط للاستهلاك المحلي، واكتشفنا أنه “غير دقيق” وفقًا لتحالف الشركات الأجنبية العاملة في كردستان “أبيكور”، ووزارة النفط الاتحادية، ووكالة رويترز.
وكان إنتاج إقليم كردستان قبل قرار إيقاف التصدير عبر الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي، بقرار من محكمة التحكيم التجاري الدولي في باريس يوم 25 مارس 2023، يبلغ أكثر من 400 ألف برميل يوميًا، ولكن الإنتاج توقف وانخفض بشكل كبير بعد إيقاف التصدير بقرار دولي لصالح حكومة بغداد ضد تركيا، بدعوى أن التصدير يتم من الإقليم عبر تركيا دون موافقة بغداد.
وتظهر بيانات شركة ديلويت، وهي أكبر شركة خدمات مهنية في العالم وتقدم خدمة تدقيق الحسابات، أن إنتاج النفط في كردستان في الربع الأول من 2023 قبل إيقاف التصدير عبر الأنبوب باتجاه ميناء جيهان بلغ أكثر من 36 مليون برميلًا خلال الربع الأول من 2023 (حوالي 400 ألف برميل يوميًا)، توزع بواقع 32 مليون برميلًا للتصدير عبر الأنبوب، و4 ملايين استهلاك داخلي للتكرير، ما يعني حوالي 360 ألف برميلًا يوميا تصدّر عبر الأنبوب (يضاف له حوالي 100 ألف برميل يوميًا من نفط كركوك الخاضع للحكومة الاتحادية يتم تصديره عبر الأنبوب أيضًا)، فيما يذهب أكثر من 40 ألف برميلًا يوميا من نفط كردستان للاستهلاك والتكرير في المصافي الداخلية.
راجعنا تقارير الشركات الأجنبية النفطية العاملة في كردستان تحت تحالف “أبيكور”، والذي يضم 8 شركات، حيث توصلنا إلى تقارير 4 شركات فقط، والتي أظهرت أن إنتاج هذه الشركات الأربع وحدها خلال الربع الثاني من 2024 بلغ إجمالا على أقل تقدير أكثر من 260 ألف برميلًا يوميًا، باستثناء إنتاج الشركات الأخرى، وفي حال احتساب هذه الكمية وحدها فهذا يعني أن الشركات تنتج حاليا أكثر من 65% من إجمالي الإنتاج قبل إيقاف التصدير في 25 مارس 2023.
وتشير بيانات شركة DNO إلى أن إجمالي الإنتاج التشغيلي في الربع الثاني من 2024، بلغ أكثر من 79 ألف برميلًا يوميا.
أما إنتاج شركة جنرال إنيرجي خلال الربع الثاني من 2024 بلغ أكثر من 79 ألف برميلًا يوميا أيضا.
وبلغ إنتاج شركة GKP في الربع الأول من 2024 أكثر من 49 ألف برميلًا يوميا، ووصل إلى 55 ألف برميلًا يوميا في بعض الأيام من مارس 2024.
أما إنتاج شركة شارمان، فقد بلغ في الربع الثاني من 2024، حوالي 55 ألف برميلًا يوميًا، وهو أكثر من 3 أضعاف المستوى المحقق في الربع الثاني من 2023، والذي انخفض نتيجة إغلاق أنابيب تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي في أواخر مارس 2023.
وفي 11 يوليو 2024، نشرت وكالة رويترز تحقيقا بالاعتماد على 20 مصدرا من مسؤولين وسياسيين وتجار ومهندسي نفط عراقيون وأكراد ودبلوماسيين، كشف عن تهريب ما لا يقل عن 200 ألف برميل يوميًا من النفط الكردي عبر إيران بواسطة الصهاريج، وجزء أقل عبر تركيا.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في وزارة نفط الإقليم، أن إنتاج كردستان من النفط يبلغ 375 ألف برميلًا يوميًا، يتم تهريب 200 ألف برميل منها يوميًا، والباقي يتم تكريره محليًا، فيما نقلت عن علي هوما صالح، الذي كان رئيسًا للجنة النفط في برلمان كردستان حتى حله في عام 2023، تقديراته لتجارة النفط بأنه أكثر من 300 ألف برميل يوميا، وهو أعلى من معظم التقديرات الأخرى.
وتقاطعا مع تحقيق رويترز، في يوليو 2024، كشفت تقارير محلية إيرانية من بينها ما نشرته وكالة إيرنا، عن حدوث مشاكل مرورية في بعض المدن الحدودية مع العراق نتيجة دخول عشرات الصهاريج المحملة بالنفط العراقي، مؤكدة أن ظهور هذه الصهاريج بدأ فجأة منذ أواخر العام الماضي 2023، ولم تكن هذه الحركة مشهودة من قبل.
وفي مارس 2024، ذكرت وزارة النفط العراقية الاتحادية، في بيان ردا على تحالف “أبيكور” الشركات النفطية العاملة بكردستان، أن المخاطبات الرسمية الصادرة عن الوزارة تضمنت الإشارة إلى تقارير منظمة أوبك، والمصادر الثانوية الدولية المعتمدة من قبلها، والتي تؤكد وجود إنتاج نفطي في الإقليم بكميات تصل إلى (200 – 225 ألف برميلًا يوميا)، دون علم أو موافقة الوزارة، وأن عدم الالتزام بالسياسة النفطية العامة المعتمدة من قبل الحكومة الاتحادية يعرض سمعة العراق والتزاماته الدولية للخطر، ويحمل الجهات المسؤولة عن المخالفات التبعات القانونية كافة.
الخلاصة: الادعاء بأن إنتاج النفط في كردستان متوقف وأن ما يُنتج هو جزء بسيط فقط للاستهلاك المحلي “غير دقيق”، فوفقًا لتقارير الشركات الأجنبية العاملة بكردستان يبلغ الإنتاج 260 ألف برميلًا يوميًا، تعادل 65% من الإنتاج الطبيعي البالغ 400 ألف برميل، كما تشير تقديرات غير رسمية إلى إنتاج يتجاوز 350 ألف برميلًا يوميًا، كما أن المنتج لا يتم استهلاكه محليًا بل إن الجزء الأكبر يتم تهريبه عبر إيران.
التعليقات حول هذا المقال