البلد
: تونسالادعاء
علاش إحنا التوانسة في “المراتب الدنيا”.. بالرغم أنه على مستوى مؤمل العيش.. معناها Indice de développement humain (دليل التنمية البشرية) اللي هو مؤشر تطور حياة الإنسان تونس الأولى في بلدان العرب.
أبرز المعلومات
- الادعاء بأن تونس تحتل المرتبة الأولى عربياً في مؤشر التنمية البشرية "غير دقيق"، وبحسب تقرير التنمية البشرية 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جاءت تونس في المرتبة 11 عربياً و105 عالمياً من ضمن 192 دولة.
القصة
تتبع فريق “تفنيد” ادعاء الصحفي والمحلل السياسي، في برنامج “حدث وتحليل”، على القناة “الوطنية التونسية”، يوم 29 سبتمبر 2025، والذي ادعى فيه أن تونس تحتل المرتبة الأولى عربياً في مؤشر التنمية البشرية، وتبيّن أن الادعاء “غير دقيق”، وذلك بالعودة إلى تقرير التنمية البشرية لسنة 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وللتأكد من صحة الادعاء عدنا إلى آخر تقرير للتنمية البشرية لسنة 2025، والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فوجدنا أن تونس احتلت المرتبة 105 عالميا استنادا إلى بيانات من 192 دولة، بينما في العالم العربي جاءت في المرتبة 11، متقدمة على بعض الدول العربية مثل المغرب وليبيا والعراق، لكنها خلف الإمارات التي تصدرت الدول العربية، تليها السعودية والبحرين وقطر وعمان والكويت والجزائر ومصر والأردن ولبنان اللاتي تتميز مؤشرات التنمية فيها بفروقات أقل بين السكان.
وسجلت تونس في دليل التنمية البشرية لسنة 2025 قيمة 0.746 نقطة، بينما وصل دليل التنمية البشرية معدلا بعامل عدم المساواة إلى 0.595 نقطة، ما يظهر تأثير الفجوات الاجتماعية والاقتصادية على التنمية المستفادة فعليًا.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة المعروضة على موقع The Global Economy، حققت تونس في تقرير التنمية البشرية لسنة 2025 (معطيات سنة 2023) قيمة 0.746 في دليل التنمية البشرية (HDI)، وهي أعلى قيمة تسجلها تونس منذ 1980، بعدما كانت 0.732 في 2022، ويضع هذا الرقم تونس قريبًا من المعدل العالمي (0.744)، لكنها تبقى في فئة التنمية البشرية المرتفعة وليس المرتفعة جدًا، وتاريخيًا كان معدل تونس بين عامي 1980 و2023 حوالي 0.674، وكانت أدنى قيمة 0.484 سنة 1980.
ويظهر الرسم البياني الأول محافظة تونس على استقرار نسبي في التنمية البشرية بين 2016 و2020، لكن جائحة كوفيد سببت تراجعًا، قبل أن تعود للنمو في 2023.

بينما يظهر الرسم البياني الثاني التطور التاريخي لمؤشر التنمية البشرية في تونس، والذي حقق مسارا تصاعديا منذ سنة 1980 إلى سنة 2023.

ويشار إلى أن دليل التنمية البشرية (HDI) يقيس مستوى التنمية في كل بلد اعتمادًا على ثلاث نقاط أساسية: الصحة والتعليم والدخل، ويعطي نتيجة بين 0 و1، وكلما اقترب الرقم من 1 كان مستوى التنمية أعلى، لكن هذا المؤشر لا يُظهر دائمًا كيف تتوزع هذه الموارد بين الناس داخل البلد نفسه، فقد تكون الأرقام جيدة في المتوسط بينما تعاني فئات واسعة من نقص في الخدمات أو الدخل.
ولذلك طُوّر مؤشر آخر يسمى دليل التنمية البشرية المعدل بعدم المساواة (IHDI)، وهو يأخذ في الاعتبار الفوارق بين الناس، فإذا كان الـHDI والـIHDI متقاربين فهذا يعني أن التنمية موزعة بشكل عادل نسبيًا، أما إذا كان الفرق كبيرًا فهذا يكشف عن فجوات وعدم مساواة تجعل جزءًا من السكان لا يستفيد فعليًا من نفس مستوى الصحة أو التعليم أو الدخل.
ورغم أن تونس ليست من الدول الأولى عربيًا في مؤشر التنمية البشرية، إلا أن الفارق أصغر بينHDI والـIHDI، ما يعني أن ثمار التنمية موزعة بشكل أكثر توازناً نسبياً بين المواطنين مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى.
الخلاصة: الادعاء بأن تونس تتصدر الدول العربية في دليل التنمية البشرية “غير دقيق”، إذ تحتل تونس المرتبة 105 عالميا في دليل التنمية البشرية لسنة 2025 من بين 192 دولة، بل تحتل المرتبة 11 عربيا، حيث تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية.
التعليقات حول هذا المقال