الاتحاد العام التونسي للشغل لم يخرج في مظاهرات يطالب فيها قيس سعيد بالاستقالة

للتثبت، اعتمدنا طريقة البحث العكسي للفيديو، فوجدنا أن سارة عمارة الحمزاوي، إحدى أنصار عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر والنائبة السابقة لرئيس بلدية مرناق بولاية بن عروس، شاركت نفس الفيديو المتداول، على صفحتها الرسمية بتاريخ 19 يناير 2025، للترويج لمسيرة أنصار الحزب الدستوري الحر يوم 18 يناير 2025 للمطالبة بالتنمية والحرية.

لمزيدِ من التثبت حاولنا المقارنة بين الفيديو المتداول، وصور مسيرة الحزب الدستوري الحر المنشورة على بعض الصفحات الرسمية فلاحظنا أن العلم الكبير الذي يحمله عدة أشخاص في الفيديو يظهر أيضًا في  صور مسيرة الحزب الدستوري الحر الأخيرة.

وقد نظم الحزب الدستوري الحر مسيرة، يوم 18 يناير 2025 بالعاصمة، للتنديد بالأوضاع السياسية والحقوقية في البلاد وتفاقم المظالم القضائية فضلًا عن تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي، حسب ما جاء في نص البلاغ المنشور على الصفحة الرسمية للحزب.

في مرحلة ثانية، بحثنا في الصفحة الرسمية للاتحاد العام التونسي للشغل عن منشور بخصوص مظاهرات نظمها الاتحاد في العاصمة، بتاريخ تداول الفيديو والأيام التي سبقته، لكن لم نجد شيئًا.

ولمزيدٍ من التحقق، اتصلنا بالسيد سامي الطاهري، الأمين العام المساعد والمتحدث باسم الاتحاد، الذي نفى لـ”تفنيد” خروج الاتحاد في مظاهرة بالعاصمة مؤخرًا. و أكد أنه يوم 18 يناير 2025، الموافق ليوم مسيرة الحزب الدستوري، كان الأعضاء في اجتماع داخل مقر الاتحاد بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس المنظمة ثم غادروا دون المشاركة في أي مسيرة. ومن جهته، أكد غسان القصيبي، المكلف بالإعلام في الاتحاد، لـ”تفنيد”، بأن كل ما يتعلق بالمنظمة من قرارات وتحركات يُنشر مباشرة على صفحتهم الرسمية. 

ونشير إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل أحيا يوم 18 يناير 2025 الذكرى الـ 79 لتأسيس المنظمة، الموافق ليوم 20 يناير، من خلال اجتماع عام انعقد بالمقر المركزي بالعاصمة تحت اشراف الأمين العام نورالدين الطبوبي، وبحضور عدد من النقابيين والصحفيين، بث مباشرة على الصفحة الرسمية للمنظمة. كما تم بهذه المناسبة عقد عدد من الاجتماعات و الندوات داخل المقرات الجهوية الخاصة بالاتحاد في نفس اليوم. في حين بدت مظاهر الاحتفال أكبر في جهة صفاقس، حيث توافد النقابيون أمام دار الاتحاد الجهوي للشغل لإحياء ذكرى تأسيس المنظمة وسط الأغاني والشماريخ. 

يذكر أنه قد تواترت تصريحات مؤخرًا بشأن إنجاز حوار وطني في تونس، و قال نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد في هذا الإطار، في تصريح نشر على الصفحة الرسمية للمنظمة،  إنه لم تصلهم أي مبادرة رسمية من مؤسسات الدولة إلى حد الآن، وفي حال وصلتهم، الاتحاد سيدرس الأمر مع مؤسساته، مؤكدًا أن الحوار مهم في أي اتجاه كان ومهما كانت نتائجه. 

الخلاصة: الادعاء “مضلل”، والفيديو ليس لمظاهرة للاتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة يطالب فيها قيس سعيد بالاستقالة، وإنما لمسيرة الحزب الدستوري الحر بتاريخ 18 يناير 2025.