البلد
: تونسالادعاء
عاجل.. بلجيكا تحذر رعاياها من السفر إلى تونس خلال الفترة القادمة
أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلل"، حيث حذرت فقط من السفر إلى المناطق الحدودية لتونس مع ليبيا والجزائر، وذلك منذ عام 2017
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” الادعاء الذي تداولته صفحات تونسية على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 1 يناير 2025، حول تحذير بلجيكا لرعاياها من السفر إلى تونس خلال الفترة القادمة، وذلك نقلا عن الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية البلجيكية، وتبيّن أنه “مضلل”، وذلك بالعودة إلى الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البلجيكية.
وتقدم الوزارة نصائح لرعاياها بخصوص السفر إلى بلدان أخرى، بحسب طبيعة كل بلد والأحداث التي شهدها، وتبيّن أن ذات نصائح السفر إلى المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر، كانت بلجيكا قد أقرتها منذ عام 2017، بعد تخفيفها لقيود السفر إلى تـونس عقب العمليتين الإرهابيتين اللتين حدثتا في مدينتي باردو وسوسة سنة 2015.
انطلق “تفنيد” في تتبع الادعاء، بزيارة الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البلجيكية، وتبيّن من البحث في الموقع أن بلجيكا تقدم نصائح لرعاياها تشمل عديد البلدان، وتقدم الصفحة الخاصة بتونس نبذة عن الأمن العام والنقل والمناخ والكوارث الطبيعية والصحة والتشريعات المحلية ومعلومات عملية، كما تشير إلى أن آخر تحديث لهذه المعلومات المقدمة كان بتاريخ 10 ديسمبر 2024، وأن تاريخ سريان مفعولها (تاريخ اليوم).
هل حذر الموقع الرسمي للخارجية البلجيكية من السفر إلى تونس؟ وماذا عن البلدان الأخرى؟
بالبحث في الموقع تبيّن أن التحذير بالأساس يشمل المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا، كما أن نصائح السفر تشمل عديد الوجهات الأخرى التي يسافر إليها البلجيكيون، حيث يتم دعوتهم إلى اتخاذ الحيطة من المخاطر التي قد تنشأ بالنظر إلى تاريخ الوجهة المقصودة والأحداث التي شهدتها.
وفي نصائح السفر إلى تونس والتي تم التنصيص على أنها “نصائح غير ملزمة”، وفي الجزء الخاص بالأمن العام في تـونس، ذكر الموقع المخاطر الإرهابية، والمناطق المحظورة التي يمنع التنقل فيها، والأمن العام، وإرشادات للوقاية من الجرائم، والتنبيه من خطر الغرق، والتحذير من عمليات الاحتيال التي عادة ما يتعرض لها السياح.
ويؤكد الموقع أن السلطات التونسية تمكنت من إحباط عدد من المحاولات الإرهابية، وبذلت جهودًا كبيرة لتعزيز أمن البلاد، ومع ذلك فإن خطر وقوع هجمات إرهابية جديدة لا يزال مرتفعًا في جميع أنحاء تـونس، ودعتهم إلى تقييم كل رحلة أو تنقل داخل البلاد بناءً على المخاطر الأمنية المحتملة، والحرص على توخي الحذر في جميع الأوقات، واتباع الإرشادات الأمنية اللازمة، وأنه يمكن للمسافرين زيارة تـونس باستثناء المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا.
وبالنسبة للرحلات خارج المناطق الساحلية، أوصى الموقع الزوار بالتعامل مع منظمي رحلات ووكالات سفر معتمدة على اتصال وثيق بالسلطات الأمنية التونسية.
وبالبحث في الموقع يتبيّن أن نصائح السفر متشابهة وتتغيّر حسب طبيعة كل وجهة، ففي نصائح السفر إلى الجزائر مثلا ينصح الموقع بتجنب السفر إلى المناطق الحدودية مع ليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا، وكذلك إلى معسكرات اللاجئين الصحراويين، نظرًا لارتفاع مستوى المخاطر الأمنية، كما يؤكد الموقع أن الرحلات السياحية التقليدية إلى مناطق “تمنراست وجانت” خطرة حاليًا بسبب استمرار التهديد الإرهابي الكبير في المنطقة.
وفي نصائح السفر إلى المغرب مثلا تم التحذير من “سلوكيات عدائية معزولة”، والمشاركة في التظاهرات أو التجمعات الكبيرة والامتناع عن مناقشة المواضيع السياسية أو الدينية، كما أكد الموقع أن السلطات المغربية تعلن بانتظام عن تفكيك خلايا إرهابية أو إحباط محاولات هجوم، كما تشير إلى أن خطر العنف ضد المصالح الغربية لا يزال قائمًا، وأن الأعمال الإرهابية تُنفذ غالبًا من قبل أفراد معزولين.
وفي نصائح السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ينصح الموقع المواطنون البلجيكيون بتجنب المشاركة في أي مظاهرات والالتزام بتعليمات السلطات المحلية، كما يحذرهم من أنه يوجد خطر إرهابي في الولايات المتحدة كما هو الحال في بقية دول العالم.
وبالبحث في موقعي وزارتي الخارجية في كل من فرنسا وبريطانيا وجدنا أنها تقدم تقريبا ذات نصائح السفر لرعاياها المتوجهين نحو تـونس، مع التحذير من السفر إلى المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا مثلما تبرز الخريطتان المنشورين على الموقعين:
هل هذا التحذير الأول من نوعه؟
بالعودة إلى الأحداث التي شهدتها تـونس بعد ثورة 2011 من عمليات إرهابية، وما رافقها من قيود سفر فرضتها عديد البلدان الأوروبية على تونس، تبيّن لنا أن ذات الإجراءات ونصائح السفر والتحذير من التوجه نحو المناطق الحدودية أقرتها بلجيكا منذ عام 2017.
وكانت بلجيكا فرضت قيودا للسفر إلى تونس إثر العمليتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما مدينتا باردو وسوسة في مارس ويونيو 2015، وتؤكد الصحيفة البلجيكية L’Echo في مقال لها يوم 20 يوليو 2018 أن “رفع قيود السفر التي فرضتها دول أوروبية بعد هجمات 2015 في تـونس وسوسة والتي أودت بحياة 59 أجنبيًا منهم بلجيكيان، ساهم في عودة السياح، مشيرة إلى أن تـونس تعدّ الوجهة الصيفية الخامسة في بلجيكا، وأن الفنادق عملت مع السلطات العامة والخبراء الأوروبيين لتعزيز إجراءات الأمان.
وكانت بلجيكيا أعلنت في 24 أغسطس 2017 تخفيف تحذيرات سفر رعاياها إلى تـونس، وتوسيع محيط المناطق المسموح بزيارتها للسياح البلجيكيين، مع حظر التنقل نحو المناطق الحدودية مع كل من ليبيا والجزائر.
هل هناك تحذيرات للسفر إلى تونس في المنصات المتخصصة في السياحة؟
لمزيد التأكد زُرنا موقع TRAVEL AND TOUR WORLD المتخصص في السفر والسياحة وشركات الطيران والرحلات البحرية والتكنولوجيا والضيافة، والتي نشرت مقالا ترويجيا عن تـونس بتاريخ 27 ديسمبر 2024، بعنوان “عائدات السياحة في تـونس تبلغ مستويات جديدة بزيادة 7.8% في 2024، وتوقعات بوصول أكثر من 10 ملايين سائح”.
وأكد المقال أن صناعة السياحة في تونس شهدت نمواً مذهلاً، وأن هناك تحديات لا تزال بحاجة إلى معالجتها لضمان النمو المستدام ومن أكبر التحديات ضمان سلامة وأمن السائحين، وأن تونس واجهت مخاوف أمنية في الماضي، وهو ما أثر على تدفق الزوار، ومع ذلك قطعت الحكومة خطوات كبيرة في تحسين التدابير الأمنية، الأمر الذي ساهم في تجدد الاهتمام بالبلاد.
الخلاصة: الادعاء بأن بلجيكا تحذر رعاياها من السفر لتونس “مضلل”، حيث تحذر بلجيكا وغيرها من بلدان أوروبية من السفر إلى المناطق الحدودية لتونس فقط، وهي نصائح أقرتها منذ عام 2017.
المصادر
الادعاء المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي | تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح |
الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البلجيكية | تصفح |
موقع الجزيرة | تصفح |
الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية | تصفح |
الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية | تصفح |
موقع الإذاعة الوطنية التونسية | تصفح |
مجلة L'Echo البلجيكية | تصفح |
موقع وكالة تونس أفريقيا للأنباء | تصفح |
موقع TRAVEL AND TOUR WORLD | تصفح |
التعليقات حول هذا المقال