البلد
: العراقالقصة
كتب: علي الأعرجي
نقلت وكالة “الاقتصاد نيوز” العراقية، عن مصدر حكومي لم تسمه، وكذلك نقلت صحيفة الصباح الحكومية؛ ووكالة العهد نيوز، أن الخطوات التي اتخذتها وزارة النفط وبدعم مستمر من رئيس الوزراء، عملت على انخفاض الغاز المحروق حوالي 38%، مرجحا انخفاض حرق الغاز خلال العام الحالي إلى 32%.
ولمعرفة كمية وآلية انخفاض الغاز المحروق، رجعنا إلى عام 2022، حيث كان إجمالي إنتاج الغاز المصاحب لإنتاج النفط قد بلغ 30 ألفًا و730 مليون مترًا مكعبًا، تنقسم إلى 16 ألفًا و254 مليون مترًا مكعبًا مستثمرًا، و14 ألفًا و476 مليون مترًا مكعبًا محروقًا، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.
وبتحويل الكميات إلى كمية “الإنتاج باليوم” بدلا من السنة؛ وبوحدة القدم المكعب بدلا من المتر المكعب، سيكون لدينا الإنتاج الكلي 2973 مليون قدمًا مكعبًا قياسيًا (مقمق) يوميا، المستثمر منه (غير المحروق) 1572 مقمقًا يوميا، والمحروق 1400 مقمق يوميا.
وفي المقابل، في 2024 بلغ إجمالي إنتاج الغـاز المصاحب 2800 مقمق يوميا، والمستثمر منه (غير المحروق) 1650 مقمقًا، بحسب تصريحات عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط، وهذا يعني أن كمية الغـاز المحروق يبلغ 1150 مقمق يوميا، في 2024.
السنة | إجمالي الغاز المنتج | الغاز المستثمر | الغاز المحروق |
2022 | 2973 مقمق يوميا | 1572 مقمق يوميا | 1400 مقمق يوميا |
2024 | 2800 مقمق يوميا | 1650 مقمق يوميا | 1150 مقمق يوميا |
وتظهر الأرقام أن الغـاز المحروق انخفض من 1400 مقمق يوميًا في 2022 إلى 1150 مقمق يوميًا في 2024، أي أن 250 مقمقًا يوميًا توقف حرقها، لكن ليس كل هذه الكمية توقفت بجهود وزارة النفط من خلال مشاريع استثمار الغـاز، حيث إن الوزارة رفعت الغـاز المستثمر من 1572 مقمقًا يوميًا إلى 1650 مقمقًا يوميًا، أي أنها أوقفت حرق 78 مقمق يوميًا فقط بمشاريعها وجهودها من إجمالي كمية الغـاز المتوقف حرقه البالغة 250 مقمق يوميًا.
أما الكمية المتبقية فجاءت نتيجة انخفاض إجمالي إنتاج الغـاز المصاحب للنفط أساسًا، حيث انخفض الغـاز المنتج من 2973 مقمقًا يوميا إلى 2800 مقمق يوميًا، وجاء ذلك بسبب انخفاض إنتاج النفط من عام 2022 إلى 2024 بسبب التخفيض الطوعي لوزارة النفط التزامًا بمقررات منظمة أوبك+، حيث إن إنتاج الغـاز المصاحب للنفط يرتبط بكمية إنتاج النفط، فكلما انخفض إنتاج النفط انخفضت كمية الغـاز المبعوث المصاحب.
ماذا عن النسب؟
التصريح المنقول، يذكر أن الغـاز المحروق انخفض 38% بالخطوات التي اتخذتها وزارة النفط بدعم من رئيس الوزراء، ولكن في الحقيقة فإن الغـاز المحروق انخفض من 1400 مقمق إلى 1150 مقمقًا، أي أنه انخفض بنحو 18% فقط.
أما إذا كان المقصود من التصريح أن الغـاز المحروق انخفض إلى 38% من إجمالي الغاز المنتج، فإن التحليل الرقمي يظهر أن الغـاز المحروق حاليًا يشكل ما نسبته 41% من إجمالي الغـاز المنتج، وليس 38%.
ما هي النسبة الحقيقية لمساهمة الوزارة في خفض الغاز المحروق؟
وبينما انخفض الغـاز المحروق بمقدار 250 مقمقًا يوميًا، فإن 78 مقمقًا يوميًا فقط جاءت بجهود الوزارة، نتيجة رفع القدرة الاستثمارية للغاز من 1572 إلى 1650 مقمقًا يوميًا، ما يعني أن جهود الوزارة مسؤولة عن إيقاف 30% فقط من إجمالي الغـاز المتوقف حرقه، أما الكمية المتبقية البالغة 172 مقمقًا يوميًا والتي تشكل 70% من إجمالي الغـاز المتوقف حرقه، فهو توقف نتيجة انخفاض إجمالي الغـاز المصاحب المبعوث مع إنتاج النفط.
التعليقات حول هذا المقال