البلد
: العراقالادعاء
هناك توجه لاستثمار الغاز المصاحب أثناء عملية استخراج النفط الخام والذي يؤدي إلى خسارة الدولة العراقية نحو 500 مليون دولار يوميًا
أبرز المعلومات
- التصريح "غير دقيق"، فخسائر العراق من حرق الغاز المصاحب عند ارتفاع أسعار الغاز كان بين 3 و5 مليارات دولار سنويا، وتكلفة حرقه واستيراده أكثر من 8 مليارات دولار سنويًا، وبانخفاض الأسعار تبلغ تكلفة حرق الغاز نحو مليار دولار سنويًا، وليس 500 مليون دولار يوميًا
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح عضو لجنة النفط والغاز النيابية العراقية، لصحيفة “الصباح” الحكومية في 4 مارس 2024، ووجد أنه “غير دقيق”، وفقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء؛ ولجنة الطاقة النيابية؛ ووزير النفط العراقي السابق.
وفي يونيو 2022، ذكرت لجنة النفط النيابية، أن العراق يخسر 3 مليارات دولار سنويا من حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط في حقوله.
وفي مارس 2023، قال مظهر محمد صالح، المستشار الاقتصادي للحكومة، إن خسائر العراق جراء استيراد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، أو حرق الغاز المصاحب من حقول الوسط والجنوب، تقدر بنحو 12 مليار دولارًا سنويًا.
وتظهر الأرقام السابقة الصادرة من الجهات الحكومية والبرلمانية، أن أعلى تكلفة مذكورة لحرق الغاز واستيراده في ذات الوقت، تبلغ 12 مليار دولارًا سنويًا، أي مليار دولار شهريًا، أو 32 مليون دولارًا يوميًا، وليس 500 مليون دولار يوميًا كما تقول المدعية، كما أن رقم الادعاء يعادل ضعف إيرادات العراق اليومية من النفط، وبالتالي ضعف موازنة العراق ونفقاته السنوية.
وتواصل “تفنيد” مع المدعية زينب الموسوي، للتأكد من صحة تصريحها للصحيفة، ولكنها قالت إنها لا تتذكر التصريح، وأحالتنا إلى مكتبها الإعلامي، والذي بدوره أكد لنا صحة التصريح.
وعند سؤال المكتب الإعلامي للنائبة عن مصدر الرقم، ومواجهته بالأرقام المتاحة، ذكر أن مصدر الرقم “هو النائبة زينب الموسوي نفسها”، بدون تقديم تفسير لذلك.
كم تبلغ التكلفة الحقيقية للغاز العراقي المحروق؟
يحرق العراق كميات من الغاز مقاربة لما يستورده من إيران، حيث يحتاج العراق لاستيراد 45 مليون مترًا مكعبًا يوميًا من إيران، أي أكثر من 16.4 مليار مترًا مكعبًا سنويًا، مقابل حرق أكثر من 14.4 مليار مترًا مكعبًا خلال 2022، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.
وتختلف أسعار الغاز عالميًا مثل أسعار النفط صعودا ونزولا، وبين مارس 2021 ويناير 2023، ارتفعت أسعار الغاز عالميا إلى مستويات عالية، وبلغ أعلى مستوى منذ 5 سنوات في أغسطس 2022، حيث بلغ سعر المليون وحدة حرارية أكثر من 9 دولارات، وفقا لمنصة انفيستنغ.
ومن الملاحظ، أن تصريحات لجنة الطاقة النيابية في يونيو 2022، وتصريح المستشار الاقتصادي للحكومة في يناير 2023 عن تكلفة حرق الغاز في العراق، أو تكلفة حرقه واستيراده، جاءت خلال هذه الفترات التي شهدت ارتفاعا في أسعار الغاز العالمي، ومن بينها على سبيل المثال تصريح إحسان عبد الجبار، وزير النفط، والذي قال في سبتمبر 2021، إن العراق يستورد الغاز من إيران بـ8 دولارات للمليون وحدة حرارية.
وتعادل المليون وحدة حرارية ألف قدم مكعب من الغاز، ما يعني أن كل ألف قدم مكعب من الغاز تبلغ قيمته 8 دولارات في ذلك الحين.
وبينما يستورد العراق بالمتوسط 45 مليون مترًا مكعبًا يوميًا (ما يعادل 1590 مليون قدمًا مكعبًا قياسيًا)، فإن قيمة ما يستورده العراق من إيران تبلغ (12.7 مليون دولارًا يوميًا، أو 4.6 مليارات دولار سنويًا).
وفي المقابل، يحرق العراق 14.4 مليار مترًا مكعبًا من الغاز سنويًا، أي ما يعادل 39.4 مليون مترًا مكعبًا يوميًا وهي تعادل 1392 مليون قدمًا مكعبًا قياسيًا يوميا.
وبذات الطريقة، باحتساب كل ألف قدم مكعب بـ8 دولارات، تكون تكلفة الغاز المحروق في العراق (11.1 مليون دولارًا يوميا، أو 4 مليارات دولار سنويًا)، وهو رقم مقارب لما تحدثت عنه لجنة النفط النيابية في 2022 بأن تكلفة حرق الغاز في العراق تبلغ 3 مليارات دولار سنويا.
ما يعني أن مجموع تكلفة حرق الغاز واستيراده عندما كانت الأسعار مرتفعة تبلغ أكثر من 8 مليار دولار سنويا.
كم تبلغ تكلفة حرق الغاز في العراق حاليا؟
مستويات الغاز الآن تبلغ ذات معدلاتها قبل الارتفاع في 2021، بسبب أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يبلغ سعر الغاز عالميًا 1.9 دولار لكل مليون وحدة حرارية، وبينما يحرق العراق 1392 مليون قدمًا مكعبًا قياسيًا يوميًا، هذا يعني وفق الأسعار الحالية للغاز أن العراق يحرق غاز بمليار دولار سنويا، ويستورد بنحو 1.2 مليار دولار سنويًا.
التعليقات حول هذا المقال