الادعاء
تراجعُ شراء الدّولة للزّيت المُدعّم يعود لنُدرته وكثرة الطّلب عليه وارتفاع سعره عالميًّا.
السياق
خلال تصريح لنشرة أخبار القناة الأولى التونسيّة.
أبرز المعلومات
- ستاتستا: 59.17 مليون طنًّا إنتاجًا عالميًا لزيت الصويا في 2020 - 2021 وارتفع لـ60.27 مليونًا في 2021 - 2022.
- الزراعة الأمريكيّة: 61.44 مليون طنًّا إنتاجًا عالميًا لزيت الصويا في 2022 - 2023.
- ستاتستا: 58.89 مليون طنًّا استهلاكًا عالميًا لزيت الصويا في 2020 - 2021 وارتفع لـ60.24 مليونًا في 2021 - 2022.
- الزراعة الأمريكيّة: 60.19 مليون طنًّا استهلاكًا عالميًا لزيت الصويا في 2022 - 2023.
- ستاتستا: أسعار زيت الصويا ارتفعت من 838 دولارًا للطنّ في 2020 لـ1425 دولارًا في 2022.
- إنديكس موندي: سعر زيت الصويا انخفض من 1962 دولارًا للطنّ في مايو 2022 لـ1533 دولارًا للطنّ في 2022.
- 15 سبتمبر 2022.. غرفة معلّبي الزّيوت: توقّف تزويد المصانع بالزّيت منذ 15 أغسطس 2022.
القصة
وزارة التّجارة: نقص عالمي في الزيت.. وبيانات دولية: أكثر من مليون طنّ فائضًا في 2022 – 2023
مدير التجارة الداخليّة بوزارة التجارة التونسية يُبرّر توقّف واردات زّيت الصويا بنقصه وارتفاع أسعاره عالميًّا.. ومع ارتفاع سعر زيت الزّيتون بشكل كبير قرّرنا التحرّي
أرجع ياسر بن خليفة، مدير عامّ التجارة الداخليّة بوزارة التجارة وتنمية الصادرات التونسية، توتّر استيراد تونس للزّيت النباتيّ المُدعّم، إلى نقصه وزيادة الطّلب عليه وارتفاع أسعاره في الأسواق العالميّة، نافيًا أن يكون ذلك بسبب أزمات السّيولة المالية بتونس، وذلك خلال تصريح أطلقه في نشرة أخبار القناة “الوطنيّة الأولى” التونسيّة يوم 18 سبتمبر 2022.
وفي السياق ذاته أفاد بن خليفة بإنّ شراء تونس للزّيت النباتيّ المُدعّم أصبح يتمُّ على دفعتين الأولى 6 آلاف طن، والثانية 9 آلاف طنّ، بعد أن كانت تتمُّ على دُفعة واحدة من 15 آلاف طنًّا، وهو ما أكّدهُ جمال العُرف، أمين مال المجمع المهنيّ للزّيت النّباتي، خلال مداخلة هاتفيّة في برنامج “Café Crème” على إذاعة “ديوان أف أم” يوم 22 سبتمبر 2022.
وظهرت أهمية التحقق من تصريح ياسر بن خليفة، في ظلّ توقّعات بتراجع صابة الزّيتون في تونس وارتفاع سعر اللّتر الواحد من زيت الزّيتون الخامّ إلى 15 دينارًا في الموسم الفلاحي 2022 – 2023، وفق ما أدلى به محمّد رجايبيّة، عضو المكتب التنفيذي للاتّحاد التونسيّ للفلاحة والصّيد البحريّ في مداخلة هاتفيّة على إذاعة “إي أف أم” يوم 8 سبتمبر 2022.
تتبّع فريق عمل “تفنيد” ادّعاء الخليفي واكتشف أنّه “غير صحيح”، حيثُ بلغت الكميات المعروض على تونس شرائها من الزّيت النباتي المُدعّم “زيت الصويا” من الموردين العالميين، 183 ألف طنًّا في عام 2022، وذلك وفق إحصاءات نشرها موقع “Index Mundi” عن وزارة الزّراعة الأمريكيّة.
وسجّلت كميات شراء الزّيت النّباتي المدعّم في تونس في عام 2022 تراجعًا بنسبة 0.54% مقارنةً بعام 2021، وبنسبة 6.66% و28.26% مُقارنة بالعامين 2020 و2019 على التّوالي، وتشير التقديرات بشأن إجماليّ استهلاك التونسيّين للزيت للتراجع بنسبة 17.76% مقارنةً بالعام 2019 لتستقرّ في حدود 170 ألف طنًّا في العامين 2021 و2022 على التّوالي وفق ما أظهرتهُ إحصائيّة ثانية نُشرت عن ذات المصدر “Index Mundi”، بما معناه أنّ هُناك فائضًا سنويًّا بحوالي 13 ألف طنًّا مُقارنةً بإجماليّ الكميات المستوردة في ذات العام.
وفي المقابل، وبالرّغم من التطوّر الإيجابي الذّي شهدتهُ وارداتُ تونس من الزّيت النباتيّ المُدعّم في العامين 2021 و2022 على التّوالي حيثُ بلغت 75 ألف طنًّا أي بزيادة بنسبة 17.19% مُقارنة بالعام 2020 الذّي استقرّ فيه حجم الواردات على 64 ألف طنًّا، فإنّ حجم الاستيراد لا يزالُ مُنخفضًا مقارنةً بالسّنوات من 1996 – 2019 التّي لم يقّل فيها حجم واردات تونس عن 100 ألف طنّ، فيما ارتفع في العام 2007 إلى 237 ألف طنًّا، وذلك وفق ما تُبيّنهُ إحصاءات نشرها ذات الموقع “Index Mundi” عن وزارة الزّراعة الأمريكيّة.
نموّ حجم الإنتاج العالميّ لزيت الصّويا:
حاول فريق عمل “تفنيد” التعمّق أكثر في البحث والتدقيق بشأن مؤشّرات الإنتاج والاستهلاك العالميّين للزّيت النّباتي المُدعّم “زيت الصّويا” بالإضافة إلى أسعارها في السّوق العالميّة، للمزيد من التحقّق من مدى صحّة تصريحات ياسر بن خليفة، وتوصّلنا إلى أنّه على عكس ما صرّح به، ارتفع حجم الإنتاج العالميّ من الزيت النباتي إلى 61.44 مليون طنًّا في العام 2022 – 2023 مُقابل 59.20 مليون طنًّا في العام 2021 – 2022، وذلك وفق دراسة «Oilseeds : World Markets and Trade» التّي صدرت عن وزارة الزراعة الأمريكيّة في سبتمبر من ذات العام.
وبدورها، تُشير إحصاءات رسميّة إلى أنّ نسبة الإنتاج في نموّ منتظم منذ العام 2012 – 2013، حيثُ بلغ حجم الإنتاج العالميّ من “زيت الصّويا” آنذاك حوالي 43.09 مليون طنًّا، فيما ارتفع إلى 55.15 مليون طنًّا في 2017 – 2018 ومنهُ إلى 60.27 مليون طنًّا في 2021 – 2022، وغابت الأرقام بشأن العام 2022 – 2023 في هذه الإحصائيّة التّي نُشرت على موقع “Statista” يوم 11 فبراير 2022.. فكيف هو الحال بالنّسبة لحجم الاستهلاك العالميّ من ذلك الزيت؟
نموّ حجم الاستهلاك العالميّ لزيت الصّويا:
تُحيلنا ذات الدّراسة الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكيّة إلى أنّ حجم الطّلب أو الاستهلاك العالميّ للزيت النباتي ارتفع إلى 60.19 مليون طنًّا في 2022 – 2023 مُقابل 58.95 مليون طنًّا في 2021 – 2022، إلّا أنّ ذلك لا يُمكن أن يُؤدّي إلى شُحّ أو نُدرة في الأسواق العالميّة، كما ادّعى الخليفي، حيث أن حجم الفائض المُسجّل بين كميّة الطّلب والاستهلاك تجاوز مليون طنّ في 2022 – 2023.
وفي ذات السّياق، تُشير إحصائيّة ثانية لموقع “Statista” إلى أنّ حجم الاستهلاك العالميّ لزيت الصّويا في ارتفاع مستمر منذ العام 2013 – 2014، حيثُ كان في حُدود 45.27 مليون طنًّا، ثمّ بلغ 60.24 مليون طنًّا في 2021 – 2022 مع تسجيل فائضًا بين الإنتاج والاستهلاك بحوالي 3 آلاف طنّ.
نموّ السّعر العالميّ لزيت الصّويا:
وعن سعر الزّيت النباتيّ المُدعّم أو “زيت الصّويا” في الأسواق العالميّة، تُظهر بيانات إحصائيّة نُشرت على موقع “Statista” ارتفاعًا مستمرًا في متوّسط الأسعار مُنذ العام 2014، حيثُ كانت في حُدود 906 دولارات للطنّ لتنخفض إلى حُدود 838 دولارًا للطنّ في 2020، قبل أن تشهد ارتفاعًا حادّا في 2021 ليبلغ سعر الطنّ الواحد 1375 دولارًا، أي بزيادة سنويّة تُقدّر بـ537 دولارًا للطنّ، وفي 2022، بلغ متوسّط سعر “زيت الصّويا” في الأسواق العالميّة حوالي 1425 دولارًا للطنّ، أي بزيادة بـ50 دولارًا للطنّ مقارنة بالعام 2021.
مع ذلك تُظهر بيانات رسميّة نُشرت على “Index Mundi” تراجعًا ملحوظًا في أسعار “زيت الصّويا” من 1962 إلى 1533 دولارًا للطنّ في الفترة بين مايو ويوليو 2022، أي بنسبة نموّ سلبيّ تُقدّر بـ23.23%، فيما يبلغ السّعر الحالي 1447 دولارًا للطنّ وفق آخر نشرة للموقع يوم 27 سبتمبر 2022.
ولم يتسّلم الديوان الوطنيّ للزيت في شهر يوليو 2022 شحنة بـ6 آلاف طنّ من زيت الصّويا الخامّ، كان تمّ توريدها من الخارج بدعوى أنّها “غير مطابقة للمواصفات التعاقديّة”، وفق ما جاء في بيان نشرتهُ وزارة التّجارة وتنمية الصّادرات على صفحتها الرسميّة على فيسبوك يوم 21 يوليو 2022.
وتعيش تونس في أزمة توريد للزّيت النّباتي المدعّم “زيت الصّويا”، الذّي يُعرف بـ”زيت الحاكم”، ما أدّى إلى التوقّف الكلّي لنشاط وحدات التّعليب في البلاد مُنذ يوم 15 أغسطس 2022، وفق ما أفاد به مختار بن عاشور، رئيس الغرفة الوطنيّة لمُعلّبي الزّيوت الغذائيّة، في مداخلة هاتفيّة على الإذاعة الوطنيّة التونسيّة يوم 15 سبتمبر 2022.
بالعودة للبيانات العالمية تبيّن أن تصريحات ياسر بن خليفة “غير صحيحة” إذ بلغ الفائض العالمي في زيت الصويا مليون طنّ بالإضافة لانخفاض أسعاره بين مايو وسبتمبر 2022
المصادر
تصريح مدير عامّ التّجارة الدّاخليّة بوزارة التّجارة وتنمية الصّادرات (الدقيقة 1 و25 ثانية): | تصفح |
مداخلة هاتفيّة لجمال العُرف، أمين مال المجمع المهنيّ للزّيت النباتي المُدعّم، على إذاعة "ديوان أف أم": | تصفح |
مداخلة محمّد رجايبيّة، عضو المكتب التنفيذيّ لاتّحاد الفلاحة والصّيد البحري على إذاعة "إي أف أم" (الدقيقة 12 و45 ثانية): | تصفح |
إجماليّ المعروض من زيت الصّويا في تونس حسب السّنة: | تصفح |
تقديرات اجماليّ استهلاك زيت الصّويا في تونس حسب السّنة: | تصفح |
واردات تونس من زيت الصّويا حسب السّنة: | تصفح |
دراسة «Oilseeds: World Markets and Trade» عن وزارة الزراعة الأمريكيّة (الصفحة 23): | تصفح |
حجم إنتاج زيت الصويا في جميع أنحاء العالم من 13/2012 إلى 22/2021: | تصفح |
حجم استهلاك زيت الصويا في جميع أنحاء العالم من 2013/2014 إلى 2021/2022: | تصفح |
متوسّط أسعار زيت الصوجا في جميع أنحاء العالم من 2014 إلى 2025: | تصفح |
تطوّر أسعار "زيت الصويا" في الأسواق العالمية في العام 2022: | تصفح |
بيان وزارة التجارة وتنمية الصادرات بخصوص عدم تسلّم شُحنة الزّيت: | تصفح |
مداخلة مختار بن عاشور، رئيس الغرفة الوطنيّة لمُعلّبي الزّيوت الغذائيّة، للإذاعة الوطنيّة التونسيّة: | تصفح |
التعليقات حول هذا المقال