البلد
: تونسالادعاء
أكد المرصد التونسي للوقاية الصحية أنه ثبت انتشار 3000 حالة سيدا وحكة جلدية، ناجمة عن المياه الملوثة في صفوف بؤر الأفارقة جنوب الصحراء المتواجدين في تونس، والسلطات التونسية لم تتحرك حتى الآن لمجابهة الانتشار والتوقي منه.

أبرز المعلومات
- الادّعاء "مضلل"، حيث لا يوجد في تونس أي جهة تحمل اسم "المرصد التونسي للوقاية الصحية"، ولم نعثر عن أي تقارير أو إحصاءات صادرة عنه، كما أن آخر إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في يناير 2025 تفيد بوجود 317 مصابا بالسيدا في صفوف المهاجرين غير النظاميين.
القصة
تتبع فريق “تفنيد” الادعاء الذي تداولته عديد الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يوم 11 مارس 2025، والذي يزعم انتشار 3 آلاف حالة سيدا وحكة جلدية في صفوف المهاجرين غير النظاميين في تونس من أفارقة جنوب الصحراء، حسب المرصد التونسي للوقاية الصحية، وتبيّن أنه “مضلل”، وذلك بالبحث عن المرصد التونسي للوقاية، ووزارة الصحة في تونس.
للتحقق من صحة الادعاء انطلق “تفنيد” في البحث عن المرصد التونسي للوقاية الصحية الذي نسب إليه هذا الادعاء، ورغم وجود عديد المراصد في تونس التي تعنى بالمناخ والبيئة والهجرة والمياه، إلا أننا لم نعثر على مرصد بهذا الاسم، وحتى المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة (مؤسسة عمومية تونسية تأسست سنة 2005) لم يكن متاحا، كما أن آخر منشور له على صفحته على فيسبوك يعود لـ16 ديسمبر 2024.
في مرحلة ثانية بحثنا عن أي إحصائية قد تكون نشرت حول انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية في صفوف المهاجرين غير النظاميين، فلم نعثر على ما يفيد وجود 3 آلاف حالة تنتشر في صفوفها مرض السيدا والحكة الجلدية.
وبالبحث عن الوضع الصحي للمهاجرين غير النظاميين بالبلاد، اطلعنا في موقع مجلس نواب الشعب على جلسة استماع إلى وزير الصحة مصطفى الفرجاني بتاريخ 31 يناير 2025، عقدتها كل من لجنة الصحة ولجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي.

وأكد الوزير أن وزارة الصحة “تراقب عن كثب عبر مختلف هياكلها ومنها الإدارة العامة للصحة الأساسية، الحالة الصحية للمهاجرين غير النظاميين، تفاديا لانتشار الأمراض المعدية في صفوفهم وانتقالها للتونسيين”.
وأضاف الوزير أن “هذه الأمراض تخضع لوجوبية الإعلام بها كما يحظى المصابون بها للتشخيص والعلاج اللازمين وتم تغطية العلاج وفقا للأحكام التشريعية المعمول بها”.
وقدّم الوزير في مداخلته عرضا حول “استراتيجية الوزارة فيما يخص متابعة الوضع الصحي للمهاجرين غير النظاميين، مبينا أنها ضبطت جملة من الأهداف الاستراتيجية منها الحدّ من الوفيات والأمراض بين المهاجرين وتحسين فرص الوصول إلى الصحة للجميع وفق المعايير الدولية والنهج العالمي لحقوق الإنسان وما نص عليه دستور 2022”.
كما تطرّق وزير الصحة إلى أنواع المشاكل الصحية الشائعة بين المهاجرين، ومن بينها الأمراض المعدية (فيما يتعلّق ببلد المنشأ ومسار الهجرة وظروف السكن)، الأمراض غير المعدية (ارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان)، والأمراض العقلية والإدمان (الاكتئاب والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة)، الصحة الجنسية والإنجابية (ارتفاع خطر الوفاة والمرض لدى الأمهات)، الإصابات الناجمة عن العنف الجسدي والجنسي”.
وقدّم الوزير عددا من المؤشرات لسنة 2024 من بينها رصد 317 مصابا بالسيدا في صفوف المهاجرين، و180 مريضا بالملاريا، و169 مريضا بالسل، ولم تتضمن المؤشرات التي قدمها الوزير ما يفيد بانتشار أمراض الحكة الجلدية.
وقدّم رئيس لجنة الصحة بمجلس نواب الشعب، على إذاعة ديوان FM، في 3 فبراير 2025، ذات المؤشرات التي قدمها الوزير خلال الجلسة بخصوص الوضع الصحي للمهاجرين، مضيفا أن كلفة علاج المهاجرين غير النظاميين في المستشفيات العمومية التونسية تدفعها عدد من المنظمات الدولية والوطنية، مؤكدا أن تونس لم تستخلص إلا 35% من قيمة فواتير علاج المهاجرين، في حين أن 857 ألف دينارًا (قرابة 278 ألف دولارًا) لم يتم استخلاصها.
وفي مداخلة للدكتور سمير المقراني، منسق البرنامج الوطني لمكافحة السيدا بإدارة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة، خلال برنامج المجلة الصحية على التلفزة الوطنية التونسية، بتاريخ 29 نوفمبر 2024، أكد أن عدد الأجانب المصابين بالسيدا في تونس 148 حالة تلقوا العلاج مع نهاية سنة 2023، وأن عدد الإصابات المتوقعة بالسيدا في تونس تقارب 8 آلاف حالة، ومع نهاية سنة 2023 هناك 2036 حالة تتلقى العلاج، منها 1342 ذكور و651 إناث و43 طفلا بين 0 و14 سنة، كما بلغ عدد الحالات الجديدة لنهاية السنة المذكورة 430 حالة (336 رجال، و94 نساء، و10 أطفال).
الخلاصة: الادعاء بأن المرصد التونسي للوقاية الصحية أكد انتشار 3 آلاف حالة سيدا وحكة جلدية ناجمة عن المياه الملوثة في صفوف بؤر الأفارقة جنوب الصحراء المتواجدين في تونس “مضلل”، حيث لا يوجد مرصد بهذا الاسم، كما أن إحصاءات وزارة الصحة تكشف أن العدد هو 317 مصابا بالسيدا و180 مريضا بالملاريا، و169 مريضا بالسل، ولم تتضمن المؤشرات أعداد مرضى الحكة الجلدية.
التعليقات حول هذا المقال