البلد
: تونسالادعاء
قدّاش استرجعنا إلى حدّ الآن؟ رجعنا 42 مليون دينار متاع وثيقة لقيناها في المكتب متاع الرئيس السابق زين العابدين بن عليّ، هاذيكا إلّي مكّنت البنك المركزي من استرجاع المبلغ هاذاكا، فقط لا غير 12 عام توّا، 12 عام وما استرجعنا شيء
يقصد: استرجعت تونس 42 مليون دينارا بفضل وثيقة وُجدت في مكتب الرئيس السابق زين العابدين بن عليّ، وبفضلها تمكّن البنك المركزي من استرجاع ذلك المبلغ دون غيره طيلة 12 عاما.
أبرز المعلومات
- الادّعاء "غير دقيق"، إذ استرجعت تونس مبلغا بقيمة 3.5 ملايين دينار من سويسرا عام 2021، فضلا عن 533 ألف دينار من سويسرا عام 2016، بالإضافة إلى 45.9 مليون دينار من بنوك لبنانية عام 2013.
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” ادّعاء عزّ الدين سعيدان، خبير اقتصادي تونسي، الذّي أطلقه خلال حضوره ببرنامج “ميدي شو” على إذاعة “موزاييك أف أم” يوم 5 سبتمبر 2023، واكتشف أنّه “غير دقيق”.
كيف تحققنا؟
تتبع فريق “تفنيد” البيانات الرسمية حول تحركات الحكومات التـونسية المتعاقبة عقب الثورة لاستعادة الأموال المهربة بالخارج، وهو ما كشف لنا أن إجمالي ما استرجعته الحكومات التـونسية من الأموال المهربة يفوق ما صرح به “سعيدان”.
إذ كشف بيان لرئاسة الجمهورية التونسيّة بتاريخ 10 مارس 2021، أن السلطات السويسريّة قامت في عام 2021 بتحويل مبلغ ماليّ يقدر بـ 3.5 ملايين دينار لفائدة حساب الدولة التونسيّة بالبنك المركزي، في إطار ما وصفته باستعادة الأموال المنهوبة بالخارج.
وبمزيد البحث والتحرّي، اكتشفنا أنّ تـونس سبق وتمكّنت في عام 2016 من استرجاع مبلغ بقيمة 225 ألف يورو، أي نحو 533 ألف دينار تقريبا وفق أسعار الصرف في ذلك العام، كانت مودعة أيضا في بنوك سويسريّة، وذلك وفق ما أفاد به كمال الهذيلي، المكلّف العام بنزاعات الدولة، في تصريح لوكالة فرانس براس يوم 1 يونيو 2016.
وأكّد كمال الهذيلي، في ذات التصريح، أنّ تـونس استرجعت في عام 2013 مبلغ بقيمة 28.8 مليون دولار كانت مودعة ببنوك لبنانيّة، بما يقدر بـ 45.9 مليون دينار في ذلك الوقت، وهو ما يتوافقُ مع نقله تقرير نُشر على مدوّنات البنك الدوليّ يُفيد بإنّ المبلغ المسترجع كان تحت سيطرة ليلى بن عليّ، زوجة الرئيس التونسيّ الأسبق زين العابدين بن عليّ.
المبالغ المستعادة التي قام فريق تفنيد برصدها بلغت 49.9 مليون دينار تونسي، ولا يمكن الجزم بأن هذا الرقم هو الإجمالي النهائي إذ لم تعلن الجهات الحكومية بيانا واضحا حول إجمالي الأموال المُستعادة، إلا أن ما رصده فريق تفنيد يفوق ما صرح به “سعيدان”.
في خطوة تالية قام فريق “تفنيد” بالاتّصال بعزّ الدّين سعيدان للتثبّت من مصدر الأموال التّي صرّح بها، فأوضح أنّه يقصدُ فعلا الأموال المنهوبة بالخارج التّي تمّ استرجاعها من بنوك لبنانيّة في عام 2013، مشيرا أنّه ليس لديه أيّ علم بخصوص المبالغ الأخرى التّي استرجعتها تونس والتّي رصدناها مسبقا.
وانطلقت تونس في فبراير 2011، عقب سقوط حكم زين العابدين بن عليّ، في نزاعات استرجاعها لأموالها المنهوبة التّي هرّبتها العائلة الحاكمة والمقرّبون منها إلى الخارج قبل الثورة، لكنّها لم تسترجع إلّا مبالغ ضئيلة مقارنة بالمبالغ الحقيقيّة وفق ما يرجّح البعض في ظلّ غياب تقارير أو بيانات رسميّة دقيقة تُحيل على القيمة الحقيقيّة للأموال المنهوبة ومراكز إيداعها.
التعليقات حول هذا المقال