تصريح “غير دقيق” عن الناتج المحلي لدول البريكس بعد انضمام مصر

ويُعرف البريكس بأنه أكبر تجمع للاقتصادات الناشئة؛ وأُنشئ عام 2009، ويضم 5 دول هي الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، وانضمت رسميًا 5 دول جدد للتحالف في أول يناير 2024 وهم السعودية ومصر وإيران والإمارات وإثيوبيا.

في خطوة أولى بحثنا عن الناتـج المحلي العالمي لدول البريكس قبل انضمام الدول الجدد؛ واتضح بحسب آخر إحصائية صادرة عن موقع الإحصاءات العالمي Statista بتاريخ 29 نوفمبر 2023 مستندًا على أرقام البنك الدولي؛ بلوغ إجمالي الناتـج المحلي للدول الأعضاء في البريكس 25.8 تريليون دولارًا عام 2022.

وبالرجوع لبيانات البنك الدولي وجدنا أن الناتـج المحلي العالمي لمجموعة دول العالم قد بلغ 101.33 تريليون لعام 2022، أي أن نسبة دول البريكس قبل انضمام الدول الجدد تمثل حوالي 25% من الناتج المحلي العالمي.

وفي خطوة ثانية بحثنا عن الناتـج المحلي للدول الأعضاء الجدد لعام 2022، واتضح وفقًا لبيانات البنك الدولي أنها بلغت 1.11 تريليون دولار للسعودية، و507 مليارات دولار للإمارات، و476.75 مليار دولارًا لمصر، و413.49 مليار دولارًا لإيران، و126.78 مليار دولارًا لإثيوبيا، بمجموع 2.63 تريليون دولار.

وبالتحليل الرقمي للبيانات السابقة يتضح أن مجموع الناتـج المحلي لدول البريكس قبل انضمام الدول الجدد البالغ 25.8 تريليون بالإضافة لـ2.63 تريليون للدول الجدد يصبح 28.43 تريليون دولارًا، ليحقق حوالي نسبة 28% فقط من الناتـج المحلي العالمي لعام 2022، وليس 34 أو 36% كما ذكر المدعي.

عمقنا البحث لمعرفة إلى أين ترجع نسبة الـ36% التي تحدث عنها المدعي، واتضح أنها النسبة التي تحدثت عنها بعض الصحف الأجنبية في شهر أغسطس 2023، حيث توقعت أن مجموعة البريكس سوف تسعى لزيادة حصتها من الناتـج المحلي الإجمالي العالمي على أساس تعادل القوة الشرائية إلى أكثر من 36% وليس زيادة الناتج المحلي كما ذكر المدعي.

وتُعرف تعادل القوة الشرائية، على أنها النسبة المئوية لحصة من الناتـج المحلي الإجمالي العالمي على أساس سلة مشتركة من السلع التي تمثل القوة الشرائية الفعلية.

كما بُنيت تلك النسبة على تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2023، توقع ارتفاع الناتـج المحلي العالمي لـ109 تريليونات دولار عام 2024.

كما كانت تلك التقارير الصحفية مبنية أيضًا على انضمام 6 دول جديدة للبريكس قبل أن ترفض الأرجنتين الانضمام للتحالف، حيث تراجع الرئيس الجديد للأرجنتين خافيير مايلي، الذي تولى منصبه شهر ديسمبر 2023 عن طلب العضوية، معللًا ذلك بأن السياسة الخارجية لحكومته الجديدة تختلف في نواح كثيرة عن سياسة الحكومة السابقة.

وكان يقدر الناتـج المحلي للأرجنتين بـ631.13 مليار دولارًا، كما يقدر عدد سكانها بحوالي 46 مليونًا و234 ألفًا و830 نسمة عام 2022، وفقًا لبيانات البنك الدولي.