الادعاء
مصر تملك أكثر من ثُلث آثار العالم
السياق
خِلال تصريح صحفي نقله على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"
القصة
الآثار: معلومة خاطئة.. واليونسكو: 7 مواقع مصرية فقط مُسجلة كتُراث
كتب: هايدي سمير
قال النائب عمرو القماطي، عضو لجنة السياحة والآثار بمجلس الشيوخ المصري، إن مصر تملك أكثر من ثُلث آثار العالم، وذلك خِلال تصريح صحفي نقله على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ونُشر بمواقع “صدى البلد، والدستور، والفجر“، يوم 12 سبتمبر 2022.
لم يكن التصريح هو الأول من نوعه، إذ ردده عدد كبير من المسؤولين المصريين، ففي 7 أبريل 2022، قاله أحمد إدريس عضو مجلس النواب لموقع “صدى البلد“، وأكده الطيار محمد منار، وزير الطيران المدني السابق، يوم 23 نوفمبر 2021 خِلال بيانٍ صادر من وزارة الطيران المدني نُشر على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء على “فيسبوك”.
وظهرت أهمية التحقق من التصريح، لتزامنه مع تكرار إعلان الحكومة تطوير وتجديد المدن والمناطق الأثرية، كتشييد مبنى المتحف المصري الكبير، ليكون أكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وفقًا لوزارة السياحة والآثار، والانتهاء من مشروع رفع كفاءة خدمات الزائرين في 13 موقع أثري ومتحف بمحافظة أسوان، والانتهاء من تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بموقع أبو مينا الأثري بمنطقة برج العرب بالإسكندرية بالإضافة إلى تنفيذ مشروع ترميمه وتطوير الموقع العام ككل.
تتبع فريق عمل “تفنيد”، تصريح عضو مجلس الشيوخ المصري، ووجد أنه “غير صحيح”، وفقًا لما أكده مسؤولين مصريين مُتخصصين في الآثار، بالإضافة إلى بيانات مُنظمة اليونسكو العالمية.
30 أكتوبر 2018:
قال العالِم الأثري زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، يوم 30 أكتوبر 2018، إن مصر لا يوجد بها ثُلث آثار العالم، موضحًا أن ثُلث آثار العالم غير موجودًا في مدينة الأقصر كما يقول البعض، بينما على سبيل المِثال تمتلك الصين 10 أضعاف الآثار الموجودة في مصر، وذلك خِلال حواره ببرنامج “الحياة اليوم” على فضائية “الحياة”.
13 أكتوبر 2014:
وهو ما نفاه أيضًا الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس هيئة الآثار المصرية الأسبق، وذلك خِلال حواره في برنامج “لازم نفهم” على قناة “إكسترا النيوز” يوم 13 أكتوبر 2014.
1 سبتمبر 2014:
فيما أكد الدُكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، يوم 1 سبتمبر 2014، أن امتلاك مصر ثُلث آثار العالم، هي معلومة خاطئة، لأنه لا يوجد مقياس لآثار العالم، وذلك خِلال كلمة له نُشرت على قناة “شبكة يقين الإخبارية“.
27 أغسطس 2014:
وقال أيضًا يوم 27 أغسطس 2014 إن عُبارة ثُلث آثار العالم بها نوع من المُبالغة موضحًا أن مصر أغنى دولة في العالم في الآثار، وذلك خِلال حواره ببرنامج “90 دقيقة” على قناة “المحور”.
ما هو عدد المواقع المصرية المُسجلة على قائمة التُراث العالمي؟
بالبحث حول عدد المواقع الأثرية في مصر، ذكرت وزارة السياحة والآثار، يوم 25 يناير 2020، أن مصر بها 7 مواقع مُسجلة على قائمة التُراث العالمي، منها 6 مواقع أثرية، وذلك عبر بيانٍ على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وأوضحت أن المواقع هي مدينة طيبة القديمة “الأقصر” ودير سانت كاترين بجنوب سيناء، ومعابد النوبة من أبو سمبل إلى فيلة، وجبّانة ممفيس من منطقة أهرامات الجيزة إلى دهشور، ومنطقة أبو مينا بالإسكندرية، والقاهرة التاريخية، بالإضافة إلى موقع واحد للتراث الطبيعي وهو وادي الحيتان.
وبالرجوع إلى اتفاقية التُراث العالمي “اليونسكو”، أكدت البيانات الخاصة بمصر ما ذكرته وزارة الآثار بالتواريخ، إذ سُجل موقع أبو مينا في قائمة التُراث العالمي في عام 1979، والقاهرة الإسلامية في عام 1997، ومدينة طيبة القديمة ومقبرتها في عام 1979، ومعالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة في عام 1979، وممفيس ومقبرتها ومنطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور في عام 1979، ومنطقة القديسة كاترين في عام 2002، والموقع الطبيعي وادي الحيتان في عام 2005.
ماذا تعرف عن اتفاقية حماية التُراث العالمي؟
وذكر الموقع الرسمي لـ”اليونسكو” أن اتفاقية حماية التُراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 تنص على أن بعض مواقع العالم لها “قيمة عالمية استثنائية” ويجب أن تشكل جزءًا من التراث المشترك للبشرية، وانضمت إلى هذه الاتفاقية المعروفة عمومًا باسم “اتفاقية التراث العالمي” 190 بلدًا أصبحت جزءًا من مجتمع دولي يوحّد قواه في إطار مهمة مشتركة.
وأوضحت أن تلك المهمة تتمثل في تحديد أهم مواقع التراث الطبيعي والثقافي في العالم وصونها، وتضم قائمة التراث العالمي في الوقت الراهن 962 موقعًا في 157 دولةً طرفًا “745 موقعًا ثقافيًا و188 موقعًا طبيعيًا و29 موقعًا مختلطًا”.
إيطاليا تتصدر.. ماهي الدول الأعلى في قائمة التُراث العالمي؟
ووفقًا لموقع ستاتيستا”Statista” المُختص في الإحصاءات، احتلت إيطاليا المرتبة الأولى في عدد المواقع المُسجلة في قائمة التُراث العالمي بـ58 موقعًا، والصين في المركز الثاني بـ56 موقعًا، وألمانيا ثالثًا بـ51 موقعًا، وإسبانيا رابعًا بـ49 موقعًا، وفرنسا خامسًا بـ49 موقعًا، والهند سادسًا بـ40 موقعًا، والمكسيك سابعًا بـ35 موقعًا، والمملكة المُتحدة البريطانية ثامنًا بـ33 موقعًا، وروسيا تاسعًا بـ30 موقعًا، وإيران في المركز العاشر بـ26 موقعًا أثريًا.
ماذا تفعل مصر للحفاظ على أثرها؟
تستمر جهود مصر الحثيثة لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج، وما توليه الدولة المصرية ومؤسساتها من اهتمام بالغ للحفاظ على أثارها وتراثها وتاريخها الحضاري، وكانت آخرها في 11 سبتمبر 2022، حيث تم تسليم قطعتين أثريتين من كندا إلى لجنة من وزارة السياحة والآثار، كانتا خرجتا من مصر بصورة غير مشروعة.
وفي 7 سبتمبر 2022، نجحت وزارة السياحة والآثار في استرداد 16 قطعةً أثريةً مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت الوزارة في مارس 2022، ويجدر الإشارة إلى أن مصر نجحت في إعادة 5000 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية عام 2021، موضحة أن من أهم القطع التي تم استردادها من الولايات المتحدة الأمريكية تابوت الكاهن نجم عنخ الذهبي.
التعليقات حول هذا المقال