البلد
: تونسالادعاء
تونس أول دولة تجري عملية زراعة الكلى وعملية القلب المفتوح.
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير صحيح"، إذ أُجريت أول عملية زراعة كلى في مدينة بوسطن الأمريكية سنة 1954، وأول عملية قلب مفتوح في شيكاغو الأمريكية سنة 1893، وليس في تونس.
القصة
تتبع فريق “تفنيد” الادعاء الذي أطلقه المحلل السياسي التونسي، في برنامج “استديو الوطنية”، على موجات “الإذاعة الوطنية”، يوم 10 ديسمبر 2024، بشأن أول دولة أجريت عملية زراعة الكلى وعملية القلب المفتوح واكتشف أنه ”غير صحيح“، وفقًا لموقع المكتبة الوطنية للطب التابع للحكومة الأمريكية، والمجلة الأميركية لأمراض الكلى، وموقع “تونس عاصمة للصحة” التابع لوزارة الصحة التونسية.
للتحقق من الادعاء عدنا في مرحلة أولى إلى موقع المكتبة الوطنية للطب، التابع للحكومة الأمريكية، فتبين أنه كانت هناك محاولات لإجراء عملية زراعة الكلى منذ سنة 1902، حيث تم إجراء أول عملية زرع كلية لكلب في 7 مارس 1902 في فيينا من قبل إيمريش أولمان، الرائد المعترف به في زراعة الكلى. ولكن أول عملية زرع كلية ناجحة للإنسان كانت سنة 1954 في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية بين توأمين.
في حين تم إجراء أول عملية زرع كلى ناجحة في العالم العربي، في مركز الملك الحسين الطبي في الأردن، تحت إشراف الدكتور داود حنانيا، والدكتور سعيد كرمي، والدكتور طارق السحيمات عام 1972، وفق المجلة الأميركية لأمراض الكلى.
وحسب ذات المصدر، فإن الطبيب السوداني عمر بليل هو ثاني طبيب عربي يجري عملية زرع كلى في العالم العربي وكان ذلك في السودان سنة 1974.
وفي المقابل، تم إجراء أول عملية زرع كلى في تونـس سنة 1986، من طرف فريق طبي بمستشفى شارل نيكول، حسب منشور بموقع “تونـس عاصمة للصحة” التابع لوزارة الصحة التونسية، وبالتالي فإن تونـس ليست أول دولة أجريت عملية زراعة الكلى لا عالميا ولا عربيا ولا إفريقيا.
في مرحلة ثانية عدنا إلى منشور على الموقع الرسمي لجامعة ولاية جاكسون في الولايات المتحدة الأمريكية فوجدنا أن دكتور دانيال هايل ويليامز هو أول جراح يقوم بإجراء جراحة القلب المفتوح على الإنسان وكان ذلك سنة 1893 في مستشفى بروفيدنت في مدينة شيكاغو الأمريكية.
وحسب تقرير نشر على الموقع الرسمي لكلية مايو كلينيك للطب والعلوم، وهو اتحاد مستشفيات جامعية وأبحاث أمريكية مقره مدينة روشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت عنوان “مساهمات مايو كلينيك في الطب”، فإن جراح القلب في Mayo Clinic الدكتور جون كيركلين وفريقه هم أول من أجروا سلسلة ناجحة من عمليات القلب المفتوح انطلاقا من سنة 1955.
أما عربيا، فلم نتوصل بالبحث إلى أول دولة قامت بهذا النوع من العمليات، لكن حسب منشور على موقع المكتبة الوطنية للطب، فإن أول عملية قلب مفتوح تجرى في مصر كانت سنة 1958 باستخدام التبريد السطحي، تلتها جراحة القلب المفتوح باستخدام جهاز القلب والرئة في عام 1965. وحسب منشور على موقع المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت فإن لبنان هي رابع دولة في العالم تجري عملية القلب المفتوح سنة 1959.
وبالعودة إلى منشور على الصفحة الرسمية للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والأوعية الدموية، فإن الدكتور محمد الفوراتي هو رائد جراحة القلب المفتوح في تونس وبدأ في ممارستها وتدريسها منذ سنة 1968. وبالتالي تونـس ليست الدولة الأولى التي قامت بإجراء عملية القلب المفتوح أيضا.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن تونـس لديها عدة إنجازات في المجال الطبي خاصة في السنوات الأخيرة، من بينها تمكن الفريق الطبي لأمراض وجراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الرابطة بتـونـس العاصمة في سنة 2023، من زرع نظام فيزيولوجي لتحفيز القلب عند امرأة حامل، ويعتبر هذا الإنجاز الطبي الجديد هو الأول من نوعه في العالم، وفق منشور على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة التونسية بموقع “فيسبوك”.
الخلاصة: الادعاء بأن تونس هي أول دولة تجري عملية زراعة الكلى والقلب المفتوح “غير صحيح”، إذ أجريت أول عملية زراعة للكلى في مدينة بوسطن الأمريكية سنة 1954 وأول جراحة قلب مفتوح في شيكاغو الأمريكية سنة 1893، بينما أجريت تونس أول عملية زرع كلى في 1986، وأول جراحة قلب مفتوح عام 1968.
التعليقات حول هذا المقال