البلد
: تونسالادعاء
“ولكن السوق العالمية لا ترحم واحنا (بالفعل) خرجنا من التصنيف العالمي.. تقريبا خرجنا من التصنيف العالمي من إنتاج الفوسفات منذ 2014 تقريبا لأنه كنا خامس دولة منتجة اليوم نحن خارج التصنيف”.
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير دقيق". بالرجوع إلى الإنتاج السنوي لتونس من الفوسفات، وحسب الترتيب الذي تصدره مواقع عالمية، فإن تونس لم تخرج من التصنيف العالمي لإنتاج الفوسفات، بل تراجعت من المرتبة الخامسة في سنة 2010 إلى المرتبة العاشرة في سنة 2023.
القصة
تتبع فريق “تفنيد” التصريح الذي أدلى به الخبير في الموارد، حسين الرحيلي، في برنامج “Weekend على الكيف” على إذاعة ديوان FM يوم 19 يناير 2025، والذي أكد فيه أن تونس خرجت من التصنيف العالمي للدول المنتجة للفوسفات. وتبيّن أن التصريح “غير دقيق”، وذلك وفقًا لموقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي وبيانات وزارة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية.
في شهر أكتوبر 2024، أعلنت شركة فسفاط قفصة التونسية عن انطلاق المرحلة التجريبية لاستئناف نشاط نقل الفوسفات عبر السكة الحديدية، انطلاقًا من محطة “الرديف” (أحد مواقع إنتاج الفوسفات بمدينة قفصة، كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي). وجاءت هذه الخطوة في “أول سفرة له” بعد انقطاع النشاط منذ أكتوبر 2017 بسبب الفيضانات، بالإضافة إلى “الأحداث الاجتماعية التي شهدها منجم الرديف منذ نوفمبر 2020”.
يعدّ الفوسفات في تونس، الذي يعود إنتاجه إلى أوائل القرن الماضي، أحد أعمدة القطاع المنجمي وركيزة أساسية في نسب النمو والإيرادات من الصادرات والعملات الأجنبية، وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي. غير أن أحداث الثورة التونسية، والحراك الاجتماعي، والاعتصامات التي شهدها الحوض المنجمي، أدت إلى “تراجع العائدات المتأتية من مبيعات الفوسفات ومشتقاته”. حيث شهد الإنتاج السنوي للفوسفات تراجعًا من 8.131 مليون طن سنة 2010 إلى 2.911 مليون طن سنة 2023.
هل خرجت تونس من التصنيف العالمي للدول المنتجة للفوسفات؟
تتوفر تونس على مخزون احتياطي من الفوسفات يقدّر بـ 2.5 مليار طن في سنة 2024، وفقًا لإحصائيات موقع World Population Review الأمريكي. وتحتل تونس المرتبة الرابعة في قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطات من هذه المادة، فيما يتربع المغرب على رأس القائمة بفارق كبير عن بقية الدول.
وبتراجع إنتاج الفوسفات في تونس بين عامي 2010 و2023 بأقل من 50%، قمنا بتتبع موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، وهي منظمة تضم أربعة تخصصات علمية تهتم بعلم الأحياء والجغرافيا والجيولوجيا والهيدرولوجيا. وقد أصدرت تقارير دورية من عام 1996 إلى عام 2024 عن إنتاج الفوسفات في العالم. وتوصلنا إلى أن تونس لم تخرج من التصنيف، بل تراجع ترتيبها من المرتبة الخامسة عام 2010 إلى المرتبة 13 عام 2011، ثم المرتبة 10 عام 2012، والمرتبة الثامنة عام 2013. وذلك عبر مقارنة حجم إنتاج كل دولة، حيث تراجع إنتاج تونس وفق التقرير نفسه من 8.149 مليون طن عام 2010 إلى 3.283 مليون طن عام 2013. وقد احتلت الصين والولايات المتحدة والمغرب وروسيا والأردن (ثم البرازيل) المراتب الخمسة الأولى خلال هذه الفترة.
وفي أعوام 2014 و2015 و2016، احتلت تونس المرتبة التاسعة، ثم المرتبة الثانية عشرة، وبعدها المرتبة الحادية عشرة. وقد حافظت الصين والمغرب والولايات المتحدة وروسيا والأردن على المراتب الخمسة الأولى بين الدول الأعلى إنتاجًا للفوسفات خلال هذه الفترة. وخلال عامي 2017 و2018، احتلت تونس المرتبة الثامنة والحادية عشر على التوالي، ثم المرتبة العاشرة والحادية عشر خلال عامي 2019 و2020. أما في السنوات الثلاث الأخيرة، فقد احتلت تونس المرتبة الحادية عشرة في عام 2021، والمرتبة العاشرة خلال عامي 2022 و2023.
الخلاصة: كشف تتبع "تفنيد" للادعاء الذي أطلقه الخبير في الموارد حسين الرحيلي أن تونس لم تخرج من التصنيف العالمي للدول المنتجة للفوسفات منذ عام 2014، بل تراجعت من المرتبة الخامسة عام 2010 إلى المرتبة العاشرة عام 2023، وذلك وفقًا للتقارير الدورية التي تصدرها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي.
التعليقات حول هذا المقال