البلد
: تونسالقصة
كتبت: ريمان بارود
قال توفيق الربيع، وزير الحج السعودي، خلال كلمة حول استعدادات المملكة لتنظيم موسم حج 1444هـ/2023، إن الموسم الحالي يشهد عودة أعداد الحجاج إلى ما كان عليه قبل جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن موسم الحج، توقّف خلال 2020 تزامنًا مع بداية الجائحة، ليقتصر على 1000 حاج فقط من داخل المملكة، ويتوقع أن يبلغ عدد حجاج هذا العام 2 مليون حاج من جميع أقطار العالم.
تطور أعداد الحجاج على مدار السنوات السابقة:
بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، يبلغ متوسط أعداد الحجاج ما يقارب 2 مليون حاج في كل عام، وشهد عام 2012 أكبر عدد من الحجاج خلال الـ13 سنةً الأخيرة، حيث بلغ 3 ملايين و161 ألف حاجًا.
وتراجعت الأعداد مع انتشار فيروس كورونا، والذي تسبب في توقف حركة العالم لتفادي انتشاره، لنجد أنه في خلال 2020 بلغ 1000 حاج فقط، وفي 2021 لم يتجاوز 60 ألف حاجًا، في حين خلال 2022 ارتفع العدد ليصل إلى 900 ألف حاج، ويقّدر في العام الجاري 2 مليون حاج.
حصة كل دولة من الحجاج:
في مارس 1988، اتفق وزراء خارجية الدول الإسلامية على كيفية تحديد نِسَبِ الحجاج كل عام في مؤتمرهم الـ17 في الأردن، بأن تكون نسبة حجاج كل دولة، هي حاصل قسمة عدد سكان الدولة على عدد المسلمين في العالم، ليصدر القرار عن منظمة المؤتمر الإسلامي ويتم اعتماده ليصبح نصيب كل دولة ألف حاج مقابل كل مليون نسمة، وذلك باعتبار أن مكة والمدينة لا تستطيعان استيعاب كل راغب في أداء فريضة الحج كل عام، إلى جانب توزيع عادل لحصص الحج على الدول.
وبالرجوع إلى معهد الإحصاء السعودي نجد أن إجمالي أعداد الحجاج لموسم 1440هـ/2019، بلغ 2 مليون و489 ألفًا و406 حجاج، منهم مليون و855 ألفًا و27 حاجًا من خارج المملكة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 634 ألفًا و379 حاجًّا، يمثل غير السعوديين منهم ما نسبته 67%.
وفيما يخص الحجاج القادمين من خارج المملكة، فبلغت نسبة حجاج دول مجلس التعاون الخليجي 2%، وحجاج الدول العربية عدا دول مجلس التعاون الخليجي 22%، ونسبة حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية 61%، أما حجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية 10%، وحجاج الدول الأوروبية 4%، بينما حجاج دول أمريكا الشمالية والجنوبية 1%.
ونظراً لظهور فيروس كورونا في بداية عام 2020، تغيرّت هذه النسب، فقد أعلنت وزارة الحج السعودية مجموعة من الإجراءات لموسم 1442 هـ /2022، أهمها تقليص حصة كل الدول بنسبة 45%، وأن يكون سن الحاج من 18 إلى 65 عامًا، إلا أن هذه القيود تم الاستغناء عنها خلال هذا الموسم.
وبالرجوع إلى المواقع الرسمية لعدد من البلاد العربية الإسلامية، تعرّفنا على حصة كل دولة من العدد الإجمالي للحجاج حول العالم، ليتبيّن معنا التالي:
لاحظنا في “تفنيد”، أن هناك العديد من الدول التي عادت إلى حصتها الطبيعية من الحجاج مثل فلسطين والتي كانت حصتها قبل الجائحة في 2019 ما يقارب 6610 حجاج، أما في 2022 فقد بلغت 3100 حاج فقط لتعود إلى 6600 حاج في موسم 2023.
في حين هناك بعض الدول ما زالت لم تعد إلى حصتها الطبيعية مثل السودان، ويرجّع ذلك إلى الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي، حيث كانت في 2019 بمعدل 3500 حاج، في حين بلغت هذا الموسم 1700 حاج فقط.
أسعار الحج تتراوح بين 3100 دولار و6350 دولارًا:
قال وزير الحج السعودي، إن تكلفة الباقة الاقتصادية للحجاج القادمين من الخارج، انخفضت بنسبة 39%، والتي يستفيد منها أكثر من مليون و400 ألف حاج من خارج المملكة السعودية، وذلك خلال كلمته حول استعدادات المملكة للحجاج.
وفي ذات السياق تصاعدت الشكاوى في بعض الدول العربية من غلاء أسعار رحلات الحـج، وأنها أصبحت تثقل كاهل المواطن العادي، ففي تونس بعد أن كانت تكلفة الحـج تصل إلى 13 مليونًا و896 دينارًا تونسيًا (4724 دولارًا) خلال 2019، أصبحت الآن تصل إلى 19 مليونًا و400 دينارًا (6276 دولارًا) خلال 2023 أي بزيادة قدرها 39.6%.
ويعزى ارتفاع تكلفة الحـج إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي خلفتها جائحة كورونا في معظم بلدان العالم، فقد شهد العالم ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار على مستوى جميع الخدمات سواء الوقود أو تذاكر الطيران وأسعار الإقامات وغيرها.
ولرصد الارتفاع في تكلفة الحـج، رجعنا إلى المواقع الرسمية لبعض البلدان العربية الإسلامية التي تصدر عنها التكلفة الأساسية للحج، ووجدنا أن هناك أنواعًا مختلفة لباقات الحـج منها الاقتصادية والسياحية وغيرها، وبناء عليه تم تحديد متوسط الأسعار بالدولار في هذه الدول وفقًا لتكلفة الحج الاقتصادي، وعليه تراوحت الأسعار في 2023 ما بين 3100 دولار كما في الأردن؛ و6350 دولارًا كما في المغرب، بعد أن كانت أسعار الحـج تتراوح ما بين 2100 دولار و5100 دولار في 2019.
التعليقات حول هذا المقال