البلد
: العراقالقصة
كتب: علي الأعرجي
تجري تحركات بين وزارة الصحة والبرلمان العراقي، لتشريع قانون جديد للحماية من أضرار التبغ، قد يؤدي إلى حظر السجائر الإلكترونية، بالرغم من وجود قانون مكافحة التدخين رقم 19 لسنة 2012، فيما وصفت شعبة مكافحة التبغ بوزارة الصحة القانون بأنه “معطّل تقريبًا”.
وفي السياق، قال وسيم كيلان، معاون مدير برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة، لقناة “العراقية” الحكومية، في 9 فبراير 2024، إنه وفقًا لآخر إحصائية تمت عام 2015، كل 5 عراقيين أعمارهم أكثر من 18 سنة هناك مدخن واحد بينهم، ما يعني أن 20% من العراقيين البالغين يدخنون، مستدركًا: لكن المشكلة إن 30 إلى 40% من العراقيين يستنشقون دخان الآخرين، أي أن أكثر من نصف العراقيين يعانون من مشاكل التدخين.
توصل فريق “تفنيد” إلى المسح المقصود، وهو مسح STEPS لرصد عوامل خطورة الأمراض غير السارية، ويظهر أن نسبة مدخني التبغ فوق الـ18 عامًا تبلغ 20.7%.
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية؟
لكن منظمة الصحة العالمية، توفر بيانات عن نسبة انتشار التبغ أو التدخين، للفئة العمرية أكبر من 15 عامًا وليس 18 عامًا.
ويقول تقرير المنظمة الخاص باتجاهات انتشار تعاطي التبغ من 15 عاما وأكثر والصادر عام 2021، إن نسبة انتشار تعاطي التبغ في العراق للأعمار 15 عاما فأكثر كالتالي:
في عام 2000 بلغت 21.4%
وفي 2005 بلغت 20.2%
وفي 2010 بلغت 19.6%
وفي 2015 بلغت 18.9%
وفي 2020 بلغت 18.9%
وفي 2025 من المتوقع أن تبلغ 19%
ولكن نسبة تدخين السجائر (باستثناء باقي أنواع التبغ مثل السجائر الإلكترونية أو الشيشة)، تبلغ 14.5% في 2020، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
وعمومًا تظهر النسب أن نسبة تدخين أو تعاطي التبغ بين الذكور غالبا ثابتة في معظم السنوات حول 36%، أما نسبة تدخين الإناث فانخفضت من 6.3% في عام 2000 إلى 1.7% في 2020 وستنخفض إلى 1.2% في 2025
وتشير المنظمة إلى أنه في عام 2020 بلغ إجمالي عدد متعاطي التبغ في العراق 4 ملايين و740 ألف نسمة.
نسبة انتشار التدخين اليومي:
وفي تقرير منفصل لمنظمة الصحة العالمية “تقرير وباء التبـغ العالمي”، تشير المنظمة إلى أن معدل انتشار تدخين التبـغ بشكل يومي بين البالغين (أي ليس تعاطي التبـغ على فترات متقطعة) في عام 2021 بالعراق بلغ 17%.
ويعطي ذات التقرير نقاطًا عن أداء البلد في مكافحة التدخين والمراقبة والتوعية، حيث صنّف التقرير العراق بأنه يوفر بيانات حديثة عن تعاطي التبغ للبالغين والشباب، ويفرض تدابير على حظر التدخين في الأماكن العامة، ويوفر دعما لبدائل النيكوتين أو بعض خدمات الإقلاع عن التدخين، وتحذيرات صحية على علب السجائر، وأجرى حملة وطنية بوسائل الإعلام حول مخاطر التدخين، ويحظر الإعلان عن التبغ.
وأضاف التقرير: لكن تحصيل الضرائب الذي يعد أحد أبرز الوسائل العالمية للتضييق على التبغ، يبلغ في العراق 16.9% فقط من الضرائب المفترضة، ولم يُحدث أي تغيير في القدرة على شراء السجائر أو تحمل تكاليفها بين 2012 و2022.
معدل انتشار التبغ بين المراهقين:
فيما يتعلق بنسبة انتشار التبـغ بين المراهقين في العراق (13 إلى 15 عامًا)، يشير آخر مسح عن تعاطي التبـغ بين المراهقين في العراق والذي يعود لعام 2019 وأجري المسح في المدارس، إلى أن 15.7% من التلاميذ و19.5% من الأولاد و11.4% من البنات يستخدمون منتجات التبغ (بكافة أشكاله).
أما تدخين السجائر، فإن 8.1% من التلاميذ، و11.5% من الأولاد، و4.5% من البنات يدخنون السجائر.
التدخين السلبي بين البالغين والمراهقين
ويشير مسح عام 2019، إلى أن 44.8% من التلاميذ تعرضوا لدخان التبغ في المنازل (التدخين السلبي)، و43.4% تعرضوا لدخان التبغ في الأماكن العامة.
أما فيما يتعلق بالتدخين السلبي بين البالغين، أو التعرض لدخان التبـغ من قبل غير المدخنين، يشير تقرير التبـغ في إقليم شرق المتوسط، والصادر عن منظمة الصحة الدولية للتنمية؛ والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية، إلى أن بين 52 و56% من البالغين يتعرضون للتدخين السلبي في المنازل أو أماكن العمل.
الوفيات الناجمة عن التدخين والتدخين السلبي:
تبلغ نسبة الوفاة الناجمة عن التدخين في العراق 14.5% من إجمالي الوفيات، بمعدل 119 وفاة لكل 100 ألف شخص، بحسب بيانات عام 2019 في موقع our world in data.
أما الوفيات الناجمة عن التدخين السلبي في العراق، فبلغت 3.9%، ما يجعله من بين أعلى البلدان بنسبة الوفيات بالتدخين السلبي، وجاء في المرتبة 18 عالميًا من أصل أكثر من 200 دولة، بحسب موقع our world in data.
منتجات التبغ في العراق “غير مفحوصة”:
وتتمثل المشكلة الأكبر في ملف التبـغ والتدخين في العراق، في أن الجزء الأكبر من استيراد السجائر يدخل عبر التهريب، وهو ما تعتبره السلطات الصحية أنه “غير مفحوص” وتقول إن أكثر من 70% من السجائر المستوردة غير مفحوصة.
كما أن الدولة لا تحصل ضرائب هذه السجائر المستوردة لأنها تدخل عبر منافذ غير رسمية ولا تسيطر عليها السلطات المختصة، حيث يعمد التجار إلى تهريبه هربًا من الضريبة المرتفعة التي يفرضها العراق على السجائر بنسبة 100%.
ويشير مرصد التعقيد الاقتصادي OEC، إلى أن العراق استورد منتجات تبغ في عام 2021 بقيمة أكثر من مليار دولار، سواء سجائر “تبغ ملفوف” أو تبغ معالج.
ولكن في المقابل، يقول الجهاز المركزي للإحصاء إنه في عام 2021 استورد العراق منتجات تبغ بقيمة 1.49 مليون دولار فقط، وهو ما يظهر حجم الفارق الكبير بين ما يدخل من سجائر عبر المنافذ الحدودية الرسمية ويتم تسجيله لدى الدولة، وبين الكميات الأكبر التي تدخل عبر المنافذ غير الرسمية أو عبر التهريب ولا تعلم عنه الدولة شيئًا.
المصادر
قناة العراقية الحكومية | تصفح |
صحيفة الصباح الحكومية | تصفح |
منظمة الصحة العالمية | تصفح تصفح تصفح |
وزارة الصحة العراقية | تصفح |
الصحة الدولية للتنمية والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية | تصفح |
موقع Our world in data | تصفح تصفح |
الهيئة العامة للضرائب العراقية | تصفح |
مرصد التعقيد الاقتصادي OEC | تصفح |
الجهاز المركزي للإحصاء | تصفح |
التعليقات حول هذا المقال