البلد
: تونسالادعاء
الأمونيتر موجود، بكميّات متوفّرة، وما عندوش حتّى علاقة بالإنتاج
إعادة الصياغة إنّ مادّة الأمونيتر متوفّرة بكميّات بالرّغم من أنّه ليس لها علاقة بإنتاج الفلفل
أبرز المعلومات
- الادّعاء "متضارب" مع تصريح سابق لرئيس نقابة الفلاحين بالقيروان، كان أدلى به لصحيفة "الصباح"، ثمّ أكّده لـ"تفنيد"، ويُفيد فيه بعدم توفّر مادّة الأمونيتر الزراعي، ممّا أدّى إلى نقص في صابة الفلفل
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” ادّعاء عضو الاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، والذّي أطلقه في برنامج «La Matinale» على إذاعة “شمس أف أم” يوم 8 أغسطس 2023، واكتشفنا أنّه “متضارب” مع تصريح سابق لعمر السلّامي، رئيس النقابة الجهويّة للفلّاحين بالقيروان، أفاد فيه بأنّ مزارع الفلفل يغلبُ عليها الاصفرار نتيجة تعرّضها لأشعّة الشمس الحارقة خاصّة في ظلّ غياب مادّة الأمونيتر، وذلك وفق ما أورده موقع «African Manager» نقلا عن جريدة “الصباح” يوم 7 أغسطس 2023.
في خطوة أولى، قام فريق “تفنيد” بالاتّصال بعمر السلّامي، رئيس النقابة الجهويّة للفلّاحين بالقيروان، للتثبّت من مدى صحّة ودقّة التصريح الذّي أورده الموقع الإخباري «African Manager»، لا سيما أنّه لم نجد له أثرًا في الموقع الإلكتروني لجريدة “الصباح”، فأكّد لنا أنّه أدلى بالتصريح فعلًا وأنّ مادّة الأمونيتر غير متوفّرة.
وتعليقا على “التضارب” بين تصريحاته وتصريح سالم الرمضاني، أفاد بأنّ ادّعاءات الطرف الثّاني منافية للواقع، وأنّ ما يتمُّ تداوله بين الفينة والأخرى بشأن توفير المادّة لدى المزوّدين بالجملة لا أساس له من الصحّة.
وأكّد عمر السلّامي لـ”تفنيد” أنّ عدم توفّر مادّة الأمونيتر هو المسبّب الأساسيّ لنقص صابة الفلفل لهذا العام، نافيا أيّة مسبّبات أخرى لنقص الصابّة، وهو ما يتعارضُ مع تصريحه لجريدة “الصباح”، حيثُ فسّر تقهقر الإنتاج بالتراجع الهامّ الذّي شهدته المساحات المزروعة كنتيجة لنقص مياه الريّ.
واعتبر محدّثنا أنّ استخدام مادّة الأمونيتر في النشاط الزّراعي يشكّل نوعا من المناعة لدى نباتات الفلفل ضدّ الحرارة والاصفرار ممّا يضمن، على حدّ قوله، وفرة في الإنتاج بما يتماشى مع متطلّبات السّوق.
وبسؤاله عن الظرف الزمني للأزمة، قال السلاّمي إنّ مادّة الأمونيتر غير متوفّرة بالكميّات الكافية والأسعار المناسبة منذُ عام 2014.
ويتوافق تصريح السلّامي مع بيان سابق للاتّحاد التونسيّ للفلاحة والصيد البحري نشره على صفحته على فيسبوك يوم 25 يناير 2022، وعبّر فيه عن انشغاله بعدم قدرة الفلّاحين على تثمين العوامل المناخيّة الملائمة بسبب النقص الفادح المسجّل في مادّة الأمونيتر.
كما يتوافق الادّعاء مع تصريح سابق لمنير العبيدي، رئيس الاتّحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بولاية (محافظة) الكاف، لإذاعة “شمس أف أم” بتاريخ 9 مارس 2019، أفاد فيه بإنّ غياب مادّة الأمونيتر يبعث على القلق بإعتبار أنّها احدى المغذّيات الرئيسيّة لنموّ المزروعات وانتاجيّتها، مؤكّدا أنّ ولاية الكاف لم تتحصّل سوى على 16 ألف قنطار من المادّة المذكورة فيما تُقدّر حاجياتها ب 150 ألف قنطار.
وفي خطوة ثانية، حاول فريق “تفنيد” الاتّصال بالمدعي سالم الرمضاني، للوقوف على سبب “التضارب” في التصريحات من وجهة نظره، لكن لم يتمكّن من الوصول إليه.
وبمزيد البحث والتحرّي، توصّل فريق “تفنيد” إلى بيان داعم لادّعاء سالم الرمضاني نشرته وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسيّة على صفحتها على فيسبوك يوم 8 سبتمبر 2022، وأفادت فيه بإنّ مادّة الأمونيتر متوفّرة بالكميّات اللّازمة استعدادا للموسم الفلاحي 2022-2023 وإنّ المجمّع الكميائي التونسيّ سيُزوّد السّوق المحليّة بصفة منتظمة بهذه المادّة الحيويّة.
وتشهدُ الأسواق التونسيّة ارتفاعًا حادًا في أسعار بعض الخضروات، حيث بلغ سعر الفلفل حوالي 7 دينارات للكيلوغرام الواحد. ويُرجع البعض ذلك إلى تراجع الانتاج الزراعي في تونس كنتاج لعدّة عوامل مناخيّة عمقّ أثارها عدم توفّر مادّة الأمونيتر.
التعليقات حول هذا المقال