البلد
: العراقالادعاء
العراق لم يصل لحد الآن لإنتاج الـغاز، وإن شاء الله خلال سنتين يكمل المشروع ويستغني العراق عن الغاز الإيراني وغيره تماما وسيكون هناك فائض، لأن لدينا شركات ميتسوبيشي وشل ستكمل مشروعها في البصرة
أبرز المعلومات
- التصريح "مضلل"، فالعراق يستفيد من نحو 1600 مقمق يوميًا من إجمالي الغـاز المصاحب المنتج مع النفط البالغ 3000 مقمق يوميا، ويحرق المتبقي، ومشاريع إيقاف الحرق من المفترض أن تنتهي خلال 3 سنوات، ولكنها لا تسد حاجة العراق الكاملة من الغاز
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، لقناة الشرقية في 28 أغسطس 2023، ووجد أنه “مضلل”، فالعراق ينتج 3 آلاف مقمق يوميا من الغاز المصاحب لإنتاج النفط، ويستثمر قرابة 1600 مقمق منه ويحرق نحو 1400 مقمق يوميًا.
وهناك عقود مشروعات لإيقاف حرق الغاز والاستفادة منه ليكون مجموع الغاز المستفاد منه 3 آلاف مقمق يوميًا، إلا أنها لن تسد حاجة العراق الكاملة من الغاز البالغة 4 آلاف مقمق يوميا، كما أن هذه المشروعات ستحتاج لـ3 سنوات لإكمالها وليس سنتين.
أما فيما يخص عدد السنوات التي يحتاجها العراق للاكتفاء من الـغاز، أشار محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة العراقية، في 10 أغسطس 2023، إلى الحلول المستقبلية والدائمة لاستثمار الـغاز الذي يحرق ولا يستثمر، عن طريق عقد توتال أو الجولة الخامسة أو العقود التي من المؤمل توقيعها قريبًا، وسيكون العراق أمام استحقاق مهم، وهو انتفاء الحاجة للغاز المستورد خلال مدة لا تزيد عن 3 سنوات حال إكمال هذه المشروعات، التي ستوفر أيضًا استقلالية الطاقة والاعتماد على الغاز العراقي.
هل يحقق العراق الاكتفاء من الغاز خلال 3 سنوات فعلا؟
وربما تعد مسألة الانتفاء من استيراد الغاز حتى خلال 3 أعوام، أمر “مشكوك فيه”، فبالعودة إلى كمية الغاز المنتج بالكامل في العراق خلال 2022 والمستثمر والمحروق منه بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن الإنتاج الإجمالي للغاز المنتج المصاحب يبلغ 30 مليارًا و730 مليون مترًا مكعبًا، وبتقسيمها على عدد أيام السنة، فهذا يعني أن إجمالي الغـاز المنتج خلال اليوم يبلغ نحو 84.2 مليون مترًا مكعبًا يوميًا وهو ما يعادل 2973 مقمق “مليون قدم مكعب قياسي”.
ويبلغ حجم الغـاز المستثمر من إجمالي الغـاز المنتج خلال عام 16 مليارًا و254 مليون مترًا مكعبًا، ما يعني في اليوم الواحد 44.5 مليون مترًا مكعبًا يوميًا، أي أكثر من 1570 مقمق يوميًا.
والغـاز المحروق من إجمالي الغـاز المنتج خلال عام 2020 بلغ 14 مليارًا و476 مليون مترًا مكعبًا، ما يعني في اليوم الواحد 39.6 مليون مترًا مكعبًا يوميًا، أي قرابة 1398 مقمق يوميا.
هذا يعني، أن إجمالي الغـاز المنتج يوميًا والذي يكون غازًا مصاحبا لإنتاج النفط، يبلغ 2973 مقمق يوميًا، يقوم العراق بالاستفادة بـ1570 مقمق منه يوميًا، ويحرق المتبقي البالغ 1398 مقمق يوميًا.
وتؤكد هذه الحسبة، تصريح علي البهادلي، مدير العقود في وزارة النفط بالضبط، حيث يقول إن العراق ينتج 3 آلاف مقمق يوميا، يستثمر منه 1600 مقمق يوميا، ويحرق 1400 مقمق يوميا.
إذن، بإيقاف الغـاز المحروق بالكامل واستثماره والبالغ 1400 مقمق، وإضافته إلى المستثمر حاليا والبالغ قرابة 1600 مقمق، فإن إجمالي الغـاز المتاح للاستهلاك والاستفادة سيبلغ 3 آلاف مقمق يوميًا.
ولكن وزير النفط السابق إحسان عبد الجبار، أكد في يوليو 2021، أن العراق يحتاج إلى 4 آلاف مقمق يوميًا لدعم منظومة الطاقة الكهربائية.
فضلًا عن ذلك، فإنه من غير المضمون أن يستثمر العراق أساسا الـ1400 مقمق يوميًا بالكامل والتي يقوم بحرقها حاليًا، حيث يقول وزير النفط حيان عبد الغني في نوفمبر 2022، إن مشروعات إيقاف حرق الغـاز ستضيف 1100 مقمق يوميًا خلال السنوات القليلة القادمة.
أما فيما يخص مشروع شركتي “شل وميتسوبيشي” التي تحدث عنها المدعي، والتي تعمل في العراق منذ 2010، فإن إنتاجها من الغـاز المصاحب بلغ 900 مقمق يوميًا حتى نوفمبر 2022، في حين تحدث وزير النفط حينها عن العمل لرفع إنتاجها إلى 1400 مقمق يوميًا، إي إضافة 500 مقمق يوميًا، وهي كمية تعادل حوالي ثلث الغـاز الكلي المحروق حاليًا والبالغ 1400 مقمق يوميًا، ولا تضيف شيئًا مقارنةً بالطلب الكلي الإضافي في حال إيقاف جميع الغـاز المحروق ليكون الإنتاج الكلي 3 آلاف مقمق، بينما يحتاج إلى 4 آلاف مقمق يوميًا.
التعليقات حول هذا المقال