البلد
: العراقالادعاء
وزارة النفط ضاعفت الإنتاج إلى (4.7) مليون برميل خلال العشر سنوات الماضية، ليحتل العراق خمس الزيادة العالمية المتحققة في الإنتاج خلال تلك الفترة
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير دقيق"، حيث إن زيادة إنتاج نفط العراق خلال الـ10 سنوات الأخيرة شكلت بين 10.4% و12% فقط من زيادة الإنتاج العالمي، وليس الخمس، كما أن أعلى إنتاج متحقق على يد وزارة النفط الاتحادية بلغ 4.57 ملايين برميل يوميًا، أما الـ4.7 ملايين برميل التي ذكرها المدعي فهو إنتاج وزارة النفط مضافًا إليه إنتاج كردستان، والوزارة غير مسؤولة عنه
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح وزير النفط العراقي، خلال حلقة نقاشية حول أمن ومستقبل الطاقة في العراق، عقدتها رئاسة الجمهورية في 31 يناير 2024، ووجدنا أنه “غير دقيق”، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي واينر داتا.
هل شكلت زيادة العراق من إنتاج النفط خُمس الزيادة العالمية خلال 10 سنوات؟
لمعرفة نسبة ما شكلته الزيادة في إنتاج نفط العراق، من إجمالي زيادة إنتاج العالم من النفط خلال الـ10 سنوات الماضية، يتعيّن علينا معرفة كم ارتفع إنتاج النفط العالمي خلال 10 سنوات، وكم ارتفع إنتاج العراق خلال الفترة ذاتها.
وفي عام 2012، بلغ إنتاج العالم من النفط الخام نحو 3.8 مليارات طن، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي (OECD).
وفي عام 2022، بلغ إنتاج العالم من النفـط الخام حوالي 4.4 مليارات طن، بحسب موقع “ستاتيستا”.. وهذا يعني أن إنتاج العالم من النفـط الخام خلال 10 سنوات زاد 600 مليون طن.
وفي المقابل، كان إنتاج العراق من النفـط الخام في عام 2012 يبلغ 147 مليون طنًا، وفي 2022 بلغ 220 مليون طنًا، بحسب موقع إينر داتا.. وهذا يعني أن إنتاج العراق من النفـط الخام خلال 10 سنوات ارتفع 73 مليون طنًا.
وبتقسيم زيادة إنتاج العراق 73 مليون طنًا، على إجمالي زيادة إنتاج العالم 600 مليون طن، يتبين أن مساهمة العراق في هذه الزيادة شكلت 12% فقط.
أما وفق موقع our world in data، والذي يقيس زيادة إنتاج النفـط العالمي بالتيراواط بالساعة، حيث يعادل الـ1 تيرا واط 0.086 مليون طن مكافئ من النفـط، بحسب اليونيسكو، فإن إنتاج العالم من النفـط بين 2012 و2022 ارتفع و7788 تيرا واط/ساعة، وخلال ذات الفترة، كان ارتفاع إنتاج العراق قد بلغ 814 تيراواط/ساعة.
ما يعني أن مساهمة زيادة إنتاج العراق من النفـط من إجمالي الارتفاع العالمي كان 10.4% فقط وليس الخمس “20%”.
وبينما خفض العراق إنتاجه بعد عام 2019 التزاما بمقررات منظمة أوبك+، لتقليل المعروض والحفاظ على أسعار النفط العالمية، قرر فريق “تفنيد” أيضًا احتساب نسبة ما شكلته زيادة العراق من إجمالي الزيادة العالمية، وفق مستوى إنتاج عام 2019 وليس 2022، لتجاوز احتمالية مبرر أن “إنتاج العراق في 2022 لا يعكس قدرته الإنتاجية الحقيقية التي عمل العراق على رفعها حتى 2019، وأن هذا الإنتاج الفعلي هو أقل من قدرته الحقيقية”.
ويظهر موقع our world in data، أن إجمالي الزيادة العالمية من 2012 إلى 2019 بلغت 7810 تيرا واط بالساعة، أما زيادة العراق خلال ذات الفترة بلغت 964 تيرا واط بالساعة، وبذلك تكون زيادة إنتاج العراق تشكل 12.3% من إجمالي الزيادة العالمية.
هل ارتفاع الإنتاج إلى 4.7 ملايين برميل يوميًا جاء بجهود الوزارة؟
أما فيما يتعلق بقول المدعي، إن الوزارة نجحت في مضاعفة الإنتاج إلى 4.7 ملايين برميل نفـط يوميا، فإنه بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، بلغ إنتاج العراق من النفـط في عام 2012 حوالي 144.1 مليون طنًا متريًا (2.94 مليون برميل يوميًا)، وفي 2022 بلغ الإنتاج 219.6 مليون طنًا متريًا (4.453 ملايين برميل يوميًا)، ولكن يظهر أن أعلى إنتاج متحقق للعراق كان في عام 2019، وبلغ 4.575 ملايين برميل يوميًا، حيث إنه بعد كورونا خفضت وقيدت منظمة أوبك الإنتاج.
أي بحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء فإن أعلى معدل إنتاج حققته وزارة النفـط الاتحادية لم يصل إلى 4.7 ملايين برميل نفـط يوميا.
وتخص هذه الأرقام إنتاج العراق باستثناء إقليم كردستان، وهذا الإنتاج هو مسؤولية وزارة النفـط، أما إنتاج كردستان فالوزارة ليست مسؤولة عنه، ما يجعل التصريح بأن “وزارة النفـط ضاعفت الإنتاج إلى 4.7 ملايين برميل يوميًا” غير صحيح.
وتشير بيانات شركة “إينر داتا” المختصة ببيانات النفـط والطاقة العالمية، إلى أن إنتاج العراق في 2012 بلغ 147 مليون طنًا متريًا (أي أكثر بنحو 3 ملايين طن متري من أرقام الجهاز المركزي للإحصاء لأنها تشير إلى الإنتاج الكلي للعراق مع كردستان)، وفي 2022 بلغ إنتاج العراق الكلي 220 مليون طنًا متريًا.
ويظهر موقع الشركة أن أعلى إنتاج للعراق كان في عام 2019، وبلغ 233 مليون طنًا متريًا (وهو ما يعادل 4.7 ملايين برميل يوميًا)، أي ما يمثل إنتاج العراق وكردستان معًا، ولكن وزير النفـط حاول نسب الإنجاز لوزارة النفـط الاتحادية في الرقم البالغ 4.7 ملايين برميل، وكان من المفترض أن يقول إن العراق (وزارة النفـط الاتحادية + إقليم كردستان) نجح بمضاعفة الإنتاج إلى هذا الرقم.
التعليقات حول هذا المقال