البلد
: العراقالادعاء
قال غياث سورجي، القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إن نفط الإقليم مستمر بالتهريب بمعدل 400 ألف برميل نفط يوميًا، ولا يوجد التزام بالاتفاقات مع بغداد بتسليم النفط إلى سومو ليتم تصديره كما بقية النفط المنتج من عموم البلاد
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير صحيح"، حيث نفى السورجي أن يكون صرح للموقع بهذا الشأن، ولم يجب موقع "ألترا صوت" المؤسسة الأم لـ"ألترا عراق" على طلب الإيضاح الذي أرسلته "تفنيد"، كما أن إنتاج شركات النفط في كردستان لم يتجاوز 145 ألف برميلًا يوميًا في يوليو، فيما بدأ الإقليم يسلم بغداد بين 85 و100 ألف برميل يوميًا منذ 25 يونيو
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول ما جاء في موقع “ألترا عراق”، على لسان القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في 16 سبتمبر 2023، ووجد أنه “غير صحيح”، وتواصلنا مع القيادي في الحزب، والذي نفى بدوره التصريح المنسوب إليه، قائلا إنه لا يمكن تهريب 400 ألف برميل يوميًا والأنبوب النفطي عبر تركيا مغلق.
كما تواصلت “تفنيد” مع “ألترا صوت”، المؤسسة الأم لموقع “ألترا عراق”، ولكنها لم ترد على طلب التوضيح، كما راجعنا بيانات إنتاج النفط في كردستان، ووجدنا أنها لا تتجاوز 145 ألف برميلًا يوميًا، فضلًا عن استمرار إغلاق الأنبوب الناقل للنفط عبر تركيا، وهو المنفذ الرئيسي لتصدير نفط الإقليم.
تواصل فريق “تفنيد” مع غياث السورجي، القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والذي يعد الغريم التاريخي للحزب الديمقراطي الكردستاني الحزب الحاكم لحكومة إقليم كردستان، ونفى أنه صرح بهذا التصريح، متسائلا: كيف يصدر إقليم كردستان هذا المقدار بعد سد الأنابيب من قبل دولة تركيا التزامًا بقرار محكمة باريس؟
وأرسلت منصة “تفنيد” طلب توضيح إلى موقع ألترا صوت، المؤسسة الأم لموقع ألترا عراق، لكنها لم تجب على طلب التوضيح.
وبتعميق البحث، وجد فريق “تفنيد” تقرير من شركة ديوليت للخدمات المهنية المعنية بتدقيق الحسابات، يوضح أن صادرات نفط إقليم كردستان من 1 يناير وحتى 31 مارس لعام 2023 عبر الأنبوب من خلال ميناء جيهان التركي، بلغت 32.3 مليون برميلًا، ما يعني معدل 355 ألف برميلًا يوميًا.
إلا أن تصدير النفط من إقليم كردستان وعبر الأنبوب باتجاه ميناء جيهان التركي توقف تمامًا في 25 مارس على خلفية كسب العراق لدعوى قضائية من محكمة التحكيم الدولية في باريس ضد تركيا، لسماحها بتصدير نفط كردستان دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد، قبل أن تتفق الحكومة الاتحادية وكردستان على آلية تصدير جديدة تتم عبر بغداد حصرًا، بتسليم الإقليم 400 ألف برميل يوميًا إلى بغداد لتقوم هي بتصديرها عبر وزارة النفط الاتحادية.
الإنتاج وصل إلى 144 ألف برميلًا يوميًا فقط:
وتسبب توقف التصدير في توقف الكثير من الشركات الأجنبية العاملة في كردستان عن إنتاج النفط، بسبب عدم القدرة على تصريفه، حيث يشير تقرير iraq oil report، وهو موقع مستقل متخصص، إلى أن إنتاج كردستان في يوليو 2023 بلغ فقط 144 ألف برميلًا يوميًا، مرتفعًا بواقع 40 ألف برميلًا يوميًا عن يونيو، أي أن الإنتاج الكلي أقل من حجم التصدير الذي يتحدث عنه المدعي.
ماذا تقول الشركات النفطية العاملة في كردستان؟
وراجع فريق “تفنيد” تقارير وبيانات الشركات النفطية العاملة في إقليم كردستان للتأكد من بياناتها بشأن حجم الإنتاج النفطي، ووجدنا أنه تعمل في إقليم كردستان 5 شركات أجنبية في القطاع النفطي، وهي منظمة تحت مجموعة تسمى Apikur “جمعية صناعة النفط في كردستان”، وهي كل من شركة “دي أن أو”، وجينيرال إنيرجي، وHKN، وشارمان، وGKP.
شركة “دي ان او”: انخفاض الإنتاج
ويشير تقرير شركة “دي ان او” النرويجية العاملة في إقليم كردستان، إلى أن إنتاجها في الربع الثالث من العام الحالي 2023 كان الأدنى منذ 13 عامًا، حيث بلغ 14 ألفًا و400 برميل يوميًا، توزعت بواقع 10 آلاف و800 برميل من بحر الشمال في أوروبا، و3500 برميل يوميا من إفريقيا، أما كردستان فلم يكن الإنتاج إلا 100 برميل يوميا.
وتظهر إحصاءات الشركة، أن متوسط إنتاجها في الحقول العاملة بها في إقليم كردستان خلال الربع الثاني من 2022 بلغ أكثر من 107 آلاف برميل يوميًا، والربع الثالث من 2022 بلغ أكثر من 109 آلاف برميل يوميا، وفي الربع الرابع من 2022 بلغ أكثر من 107 آلاف برميل، وفي الربع الأول من 2023 بلغ أكثر من 94 ألف برميلًا يوميًا، أما الربع الثاني من 2023، أي بعد إيقاف التصدير من ميناء جيهان التركي في 25 مارس 2023، انخفض إلى 0.1 ألف برميل يوميًا، أي 100 برميل فقط.
وفي أغسطس 2023، ذكرت شركة “دي ان او”، أنها استأنفت الإنتاج في حقل طاوكي ليبلغ المتوسط الإنتاجي 40 ألف برميلًا يوميًا، لكن حقل بيشكابير ما زال متوقفًا، مشيرة إلى أن استئناف الإنتاج جاء لإجراء اختبارات سلامة الآبار ومزامنة نماذج المكامن، ولكنه استمر استجابة للطلب القوي على نفط طاوكي.
وأشارت الشركة إلى أنه على الرغم من عدم وجود ضوء في نهاية خط أنابيب التصدير، إلا أننا نشهد المزيد من شاحنات الصهاريج القادمة التي تقوم بتحميل الشحنات الخاصة بنا على أساس الدفع النقدي والنقل”، دون الكشف عن نوع هذه الشاحنات وما إذا كان يتم تصديرها أم تذهب للاستهلاك المحلي في المصافي.
شركة جينيرال إنيرجي: الإنتاج انخفض في طقطق وتوقف في طاوكي
شركة جينيرال نيرجي العاملة في كردستان، وفيما يتعلق بالربع الثاني من العام 2023، تقول إنه قبل إغلاق خط أنابيب العراق – تركيا، كان الإنتاج من طقطق في عام 2023 متماشيا مع التوقعات، حيث بلغ متوسطه 3610 برميلًا يوميًا في الربع الأول، وتماشيا مع التركيز على خفض التكاليف، وعدم الوضوح فيما يتعلق باستئناف المدفوعات، تم الآن التخلي عن الحفر المخطط له لبئر في طقطق 2023.
وفيما يخص حقل طاوكي، قالت الشركة إن الإنتاج في الربع الأول من عام 2023 تماشى مع التوقعات، وانخفض عن الربع السابق بسبب أعمال صيانة الآبار المخطط لها التي بدأت في فبراير، ولم يكن هناك إنتاج في الربع الثاني من 2023 بسبب إغلاق خط أنابيب التصدير، أما فيما يخص حقل سارتا، فلا توجد بيانات حديثة عن إنتاجه.
شركة GKP: لا إنتاج خلال الربع الثاني و16 ألف برميلًا يوميا في أغسطس
أما الشركة الثالثة، GKP، والمشغلة لحقل شيكان، تظهر بياناتها أن الإنتاج من 1 مارس وحتى 24 مارس بلغ أكثر من 53 ألف برميلًا يوميًا، وانخفض بعد إغلاق التصدير عبر تركيا حتى توقف تمامًا في 13 أبريل.
وعاد تدريجيًا في 19 يوليو حتى بلغ في أغسطس أكثر من 16 ألف برميلًا يوميًا، مقارنة بمعدل شهري كان يبلغ أكثر من 45 ألف برميلًا يوميًا قبل إغلاق أنبوب التصدير.
شركة HKN: نبيع النفط محليًا فقط بطاقة 22 ألف برميلًا يوميًا ونتوقع صعوده لـ50 ألفًا
أما الشركة الرابعة، شركة HKN، قالت في تقرير في مايو 2023، إنه تم إغلاق خط الأنابيب بين العراق وتركيا في 25 مارس 2023، بعد تقارير عن حكم لصالح العراق في قضية التحكيم ضد تركيا والتي يعود تاريخها إلى عام 2014، ولا يزال خط الأنابيب مغلقًا، وأكدت أنها أوقفت الإنتاج مؤقتًا من جميع المرافق في 19 أبريل، بمجرد ملئها في الموقع والتخزين خارج الموقع، واستأنفت بعض الإنتاج بعد ذلك بوقت قصير وبدء البيع للمصافي المحلية في أبريل، حيث باعت الشركة ما متوسطه 22 ألف برميلًا من النفط يوميًا، متوقعة بيع ما بين 25 ألفًا و50 ألف برميلًا يوميًا محليًا حتى استئناف صادرات خطوط الأنابيب.
شركة شارمان: ننتج 18 ألف برميلًا يوميًا فقط منذ أواخر أبريل
الشركة الخامسة، شركة شماران، أكدت في تقريرها للربع الثاني من عام 2023 أنه كان لإغلاق خط الأنابيب بين العراق وتركيا في 25 مارس 2023 تأثير مادي على عمليات شماران ونتائجها المالية، وتظهر بياناتها أن عائداتها المالية في الربع الثاني من 2023 بلغت 6.5 ملايين دولار، مقارنة بذات الفترة من العام 2022 والتي بلغت عائداتها فيها 44.8 مليون دولارًا.
وبينت أن إنتاج حقل اتروش توقف بسبب نقص مرافق التخزين والشاحنات، لكن استمر إنتاج النفط سرسنك بمعدل منخفض منذ أواخر أبريل 2023، وبمعدل 18 ألف برميلًا يوميًا فقط.
وتظهر بيانات الشركات التي تشير بعضها إلى نتائج الربع الثاني من 2023، وأخرى تشير إلى آخر إنتاج لها في أغسطس، أن إنتاج هذه الشركات لم يتجاوز 125 ألف برميلًا يوميًا، وهي نتيجة متطابقة نوعًا ما مع بيانات منصة iraq oil report، والتي ذكرت أن إنتاج حقول كردستان في يوليو بلغ إجمالا 144 ألف برميلًا، ارتفاعًا بواقع 40 ألف برميل عن إنتاج يونيو، أي أنه بلغ في يونيو 104 آلاف برميل فقط.
هل تسلم كردستان النفط إلى بغداد؟
وفيما يخص عدم تسليم إقليم كردستان لنفطه إلى بغداد حسب الاتفاق، فبينما يقضي الاتفاق بتسليم 400 ألف برميل يوميًا إلى بغداد، إلا أن كردستان يقول إنه منذ 25 يونيو بدأت بغداد تتسلم 85 ألف برميلًا يوميًا، وإنه مستعد لتسليم باقي الكميات أو أي كمية تريدها بغداد، حيث يبدو أن بغداد لم تتسلم كامل الكميات لعدم وجود إمكانية لتصريفه بعد أن كان يتدفق عبر الأنابيب التركية إلى الخارج.
من جانبه، أكد معين الكاظمي، عضو اللجنة المالية النيابية في البرلمان العراقي، أن الإقليم أبدى استعداده لتسليم 400 ألف برميل يوميًا، ولكن التصدير متوقف من تركيا، وبغداد بدأت تتسلم 100 ألف برميل أو أكثر من الإقليم.
التعليقات حول هذا المقال