هل يشهد العراق إقبالًا متصاعدًا على التنقل عبر القطارات؟

البلد

القصة

كتب: علي الأعرجي

قال يونس خالد جواد، مدير الشركة العامة لسكك الحديد العراقية، إن هذا العام شهد انتقالة كبيرة بأعداد المسافرين مقارنة بالأعوام السابقة، والرغبة من قبل المواطنين بالاعتماد على القطارات للتنقل والسفر بين بغداد والمحافظات، لما توفره من مزايا متعددة تتمثل بالأجور الزهيدة والسرعة والأمان.

هذا التصريح، الذي أوردته صحيفة الصباح الحكومية في 20 سبتمبر 2023، جاء متسقًا مع إعلان سابق للوزارة، وصفت فيه عدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بأنه “رقم متزايد” يعكس التنسيق الجيد للعمل على زيادة طاقة النقل وتحقيق أرقام قياسية جديدة لنقل المسافرين.

وذكرت وزارة النقل حينها في 11 يونيو 2023، أن الإحصائية الأخيرة بلغت نقل 73 ألف مسافرًا خلال الأشهر الخمسة الماضية على متن قطاراتها، معتبرة أن هذه الإنجازات الجديدة تعكس التزام وزارة النقل بتقديم خدمات عالية الجودة وتحسين قطاع النقل العام في العراق.

انتقالة كبيرة ولكن.. هل تصح المقارنة مع سنوات كورونا؟

راجع فريق “تفنيد” بيانات الأشهر الخمسة الأولى للأعوام الماضية للمقارنة مع الرقم المعلن من وزارة النقل للأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2023، للتوصل لحقيقة تحقيق قفزة في أعداد المسافرين مقارنة بالأعوام الماضية كما يقول المدعي.

في عام 2022، بلغ عدد المسافرين عبر القطارات في الأشهر الخمسة الأولى 38 ألفًا و31 مسافرًا، أي بالفعل أقل من ذات الفترة من العام الحالي والتي بلغ عدد المسافرين فيها 73 ألف مسافرًا، بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء.

وفي 2021، بلغ عدد المسافرين خلال الأشهر الأربعة الأولى 29 ألفًا و892 مسافرًا، أما في مايو فلا يوجد نشاط أو مسافرون بسبب الإغلاق العام على هامش إجراءات مواجهة جائحة كورونا، حيث كانت الحكومة العراقية تفرض حظرًا للتجوال وترفعه طبقا للموقف الوبائي ومدى ارتفاع عدد الإصابات وانخفاضها.

وفي 2020 بلغ عدد المسافرين 10 آلاف و329 مسافرًا، وذلك خلال شهري فبراير ومارس، أما باقي الأشهر الخمسة الأولى فلا يوجد نشاط أو مسافرون بسبب الإغلاق المرتبط بجائحة كورونا.

وتظهر الإحصاءات أن عدد مسافري 2023 تفوّق على عام 2022 فقط، أما عاما 2021 و2020 فكانت أعوام إغلاق وحظر تجوال وإيقاف للتنقل لعدد من الأشهر ضمن هذين العامين، ما يعني أنه من غير المناسب المقارنة مع هذين العامين.

وكان الخوف من كورونا خلال هذين العامين يدفع الكثير من المواطنين إلى التزام البيوت وعدم الخروج حتى مع رفع حظر التجوال وقيود التنقل.

أما في عام 2019، بلغ عدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى 160 ألفا و571 مسافرًا.

وفي 2018 بلغ عدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، 125 ألفا و863 مسافرًا.

وفي عام 2017، بلغ عدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى 185 ألفا و448 مسافرًا.

ويتضح أن أعداد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى للأعوام 2017 و2018 و2019 فاقت أعداد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى للعام الحالي 2023.

وتظهر الإحصائية السنوية لعدد المسافرين عبر القطارات، منذ 2013 وحتى 2022، ارتفاعًا كبيرًا بعدد المسافرين خلال الأعوام من 2015 وحتى 2019، فيما كان العدد الأكبر من المسافرين قد سجل في عام 2018 وبلغ 529 ألف مسافرًا بأجر.

وجاءت أعداد المسافرين عبر القطارات في العراق خلال 10 سنوات وفقًا لأرقام جهاز الإحصاء كالتالي:

2013: 134 ألف مسافرًا بأجر + 380 ألف مسافرًا بدون أجر.

2014: 146 ألف مسافرًا بأجر + 430 ألف مسافرًا بدون أجر.

2015: 393 ألف مسافرًا بأجر + 70 ألف مسافرًا بدون أجر.

2016: 417 ألف مسافرًا بأجر + 42 مسافرًا بدون أجر.

2017: 435 ألف مسافرًا بأجر + 73 ألف مسافرًا بدون أجر.

2018: 529 ألف مسافرًا بأجر + 34 ألف مسافرًا بدون أجر.

2019: 435 ألف مسافرًا بأجر + 21 ألف مسافرًا بدون أجر.

2020: 77 ألف مسافرًا بأجر.

2021: 127 ألف مسافرًا بأجر.

2022: 143 ألف مسافرًا بأجر.

والمسافرون بدون أجر، هم زائرو العتبات الدينية في محافظة كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين، وتسيّر الحكومة العراقية القطارات لنقل الزائرين بشكل مجاني من بغداد والبصرة باتجاه كربلاء في مناسبة زيارة أربعين الإمام الحسين الموافق 20 من شهر صفر من كل عام، حيث تعد هذه المناسبة الدينية أضخم مناسبة من حيث عدد المشتركين بزيارة مرقد الإمام الحسين في كربلاء ويصل عددهم لملايين الزائرين سنويًا.

المصادر