البلد
: تونسالادعاء
تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي: حقل بودبوس شمال تونس إلى جنوبها برا وبحرا يحتوي 34 تريليون برميل نفط، و39 تريليون قدم مكعب من الغاز.

أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلل"، فبحسب تقريرَي هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لسنتي 2011 و2019، فإن الموارد النفطية غير المكتشفة في المنطقة الجيولوجية الممتدة بين تونس وليبيا كلّها قُدّرت ببضعة مليارات فقط، لا عشرات التريليونات، إذ تشير التقديرات إلى نحو 4 مليارات برميل من النفط في تقرير 2011، وقرابة 16 مليارًا في تقرير 2019، أما الغاز، فحدّدت الهيئة موارده غير المكتشفة بحوالي 38 تريليون قدمًا مكعبًا سنة 2011، و106 تريليونات سنة 2019، وهي تقديرات تشمل المنطقة الواسعة بين تونس وليبيا ومالطا، ولا تخص تونس وحدها، ولا تشير إلى وجود حقل باسم "بودبوس".
القصة
تتبع فريق “تفنيد” الادعاء المتداول، يوم 14 نوفمبر 2025، على صفحات تونسية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بشأن تقرير لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكي يتضمن أن حقل بودبوس شمال تونس إلى جنوبها برا وبحرا يحتوي على 34 تريليون برميل نفط و39 تريليون قدمًا مكعبًا غاز، وتبين أنه “مضلل”، وذلك بالعودة إلى تقارير هيئة المسح الأمريكية USGS، وتقارير “أوبك” السنوي لسنة 2024 وتقارير إعلامية تونسية.
في البداية انطلق فريق “تفنيد” في البحث في موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، والتي أصدرت تقريرا في سبتمبر 2011 بعنوان: “تقييم موارد النفط والغاز غير المكتشفة في ليبيا وتونس، 2010″، وذكرت فيه أنها قامت بتقييم الإمكانات المتاحة لوجود حقول نفط وغاز تقليدية غير مكتشفة داخل إقليمين جيولوجيين في شمال أفريقيا، وهما حوض سرت في ليبيا وحوض بلاد السواحل (Pelagian Basin) في تونس وغرب ليبيا، ضمن مشروع الهيئة لموارد البترول العالمية.
وقدّرت الهيئة متوسط الموارد غير المكتشفة بحوالي 3.97 مليارات برميل من النفط فقط، وهو رقم بعيد تمامًا عن 34 تريليون برميلًا المذكورة في الادعاء، إضافة إلى 38.5 تريليون قدمًا مكعبًا من الغاز الطبيعي غير المكتشف (وهو ما يتوافق تقريبا مع الادعاء ولكنه لا يتعلق بتونس فقط)، و1.47 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي غير المكتشفة في إقليمين من شمال أفريقيا.
ولا يذكر التقرير أي شيء عن حقل بودبوس، بل ركّز على تقييم الإمكانات العامة للنفط والغاز في الحوضين، أي أن الحديث كان عن الصخور الغنية بالمواد العضوية في الحوض الرسوبي الساحلي بأكمله، وليس عن أي حقل محدد.
وفي تقرير أحدث للهيئة الأمريكية صدر سنة 2019، بعنوان: “تقدير موارد النفط والغاز غير المكتشفة في مقاطعات أحواض سرت وبلاد السواحل في ليبيا وتونس ومالطا وإيطاليا، 2019″، قدّر تقرير الموارد غير المكتشفة في أحواض سرت وبلاد السواحل بحوالي 16.4 مليار برميلًا من النفط و106.3 تريليونات قدم مكعب من الغاز، و1.6 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
واستخدم التقرير منهجية تقييم جيولوجية وليس على حقول محددة، وعبارة “بودبوس” الواردة في تقارير الهيئة تشير إلى تكوين صخري مصدر للمواد العضوية، وليس إلى حقل نفطي منتج مثلما ذكر الادعاء، كما أن الموارد غير المكتشفة هي تقديرات نظرية مبنية على نماذج جيولوجية، وليست احتياطيات مؤكدة يمكن استخراجها أو الجزم بوجودها، وهو ما يتعارض أيضا مع الادعاء.
ويظهر تقرير OPEC السنوي لعام 2024، أن الاحتياطيات العالمية المؤكَّدة من النفط الخام تقدر بحوالي 1,570 مليار برميل بنهاية عام 2023، فيما يكشف التقرير السنوي لسنة 2024 لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن الاحتياطي المؤكد من النفط الخام لتونس يبلغ 0.4 مليار برميل، و64 مليار مترًا مكعبًا من الغاز الطبيعي.

وقدر احتياطي الدول الأعضاء لمنظمة (أوابك) من النفط الخام في نهاية 2023 بحوالي 713.4 مليار برميلًا، ما يمثل 53.2% من الاحتياطي العالمي البالغ 1342 مليار برميلًا، فيما بلغ احتياطي الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء في 2023 حوالي 55.72 تريليون مترًا مكعبًا، تشكل 26% من الاحتياطي العالمي البالغ 214.1 تريليون مترًا مكعبًا.
وكانت تقارير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد أثارت سنة 2023 جدلا مماثلا بخصوص وجود حوض هام من النفط على السواحل التونسية، وقلل حينها الدكتور في الجيولوجيا البترولية والمستشار بالمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية الحبيب الطرودي، في حوار مع وكالة الأنباء التونسية (وات) من أهميتها، مؤكدا أن تقارير الهيئة الأمريكية “غير دقيقة”، ولا يمكن اعتمادها كمرجع علمي خاصة في ظل عدم ارتكازها على نتائج المسح الزلزالي الذي يشكل ركيزة أساسية في تقييم المكامن النفطية لمنطقة ما.
وأكد “الطرودي”، أن تونس لم تستقبل منذ 15 سنة أي شركة كبيرة الحجم متخصصة في الاستكشاف، لأن تونس تعد جيولوجيا منطقة أحواضها معقدة وذات مردودية “محتشمة”، مضيفا أن خارطة الأبار في تونس تتشكل من 1100 بئر، لكن 80% منها تندرج ضمن خانة الأبار غير المنتجة، مما يجعل خطر الاستكشاف مرتفعا ولا تتخطى إمكانية النجاح 10%.
وقدر احتياطي الدول الأعضاء لمنظمة (أوابك) من النفط الخام في نهاية 2023 بحوالي 713.4 مليار برميلًا، ما يمثل 53.2% من الاحتياطي العالمي البالغ 1342 مليار برميلًا، فيما بلغ احتياطي الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء في 2023 حوالي 55.72 تريليون مترًا مكعبًا، تشكل 26% من الاحتياطي العالمي البالغ 214.1 تريليون مترًا مكعبًا.
وكانت تقارير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد أثارت سنة 2023 جدلا مماثلا بخصوص وجود حوض هام من النفط على السواحل التونسية، وقلل حينها الدكتور في الجيولوجيا البترولية والمستشار بالمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية الحبيب الطرودي، في حوار مع وكالة الأنباء التونسية (وات) من أهميتها، مؤكدا أن تقارير الهيئة الأمريكية “غير دقيقة”، ولا يمكن اعتمادها كمرجع علمي خاصة في ظل عدم ارتكازها على نتائج المسح الزلزالي الذي يشكل ركيزة أساسية في تقييم المكامن النفطية لمنطقة ما.
وأكد “الطرودي”، أن تونس لم تستقبل منذ 15 سنة أي شركة كبيرة الحجم متخصصة في الاستكشاف، لأن تونس تعد جيولوجيا منطقة أحواضها معقدة وذات مردودية “محتشمة”، مضيفا أن خارطة الأبار في تونس تتشكل من 1100 بئر، لكن 80% منها تندرج ضمن خانة الأبار غير المنتجة، مما يجعل خطر الاستكشاف مرتفعا ولا تتخطى إمكانية النجاح 10%.
الخلاصة: الادعاء بأن تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي جاء فيه أن حقل بودبوس الممتد من شمال تونس إلى جنوبها برًّا وبحرًا، يحتوي على 34 تريليون برميلًا نفط و39 تريليون قدمًا غاز “مضلل”، فالأرقام الواردة في تقارير الهيئة الأمريكية تتعلق بالحوض الجيولوجي الممتد بين تونس وليبيا، ويصل في تقرير 2019 إلى مالطا وإيطاليا، وهي تقديرات عامة للموارد غير المكتشفة وليست احتياطيات مؤكدة، كما أن الأرقام التي قدمتها الهيئة وتبلغ بضعة مليارات فقط من البراميل، لا عشرات التريليونات، بعيدة تمامًا عمّا جاء في الادعاء، إضافة إلى أن التقارير لم تذكر وجود حقل باسم “بودبوس” ولم تعتمد عليه كأساس لأي تقدير.
التعليقات حول هذا المقال