البلد
: العراقالادعاء
على العراق إيجاد طرق أخرى لتصدير النفـط بدلاً من تركيا، أو استثماره في المصافي الداخلية الموجودة في البلد، وبهذا يمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض إلى باقي الدول (الحديث عن نفـط كردستان، ويقصد المشتقات النفـطية)
أبرز المعلومات
- التصريح "غير دقيق"، إذ إن ما يفصل العراق عن تحقيق الاكتفاء الذاتي أو تصدير المشتقات النفـطية، ليس نقص كميات النفـط الخام، بل عدم وجود مصافي قادرة على سد حاجة العراق أو تحقيق الفائض من المشتقات، لذا فإن تحويل النفـط المنتج إلى المصافي الحالية بدلا من تصديره لا يحقق الاكتفاء أو الفائض من المشتقات النفـطية، فالمشكلة في المصافي وليست في عدم وجود كميات من النفط الخام لتكريرها
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح عضو لجنة النفط والطاقة والثروات الطبيعية في البرلمان العراقي لصحيفة الصباح الحكومية، في 12 أكتوبر 2023، ووجد أنه “غير دقيق”، حيث إن تحويل نفط كردستان إلى التكرير في المصافي الداخلية بدلا من تصديره، لن يحقق الاكتفاء الذاتي أو الفائض من المشتقات النفطية، لأن مشكلة العجز في المشتقات النفطية تكمن في عدم كفاية المصافي وطاقاتها التكريرية في العراق، لذلك لا يمكن استخدام هذه الكميات من النفط الخام في المصافي.
كما تواصلنا في “تفنيد”، مع المدعي للتأكد من إطلاقه للتصريح، إلا أنه لم يجب رغم مرور 24 ساعة على الطلب.
تشير تصريحات المسؤولين العراقيين إلى أن مشكلة العجز في المشتقات النفطية، تكمن في قلة المصافي وضعف الطاقة التكريرية للمصافي الموجودة.
وفي يناير 2023، افتتح العراق التشغيل والإنتاج التجريبي في مصفى كربلاء الجديد، وفي أبريل 2023 تم افتتاح المصفى رسميا والبدء في الإنتاج التجاري، ومن المؤمل أن يوفر أو يقلل استيراد العراق من المشتقات النفـطية بين 60 إلى 70%.
وفي 16 أغسطس 2023، أعلن محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، إعادة المعدات المسروقة من مصفى بيجي خلال عمليات الحرب مع تنظيم داعش، ووصف الخطوة بأنها بشارة خير لإنجاز تأهيل هذا الموقع المهم، مضيفًا: “نحن على موعد زمني قريب لتشغيل المصفى بطاقته التصميمية 150 ألف برميلًا يوميًا، وتشغيل المصفى سيغلق باب استيراد المشتقات النفطية لعموم العراق، إضافة إلى المصافي التي أنجزت مؤخرًا”.
ويعمل مصفى بيجي حاليا بطاقة تكرير تبلغ 120 ألف برميلًا يوميًا، ومن المؤمل أن تكتمل أعمال إعادة تأهيله نهاية العام المقبل 2024، ليعمل بكامل طاقته التصميمية البالغة 150 ألف برميلًا يوميًا، بحسب وزارة النفط.
وتشير التصريحات إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفـطية، مشروط باكتمال تشغيل مصفى بيجي بكامل طاقته التصميمية بالإضافة إلى مصفى كربلاء، أي أن المشكلة ليست في عدم توفير النفـط الخام المطلوب تكريره، لذا فإنه لا يوجد مصفى أو مساحة تكريرية متاحة يمكن توجيه النفـط الخام المنتج من كردستان إليها.
كم أنتج العراق من النفط وكم صدر وكم استهلك؟
وفي دليل آخر على أن مشكلة عجز المشتقات النفـطية في العراق لا علاقة لها بالحاجة للنفط الخام لتكريره، تظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، أن العراق حقق فائضًا من النفـط الخام بأكثر من مليون و140 ألف برميلًا يوميًا العام الماضي، وصدر الجزء الأكبر من إنتاجه، بكمية تعادل أكثر من 3 أضعاف إنتاج نفـط كردستان الحالي المتوقف عن التصدير، ومع ذلك لم يكرر العراق إلا 700 ألف برميل يوميًا من إجمالي الكميات المتبقية من الإنتاج بعد تصدير الجزء الأكبر، أي أن العراق أساسا لديه فائض من النفـط الخام ولا توجد طاقات تكريرية في المصافي لاستخدام هذا الفائض.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2022، إلى أن كمية إنتاج العراق من النفـط الخام بلغت 4 ملايين و453 ألف برميلًا يوميًا، تم تصدير 3 ملايين و311 ألف برميلًا يوميًا منها، ما يعني أن المتبقي يبلغ مليون و142 ألف برميلًا يوميًا كفائض للاستخدام الداخلي.
ولكن بلغ عدد براميل النفـط الخام المكررة في المصافي 703 آلاف برميل يوميًا فقط، بالرغم من وجود فائض يبلغ أكثر من مليون و140 ألف برميلًا يوميًا، ما يوضح أن المشكلة ليست في كميات النفـط الخام المتاحة للتكرير بل في الطاقة التكريرية للمصافي المتاحة وتقادمها.
التعليقات حول هذا المقال