قيس سعيّد لم يعلن “قرار تاريخي” بعد فوزه بفترة رئاسيّة ثانية

وبالتثبّت من توقيت تداول الادّعاء، تبيّن أنّه سبق بالأساس إعلان الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات عن النتائج الأوليّة للانتخابات الرئاسيّة التونسيّة لسنة 2024 يوم 7 أكتوبر 2024، بل استند إلى نتائج سبر آراء ما بعد التصويت أجرته مؤسّسة “سيغما كونساي”، وبثّته بالشراكة مع مؤسسة التلفزة التونسيّة يوم 6 أكتوبر 2024 بعد انتهاء عمليّة الاقتراع، والذّي توقّع تصدّر المرشّح قيس سعيّد الأصوات بنسبة 89.2%، مقابل 6.9% للعياشي زمّال، و3.9% لزهيّر المغزاوي.

وبفتح الرابط للتعرّف عن تفاصيل القرار المزعوم، اكتشفنا أنّ المقال المصاحب لا يتضمّن أيّة تفاصيل بشأن قرار رئاسي مستجدّ، وإنّما يتضمّن تفاصيل تصريحات إعلاميّة لقيس سعيّد من مقرّ حملته الانتخابيّة لـ”القناة الوطنيّة الأولى” التونسيّة عقب الإعلان عن نتائج سبر الآراء المذكور وزيارته لشارع الحبيب بورقيبة، بالإضافة إلى تصريحات مدير حملته الانتخابيّة نوفل سعيّد،  فضلا على تفاصيل تصريحات للمرشّح زهيّر المغزاوي، وبيان لحملة المرشّح العياشي زمّال.

وفي خطوة موالية، بحثنا في الموقع الإلكتروني الرسمي للرئاسة التونسيّة وصفحتها الرسميّة على فيسبوك، فاكتشفنا أنّ قيس سعيّد، رئيس الجمهوريّة المُعاد انتخابه، لم يُعلن عن أيّة قرارات عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات. 

وبمراجعة آخر منشور لرئاسة الجمهوريّة، قبل تداول الشائعة، وجدنا أنّهُ يتعلّق بتوجّه رئيس الجمهوريّة للتصويت في الانتخابات الرئاسيّة يوم 6 أكتوبر 2024، فيما لحقته منشورات أخرى تتعلّق بمكالمة تهنئة من الرئيس الجزائري بتاريخ 7 أكتوبر 2024؛ ثمّ تغطية للقائه برئيس الحكومة، ولكن لم يتمّ الإعلان خلاله عن أيّة قرارات.

واستنادا لكلّ ما سبق تبيّن أنّ الادّعاء هو عنوانٌ “مضلّل” بهدف إثارة المتابعين.

وكانت أعلنت الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات مساء يوم 7 أكتوبر 2024 عن النتائج الأوليّة للانتخابات الرئاسيّة، حيثُ تصدّر قيس سعيّد إجمالي الأصوات بنسبة 90.69%، يليه العياشي زمّال بنسبة 7.35% ثم زهيّر المغزاوي بـ1.97%.

الخلاصة: الادعاء بأنّ الرئيس قيس سعيّد أعلن قرارًا تاريخيًا عقب إعلان فوزه بعهدة رئاسيّة ثانية “مضلّل” إذ لم تُصدر رئاسة الجمهوريّة أيّة قرارات عقب إعلان نتائج الانتخابات.