البلد
: تونسالادعاء
شهدت تونس إنتاجا تاريخيّا للحبوب قُدّر بـ22 مليون قنطارا ما يعادل 2 مليون طنّ تقريبا في موسم 2018 – 2019، في حين لا يتجاوز الإنتاج 5000 قنطار في المواسم العاديّة. وفي المقابل لا يقلّ الاستهلاك المحلي عن 33 ألف قنطارا، ما يعني أنّنا نستورد 10 أو 11 ألف قنطارا.
أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلّل"، حيثُ بلغ إنتاج الحبوب 23.9 مليون قنطارًا خلال موسم 2018 - 2019 وليس 22 مليون قنطارًا، وكان ذلك بفارق طفيف وليس فارقًا تاريخيًا عن 2013 - 2014 الذّي شهد إنتاجا 23.1 مليون قنطارًا. كما أنّ أعلى إجمالي إنتاج بلغته تونس لم يكن في 2018 - 2019 وإنّما في 2002 - 2003. وخلافا لتصريح المدّعي، فقد تجاوز معدّل إنتاج الحبوب 5 ملايين طنّ في المواسم الـ11 الأخيرة، ووصل فيها إلى 14.3 مليونًا. وبلغت واردات الحبوب خلال ذات الفترة 21.269 مليون قنطارًا وليس 11 ألف قنطارًا، فيما يقدّر الاستهلاك المحلّي للحبوب بـ36 مليون قنطارًا سنويّا وليس 33 ألف قنطارًا.
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” ادّعاء الإعلامي التونسي، والذّي أطلقهُ في برنامج “هنا تونس”، على إذاعة “ديوان أف أم”، يوم 23 ديسمبر 2024، وتوصّل إلى أنّه “مضلّل”، وفقًا لبيانات وزارة الفلاحة ومعهد الإحصاء وديوان الحبوب بتونس.
وبلغت التقديرات الأوليّة الرسميّة لإنتاج الحبوب في موسم 2018 – 2019 حوالي 24 مليون قنطارًا، وفق مقال نُشر على الموقع الرسمي لوزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري، بتاريخ 9 يوليو 2019.
وتتوافق تقديرات الوزارة مع بيانات الإنتاج النهائي الفعلي خلال ذات الموسم، والذّي بلغ 23.982 مليون قنطارًا، وفق البيانات الرسميّة للمرصد الوطني للفلاحة، في تقريره “الميزان الاقتصادي لقطاع الفلاحة والصيد البحري لسنة 2025، الصادر في نوفمبر 2024.
وبمزيد البحث والتحرّي، اكتشف فريق “تفنيد” أنّ مستوى إنتاج الحبوب في موسم 2018 – 2019 ليس قياسيّا خلال القرن الأخير حسب ما صرّح المدّعي، حيثُ يرتفع بفارق طفيف بحوالي 0.882 مليون قنطارا عن حصيلة موسم 2013 – 2014 الذّي شهد إنتاجا 23.100 مليون قنطارًا، وذلك وفق بيانات إحصائيّة نقلها المعهد الوطني للزراعات الكبرى بتونس عن وزارة الفلاحة، دون الإشارة إلى إنتاج التريتيكال خلال ذات الموسم.
ماذا عن مستويات الإنتاج الموسميّة؟
وتُشير بيانات المعهد الوطني للإحصاء المتعلّقة بالفترة الممتدّة بين 1992 و2014، إلى أنّ إنتاج الحبوب بما في ذلك القمح الصلب والليّن والشعير بالإضافة إلى التريتيكال بلغ 28.670 مليون قنطارًا في 1996، ثمّ ارتفع إلى 29.041 مليونًا في 2003، و23.472 مليونًا في 2004، ومنها إلى 25.336 مليونًا في 2009، ثمّ 23.171 مليونًا في 2014.
وبالتالي فإنّ أعلى إجمالي إنتاج بلغته تونس خلال الفترة المذكورة لا يعود إلى موسم 2018 – 2019 وإنّما إلى 2002 – 2003؛ ولا تتوفّر بيانات بشأن فترات زمنيّة أقدم.
ووفق بيانات ذات المصدر، سجّل الإنتاج أدنى مستوياته خلال الفترة المذكورة في 2004 – 2005، حيث بلغ 5.140 ملايين قنطار؛ وانخفض إلى ذات المستوى في 2022 – 2023 ببلوغه 5.392 ملايين قنطار وفق بيانات للمرصد الوطني للفلاحة سبق ذكرها.
استنادا لكلّ ما سبق، اكتشفنا أنّه خلافا لتصريح المدّعي، يتجاوزُ الإنتاج 5000 قنطار، ولم يقّل عنها طيلة 32 موسما ممتدّا بين 1992 و2024.
ولمزيد التثبّت، احتسبنا معدّل الإنتاج خلال المواسم الـ11 الأخيرة منذُ 2013 – 2014 وحتّى 2023 – 2024، فتوصلنا إلى أنّه في حدود 15.438 مليون قنطارًا.
ويرصد “تفنيد” في الرسم البياني التالي تطوّر الإنتاج استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء والمعهد الوطني للزراعات الكبرى:
ماذا بشأن حاجيات الاستهلاك والتوريد؟
تُقدّر حاجيات الاستهلاك المحلّي للحبوب بحوالي 36 مليون قنطارًا من القمح الصلب والليّن والشعير، وفقًا لتصريح لسلوى بن حديد الزواري، المديرة العامّة للديوان الوطني للحبوب، خلال جلسة استماع من قبل لجنة الماليّة والميزانيّة بالبرلمان، بتاريخ 14 مايو 2024.
وتُشرف الحكومة على استيراد كميّات من الحبوب لتغطية الفارق بين الكميّات المنتجة والمجمّعة وحاجيات الاستهلاك المحليّة. وفي هذا السياق تتبع فريق “تفنيد” تطوّر واردات الحبوب طيلة المواسم الـ11 الأخيرة.
وبلغت 20.120 مليون قنطارًا في 2013 – 2014، وارتفعت إلى 22.440 مليونًا في 2014 – 2015، ثمّ 24.290 مليونًا في 2015 – 2016، وانخفضت إلى 22.880 مليونًا في 2016 – 2017، وبلغت 23.770 مليونًا في 2017 – 2018؛ ثمّ 21.190 مليونًا في 2018 – 2019، و27.830 مليونًا في 2020 – 2021، ثمّ 26.320 مليونًا في 2021 – 2022، ثمّ 25.386 مليونًا في 2022 – 2023، فيما بلغ 17.9 مليونًا حتى نهاية أغسطس 2024، وفقا لبيانات نقلها المعهد الوطني للزراعات الكبرى عن وزارة الفلاحة.
وتتوافق بيانات المعهد الوطني للزراعات الكبرى مع بيانات ينشرها الديوان الوطني للحبوب حول تطوّر استيراد الحبوب في الفترة بين 2005 و2023، والتّي يرصدها “تفنيد” في الرسم البياني التالي:
ويختلف حجم الإنتاج المحصود عن حجم الإنتاج المجمّع، إذ إنّ الكميّات المجمّعة نهائيّا عادة ما تقلُّ عن حصيلة الإنتاج النهائي. ويرصدُ “تفنيد” في هذا الصدد تطوّر الكميّات المجمّعة من الحبوب مقارنة بالكميّات المنتجة بين سنة 1992 و2024 استنادا لبيانات الديوان الوطني للحبوب والمعهد الوطني للإحصاء:
الخلاصة: الادعاء “مضلّل”، حيثُ بلغ إنتاج الحبوب 23.9 مليون قنطارًا خلال موسم 2018 – 2019 وليس 22 مليونًا، بفارق طفيف وليس فارقًا تاريخيًا عن 2013 – 2014، كما أنّ أعلى إجمالي إنتاج لم يكن في 2018 – 2019 وإنّما في 2002 – 2003، وخلافا لتصريح المدّعي، فقد تجاوز معدّل إنتاج الحبوب 5 ملايين طنّ في المواسم الـ11 الأخيرة، وبلغت واردات الحبوب خلال ذات الفترة 21.269 مليون قنطارًا وليس 11 ألف قنطارًا، فيما يقدّر الاستهلاك المحلّي للحبوب بـ36 مليون قنطارًا سنويّا وليس 33 ألف قنطارًا.
التعليقات حول هذا المقال