البلد
: العراقالادعاء
الجانب الإيراني يمتلك 15% من منسوب الموارد المائية التي يفترض وصولها للعراق، وإذا كانت إيران قد قطعت الماء بنسبة 5%، فإن الجانب التركي لديه الحصة الأكبر في القطع، وتصل إلى 85%، لذلك نوجه الكلام دائمًا صوب الجانب التركي
أبرز المعلومات
- التصريح "مضلل"، فتركيا تساهم بـ50% فقط من المياه الواصلة للعراق وليس 85%، وكذلك فإن تركيا لم تخفض المياه الواصلة للعراق بنسبة 85% بل بين 30 و46% فقط
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح عضو لجنة الاستثمار في البرلمان العراقي، لصحيفة الصباح الحكومية، يوم 25 يوليو 2023 ووجد أنه “مضلل”، حيث إن تركيا لا تعد مصدرًا لـ85% من المياه الواصلة للعراق بل 50%، وكذلك لم تقطع تركيا المياه الواصلة منها بنسبة 85% بل بين 30 و46% فقط.
بالإضافة إلى ذلك، فمسؤولية إيران عن المياه الواصلة للعراق وإن كانت 15% إلا أنها انقطعت بالكامل في الفترة السابقة، وتسببت في إخراج محافظة ديالى بالكامل عن الخطة الزراعية لكون هذه المحافظة تعتمد على المياه القادمة من إيران بالكامل.
انطلق فريق “تفنيد”، في رحلة التحقق من التصريح، من كون التصريح يحتمل معنيين، الأول هو أن تركيا مسؤولة عن 85% من المياه التي ترد إلى العراق، أما المعنى الثاني فهو أن تركيا قطعت المياه بنسبة 85% عن العراق.
وبهذا الصدد، تواصل فريق “تفنيد” مع المدعي النائب أسعد البزوني، عضو لجنة الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي، للاستيضاح عن مقصده الحقيقي من هذه النسبة، ليجيبنا بأن مصادر المياه للعراق هي: 10% من إيران؛ و5% من الثلوج والأمطار؛ و85% من تركيا، في اختلاف عن النسبة التي طرحها في تصريحه لصحيفة الصباح الحكومية، فيما يخص النسبة الواردة من إيران والتي قال إنها تبلغ 15%.
أما فيما يتعلق بكمية المياه المقطوعة من تركيا تجاه العراق، قال البزوني لـ”تفنيد” إن تركيا تزود العراق بـ20% فقط من حصته، ما يعني أنها خفضت المياه على العراق بنسبة 80%.
تركيا ليست مصدرًا لـ85% من مياه العراق.. وإيران ليست مصدرًا لـ10%:
فيما يخص مسؤولية تركيا عن 85% من المياه الواصلة للعـراق، فهو “غير صحيح”، حيث يعتمد العـراق على المياه القادمة من الخارج من مختلف الجهات بنسبة 70%، أما الـ30% الأخرى فهي من مصادر داخلية أو أمطار.
ويقول خالد شمال، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، إن 70% من الإيرادات المائية ترد من خارج العـراق، بواقع 50% من تركيا؛ و15% من إيران؛ و5% من سوريا.
تركيا لم تقطع المياه عن العراق بنسبة 80%:
أما فيما يخص كمية المياه التي خفضتها تركيا عن العـراق بنسبة 80%، فهو الآخر “غير صحيح”، وتوصلنا إلى ذلك من خلال معرفة كمية ما تطلقه تركيا إلى العـراق، والكمية التي يطلبها العـراق من الجانب التركي.
ووفقًا لطلب رسمي قدمه العـراق لتركيا، عبر وزير دفاعه، يطالب العـراق تركيا بإطلاق 400 متر مكعب في الثانية في نهر دجلة، و500 متر مكعب في الثانية في نهر الفرات، أي ما مجموعه 900 متر مكعب في الثانية للنهرين.
وفي مايو 2023، كشفت وزارة الموارد المائية أن إطلاقات المياه في دجلة 313 مترًا مكعبًا في الثانية وفي الفرات 175 مترًا مكعبًا.
وفي ذات الشهر، كان عون ذياب، وزير الموارد المائية، وصف ما يأتي من تركيا لنهر دجلة بالمقبول والجيد أو يقارب الكمية المتوقعة من تركيا، لكن ما يأتي من الفرات يبلغ 50% فقط.
الكمية المقبولة من المياه:
وفقا لذلك، يعني أن العـراق سيكتفي بين 300 إلى 400 متر مكعب بالثانية في دجلة، وفي الفرات يجب أن تكون الإطلاقات ليست أقل من 350 مترًا مكعبًا في الثانية، وفقًا لوصف الوزير الإطلاقات البالغة 175 مترًا مكعبًا في الثانية بأنها تعادل 50% فقط.
ولذلك، فإن المتوسط المتوقع والمقبول للعـراق سيكون 350 مترًا مكعبًا في الثانية لكل نهر، أي المجموع يكون 700 متر مكعب.
وفي المقابل، تطلق تركيا 313 مترًا مكعبًا في دجلة، و175 مترًا مكعبًا في الفرات، فيكون المجموع 488 مترًا مكعبًا، وهي كمية تعادل قرابة 70% من الكمية المقبولة البالغة 700 متر مكعب، أي أن تركيا خفضت إطلاقات العـراق المائية بنسبة 30% من الرقم المقبول وليس 80%.
الكمية المطالب بها من المياه:
أما بالعودة إلى الكمية التي طالب بها العـراق تركيا وليست الكمية التي تعد “مقبولة” بالنسبة له، والبالغة 900 متر مكعب، مقابل كمية ما تصله والبالغة 488 مترًا، فهذا يعني أن تركيا قطعت 46% من الكمية المطلوبة وليس 80%.
إيران.. تأثير كبير رغم صغر نسبة المساهمة بالمياه:
أما فيما يتعلق بإيران، حيث كان تصريح المدعي يقلل من أهمية وحجم تأثير ما يأتي من إيران من المياه أو نسبة ما تم قطعه من خلالها، لكن التصريحات والبيانات الحكومية الرسمية تشير إلى أن إيران سبق أن قطعت المياه بشكل كامل ولم تخفض نسبة الإطلاقات المائية فقط بنسبة 5% كما يقول البزوني، الأمر الذي أدى إلى إخراج محافظة ديالى من الخطة الزراعية بشكل كامل في عام 2021، لكونها تعتمد بشكل كامل على المياه القادمة من إيران.
ويقول مهدي الحمداني، وزير الموارد المائية السابق، إن المياه القادمة من إيران وإن كانت نسبتها 15%، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على محافظة ديالى، إذ تعتبر مصدر تغذيتها الوحيد.
وفي يوليو 2021 أكد “الحمداني”، أن إيران غيرت مجرى بعض الأنهار وقطعت المياه بشكل كامل، ووصلت الإيرادات إلى “صفر”.
التعليقات حول هذا المقال