البلد
: تونسالقصة
كتب – عبير بالريش:
“بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ”.. عبارة من قصيدة شهيرة للمتنبي، تجري على لسان غالبية التوانسة في عيد الأضحى، بعد امتلاء أسواق وساحات بيع الأغنام والأضاحي، وضعف الطلب عليها بشكل كبير مقارنةً بالسنوات الماضية.. وفي التقرير التالي نُجيب عن السؤال الأهم “لماذا انخفض المعروض وارتفع السعر”، وذلك عبر توفير بيانات تطور أعداد الأضاحي وأسعارها وأسباب زيادة تلك الأسعار.
وبلغت أعداد الأضاحي المخصصة لفترة العيد في عام 2015 مليون و100 ألف أضحية حسب تصريح إلياس بن عامر، المدير العام لشركة اللحوم بتونس، لوكالة الأناضول، ثم ارتفع في السنوات التالية ليبلغ مليون و600 ألف أضحية في 2022، وفق تصريح منور الصغير، مدير الإنتاج الحيواني بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، لموقع العين الإخبارية.
ولكنه سرعان ما سجل تراجعًا 400 ألف أضحية في عام 2023، بحسب ذات المصدر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، نشرته جريدة الشروق، ليبلغ مليون و200 ألف.
ويقدر استهلاك التونسيين بحوالي 900 ألف أضحية، حسب دراسة أجراها معهد الاقتصاد الكمي، نقلتها عدد من وسائل الإعلام على غرار موقع العربي الجديد وخبر اونلاين، والتي تبين أن العرض عادةً ما يفوق الطلب مما يسبب فائضًا هيكليًا في الإنتاج، ولكن هل سيتحقق هذا الرقم أيضًا خلال العام الحالي بعد ارتفاع الأسعار؟
زادت أسعار الأضاحي في السوق في الفترة من 2015 إلى 2023، حيث بلغ سعر الكيلو للخروف في 2015 بين 10 و11 دينارًا حسب بيان المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان نشره موقع الخبير، في حين بلغت اليوم بحسب وزارة الفلاحة التونسية 17.8 دينارًا للكيلو، أي بزيادة بنسبة 44%.
وأوضح السيد منور الصغيري، مدير الإنتاج الحيواني بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أن أغلب مربي المواشي أبدو موافقتهم على تسعيرة الكيلو لسنة 2023، مراعاة للقدرة الشرائية للمواطنين، مشيرًا إلى أن المعدل العام لسعر الأضحية في 2023 سيكون في حدود 890 دينارًا باحتساب معدل وزن الخروف بـ50 كيلو.
وبالعودة إلى أرقام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان، وجدنا أن سعر الكيلو الحي من الخروف صغير السن ارتفع من 11.5 إلى 18.2 دينارًا، في الفترة الممتدة من 2019 إلى 2023، وفي ذات الفترة زاد سعر كيلو الخروف متوسط السن من 11.5 إلى 16.6 دينارًا.
هذا التطور في الأسعار يعود إلى عدة أسباب أبرزها الزيادة في أسعار الأعلاف بمختلف أنواعها، بسبب الجفاف الذي ضرب العديد من الدول والحرب الروسية الأوكرانية، فبحسب المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان، كان ثمن بالة التبن 6 دنانير في سنة 2019، لتبلغ اليوم 16 دينارًا أي بزيادة تقترب من 180% في 4 سنوات.
أما بالنسبة للقرط “أحد أصناف الأعلاف”، ففي 2019 كان ثمن البالة 14 دينارًا، وأصبح في 2023 ثمنه 25 دينارًا، ويقول طارق بن جازية، المدير العام لشركة اللحوم، إن الارتفاع المسجل في سعر الخرفان في سنة 2023 مقارنة بالسنة الماضية يرجع بالأساس إلى ارتفاع تكلفة الأعلاف وندرتها وتراجع أعداد القطيع بنسبة 27% مقارنة بالسنة الماضية.
نقص المياه:
تسبب نقص الأمطار هذا العام في ارتفاع قياسي في سعر الأعلاف، ومن المتوقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، بسبب نقص المياه وغياب الحلول والاستراتيجيات الحكومية لحل الأزمة مما أدى إلى تفاقمها.
ويبلغ معدل مساحات الزراعات العلفية والرعوية في تونس قرابة 330 ألف هكتارًا، تساهم بحوالي 30% من تغطيات احتياجات مربي المواشي.
دعوات إلى إلغاء الأضحية:
ويبدو أن تأزم الوضع الاقتصادي في تونس دفع بالبعض لطرح فكرة، شهدنا مثلها في المغرب أيضًا، حيث دعا أحمد العميري، رئيس غرفة القصابين في تونس، مفتي الجمهورية، إلى إلغاء عيد الأضحى بسبب نقص قطيع الماشية وغلاء أسعار اللحوم، وهي ليست المرة الأولى التي يقترح فيها إلغاء العيد، فقد كانت هناك سابقة خلال جائحة كورونا ليرد عثمان بطيخ مفتي الجمهورية آنذاك بأن أضحية العيد شعيرة دينية لا يمكن التخلي عنها.
المصادر
اسعار الماشية و الاعلاف | تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح |
سعر اضاحي العيد و أعداد الماشية المتوفرة | تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح |
متوسط استهلاك التونسيين للأضاحي | تصفح |
تصريح منور الصغيري مدير الانتاج الحيواني | تصفح |
تصيح طارق بن جازية | تصفح |
معدل مساحات الزراعات العلفية و الرعوية | تصفح |
الدعوة الى الغاء عيد الاضحى تونس | تصفح |
دراسة معهد الاقتصاد الكمي (تناقلتها عدد من وسائل الاعلام ) | تصفح تصفح |
التعليقات حول هذا المقال