البلد
: العراقالقصة
كتب: علي الأعرجي
منذ مطلع العام الجاري، تتردد أنباء عن تسجيل إصابات كثيرة بالإيدز في العراق، حيث بدأت المعلومات والتقارير الإعلامية تتحدث عن تسجيل الكثير من الإصابات في محافظة ذي قار منذ يناير الماضي، ومؤخرًا جرى الحديث عن تسجيل إصابات متزايدة في محافظة بابل.
ووسط هذا القلق المتزايد بدأت تنتشر أرقام في الأوساط الشعبية والإعلامية عن تسجيل 2000 أو 4000 إصابة في العراق في عام واحد، وتحدث آخرون عن 4000 إصابة في بغداد وحدها، وفي خضم ذلك قال سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، إن “العراق يسجل أقل من 5 إصابات بالإيدز لكل 100 ألف نسمة وهي أرقام قليلة، والأرقام المسجلة في العراق هي الأقل في العالم والمنطقة، ولكن إيضاح الأرقام لا يعني الاستهانة بالإصابات المسجلة، لكنه مقارنة بالدول الأخرى، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن العراق كان ولا زال ضمن مناطق التوطن المنخفض لمرض العوز المناعي”.
انطلاقًا من ذلك، تتبع فريق “تفنيد” أرقام الإيدز في العـراق، وحقيقة كونه البلد الأقل في العالم والمنطقة في معدل الإصابات، ووجدنا أنه وفقا لموقع Wisevoter، فإن نسبة انتشار الإيدز في العـراق تبلغ 0.01% من السكان، وهي نسبة مساوية لعدد من البلدان ضمن الأقل، ولا تنفرد العراق بمرتبة الأقل في العالم والمنطقة، وهناك بعض الدول أقل منها مثل مصر والأردن وبنجلادش وقطر وفلسطين، حيث إن 10 دول جاءت بعد العراق.
بداية الإيدز في العراق.. الأعداد تتزايد سنويًا:
ظهرت إصابات فيروس العوز المناعي البشري في العراق لأول مرة عام 1986، نتيجة استلام عدد من العراقيين المصابين بنزف الدم الوراثي للعامل الثامن المستورد من فرنسا (وهو عقار دوائي يُحقن في جسد المصابين بصعوبة تخثر الدم)، وكانت الوجبة المستوردة ملوثة بهذا الفيروس ولم يكن في العراق حينها برنامج خاص بالفيروس فحدثت العدوى بين هؤلاء المرضى، بحسب وزارة الصحة.
وفي عام 2011، ذكرت وزارة الصحة، أن عدد المصابين بالإيدز في العراق منذ عام 1986 (بداية دخول الإيدز للعراق) وحتى 2011، بلغ أكثر من 600 إصابة.
ووصولا إلى 2023، بلغ العدد التراكمي للمصابين بالإيدز في العـراق 4000 مصاب، لكن الموجودين حاليًا يبلغ 2000 مصاب، بحسب منظمة الصحة العالمية، أي أن هذا الرقم هو تراكمي منذ بدء تسجيل الإصابات بالإيدز في العـراق عام 1986 وحتى الآن.
وبين 2010 و2015، ارتفعت إصابات الإيدز في العـراق من 10 إصابات سنويًا إلى 29 إصابة تدريجيًا، ولكنها في 2016 قفزت إلى 55 إصابة، ومن ثم في 2017 إلى 96 إصابة، وصولا إلى 157 إصابة في 2019، بحسب دراسة لطبيب أكاديمي في جامعة الأنبار منشورة في موقع ريسيرش جيت.
بينما يظهر الجهاز المركزي للإحصاء، تسجيل 111 إصابة في 2018، وتسجيل 204 إصابات في 2019، ثم 390 إصابة في 2021، و430 إصابة في 2022.
معدل الإصابة يتزايد سنويًا:
بينما تظهر الأرقام تصاعدًا سنويًا في عدد الإصابات بالإيدز، إلا أن العدد المطلق لعدد الإصابات لا يعطي تصورًا واضحًا عن مدى التفشي، ولذلك قارن فريق “تفنيد” معدل الإصابات بالنسبة لعدد السكان، ووجدنا أن العـراق يسجل تصاعدا مستمرا بمعدل الإصابات المرتبطة بعدد السكان، حيث جاء معدل الإصابات لكل 10 آلاف نسمة بين 2017 و2022 وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء كالاتي:
في 2017 بلغ 0.026 لكل 10 آلاف نسمة.
في 2018 بلغ 0.029 لكل 10 آلاف نسمة.
في 2019 بلغ 0.052 لكل 10 آلاف نسمة.
في 2020 بلغ 0.05 لكل 10 آلاف نسمة.
في 2021 بلغ 0.08 لكل 10 آلاف نسمة.
في 2022 بلغ 0.12 لكل 10 آلاف نسمة.
وارتباطا مع زيادة التفشي ومعدل الإصابة سنويًا، وبالرغم من أن العراق في المراتب الأخيرة بمعدل الإصابة بفيروس الإيدز حتى الآن، إلا أنه يأتي في مراتب متقدمة عالميًا بنسبة الزيادة بالإصابات ومعدل الإصابة السنوي.
وجاء العراق في المرتبة 30 من أصل 200 دولة بنسبة الزيادة في إجمالي عدد المصابين بين عامي 2009 و2019، وبلغت نسبة الزيادة 127%، وكذلك جاء في المرتبة 42 من أصل 200 دولة عالميًا فيما يخص زيادة معدل الإصابة السنوية بين 2009 و2019، حيث ارتفعت 74%، وفقا لموقع Our World In Data.
التعليقات حول هذا المقال