البلد
: مصرالادعاء
انتهت تحقيقات النيابة العامة إلى انتفاء الشبهة الجنائية في وفاة المتهم/ أيمن هدهود بعدما تلقت تقرير مصلحة الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثمانه، الذي أكد وفاته نتيجة حالة مرضية مزمنة بالقلب، وخلو جسده من أي آثار إصابية تشير لحدوث عنف جنائي أو مقاومة.
السياق
بيان رسمي
أبرز المعلومات
- تفنيد حصلت على صور لجثمان ”هدهود“ تثبت تعرضه للعنف والتعذيب قبل الوفاة.
- طبيب شرعي سابق: صور جثمان ”هدهود“ تكشف وجود كسر بالجمجمة وكسر بالأنف.
- طبيب شرعي سابق: صور الجثمان يظهر فيها كدمات وتقرحات بالوجه.
- طبيب شرعي سابق: صور الجثمان لا تتطابق مع تقرير الطب الشرعي بخلو الجسد من أي آثار إصابية تشير لحدوث عنف.
القصة
تحديث: لأسباب مهنية تم إضافة غلاف على الصور المرفقة بالتحقق، نظرًا لاحتواء الصور على مشاهد قاسية.. كما يجب التنويه على أن نشر الصور تم بموافقة أسرة الضحية
النيابة أعلنت مرتين أن جثمان ”هدهود“ كان خاليًا من أي آثار تفيد الشبهة الجنائية.. ولكن صور الجثمان كشفت كذب تلك الرواية
إعلان السلطات عن وفاة ”هدهود” بعد تاريخ وفاته الحقيقي بأكثر من شهر دفع فريق عملنا للتشكك في رواية النيابة والتحري حول الأسباب الحقيقية للوفاة.. وهو ما قادنا لصور للجثمان كذبت رواية النيابة
أعلنت النيابة العامة المصرية في بيان لها يوم 18 أبريل 2022، انتهاء التحقيقات بقضية وفاة الباحث الاقتصادي أيمن هدهود، وأكدت النيابة انتفاء الشبهة الجنائية في واقعة الوفاة، وأن تقرير مصلحة الطب الشرعي أكد أن الوفاة ناتجة عن حالة مرضية مزمنة بالقلب، وأن الجثمان كان خاليًا من أي آثار إصابية تشير لحدوث عنف جنائي.
يأتي بيان النيابة بعد أيام من اتهامات عدة أطلقتها جهات ومنظمات سياسية وأفراد من أسرة ”هدهود” لجهاز الأمن الوطني بإخفائه قسريًا قبل وفاته وتعذيبه حتى الموت.
قرر فريق عملنا البحث حول حقيقة بيان النيابة العامة والادعاءات المضادة حول واقعة الوفاة، وهو ما قاد فريق عملنا بالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية للحصول على صور تم التقاطها لجثمان الباحث أيمن هدهود داخل المشرحة يظهر عليها آثار العنف قبل الوفاة.
إذ قمنا بالتحقق من الصور باستخدام برامج كشف التلاعب بالصور، كما عرضنا الصور على خبراء مستقلين أكدوا أن الصور صحيحة ولم يتم التلاعب بها بغرض التزييف.
وبعرض الصور على طبيب مصري سابق بمصحة الطب الشرعي، أكد أن الصور ظهر فيها بوضوح آثار للضرب وكدمات وقرح بالوجه وكسر بالأنف وكسر بالجمجمة.
وهو ما توافق مع تحليل ديريك باوندر، اختصاصي مستقل في الطب الشرعي استعانت به منظمة العفو الدولية لتحليل الصور، والذي أكد إنَّ الصور تظهر علامات على ساعديه والجانب الأيسر من وجهه، مما يشير بقوة إلى أنه تعرض لإصابات عديدة قبل وفاته.
مشيرًا إلى أنّ هذه العلامات لا يمكن تفسيرها بالعمليات الطبيعية التي تحدث عندما تتحلل الأجسام، وهي عبارة عن جروح، وأضاف أنَّ توزيع هذه العلامات يشير بقوة إلى الإيذاء الممنهج المتكرر عندما كان هدهود على قيد الحياة، أي سوء المعاملة/التعذيب.
وأشار إلى أن بعض العلامات التي تظهر على الجثمان على الأرجح ناجمة عن حروق وليس ضرب، فضلًا عن وجود اختلاف بين الندبات الناتجة عن تشريح الجثة والإصابات التي لحقت بجسده قبل وفاته.
كيف بدأت القصة؟
اعتقلت أجهزة الأمن مساء يوم 5 فبراير 2022، الباحث والخبير الاقتصادي أيمن هدهود، 48 عام، فيما تم إخفاءه قسريًا – وفقًا لرواية أسرته – إذ لم يعثروا عليه بأي من مقار الاحتجاز، إلا أن أسرته تلقت اتصالًا هاتفيًا يوم 9 أبريل 2022، يفيد بوفاة ”هدهود“ بمستشفى العباسية للأمراض النفسية.
وأعلنت النيابة العامة يوم 12 أبريل الماضي في بيان توضيحي لها، أنه عقب القبض على ”هدهود“ حاولت النيابة استجوابه في ذات اليوم بتهمة الشروع في السرقة بأحد العقارات بحي الزمالك، ولكن تعذر استجوابه لترديده كلمات غير مفهومة، فتشكلت النيابة في سلامة قواه العقلية وأصدرت أمرًا من المحكمة المختصة بإيداعه أحد المستشفيات الحكومية لإعداد تقرير عن حالته النفسية وتم إحالته إلى مستشفى العباسية.
وأكدت النيابة في بيانها أنها تلقت إخطارًا من مستشفى العباسية يوم 5 مارس 2022 بوفاة ”هدهود“ نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، وأن النيابة ناظرت الجثمان وتبين خلوه من إي إصابات وأنها انتدبت مفتش الصحة لتوقيع الكشف الظاهري وأكد عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.
إلا أن شهادة الوفاة التي تسلمتها أسرة ”هدهود“ خلت من أي ذكر لأسباب الوفاة، وتم إجبار أسرته على دفنه دون صدور شهادة نهائية بسبب الوفاة، فيما أعلنت النيابة مؤخرًا في بيان رسمي أن التقرير النهائي للطب الشرعي ينفي وجود شبهة جنائية في الوفاة.
التعليقات حول هذا المقال