الادعاء
أعداد غفيرة من اللاجئين قدمت إلى مصر وبصفة خاصة بعد ثورات الربيع العربي وبسبب النزاعات وعدم الاستقرار في بعض البلدان الإفريقية، وبلغ عددهم 9 ملايين لاجئ.
السياق
خلال استقبال "جيليان تريجز" مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
أبرز المعلومات
- أكتوبر 2022.. مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: مصر تستضيف 288 ألفًا و173 لاجئًا.
- 7 أغسطس 2022.. المنظمة الدولية للهجرة: 9 ملايين مهاجر ولاجئ من 133 دولةً في مصر.
- 18 ديسمبر 2021.. الخارجية المصرية: نستضيف 6 ملايين لاجئ ومهاجر.
القصة
الأمم المتحدة: مصر تستضيف نحو 288 ألف لاجئًا.. والمنظمة الدولية للهجرة: 9 ملايين مهاجر ولاجئ.. والخارجية: 6 ملايين لاجئ ومهاجر
تقارير اتهمت مصر بانتهاك حقوق اللاجئين على أراضيها دفعتنا للتحقق من تصريح وزيرة التضامن عن عدد اللاجئين في مصر.. وذلك عبر تتبع بيانات وزارة الخارجية والأمم المتحدة ومنظمة الهجرة
تتبع فريق عمل “تفنيد” تصريح وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، ووجد أنه “غير دقيق”، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية المصرية؛ ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ والمنظمة الدولية للهجرة.
ويذكر بيان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الصادر في أكتوبر 2022، أن مصر تستضيف 288 ألفًا و173 لاجئًا وطالب لجوء من 60 دولةً، وأكدت المفوضية أن حوالي 37% من اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر من الأطفال.
فيما كشفت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرها الصادر في أغسطس 2022، أن العدد الحالي للمهاجرين الدوليين المقيمين في مصر هو 9 ملايين و12 ألفًا و582 مهاجرًا ولاجئًا من 133 دولةً، بينهم المجموعات الكُبرى مثل المهاجرين السودانيين ويبلغون 4 ملايين والسوريون نحو 1.5 مليون واليمنيون مليون والليبيون مليون. وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80% من المهاجرين المقيمين حاليًا في مصر.
الأرقام الصادرة من المنظمة الدولية للهجرة، تكشف خلطًا وقعت فيه وزيرة التضامن الاجتماعي، بين العدد الإجمالي للمهاجرين المقيمين في مصر وعدد اللاجئين.
وفي 18 ديسمبر 2021، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا نُشر على صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، أكدت فيه أن مصر تفخر باستضافة 6 ملايين شخص ما بين لاجئ ومهاجر.
ما الفرق بين اللاجئ والمهاجر؟
اللاجئ:
وفقًا لاتفاقية 1951 بشأن اللاجئين، يُعَرَّف اللاجئ على أنه كل شخص يوجد خارج دولة جنسيته بسبب تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب ترجع إلى عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته أو لم تعد لديه الرغبة في ذلك.
المهاجر
تعرف الأمم المتحدة المهاجر بإنه شخص أقام في دولة أجنبية لأكثر من سنة بغض النظر عن الأسباب سواء كانت طوعية أو كراهية، وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة سواء كانت نظامية أو غير نظامية.
وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجر هو أي شخص يتحرك أو ينتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن الوضع القانوني للشخص وما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، وأسباب الحركة ومدة الإقامة.
اندماج المهاجرين واللاجئين في المجتمع المصري:
أكدت المنظمة الدولية للهجرة من خلال بيانات جمعتها مع السفارات والدراسات أن أكثر من 37% من المهاجرين يعملون في وظائف ثابتة وشركات مستقرة.
وعلى سبيل المثال، يعتبر السوريون الذين يشكلون 17% من أعداد المهاجرين الدوليين في مصر من أفضل الجنسيات التي تساهم بشكل إيجابي في سوق العمل والاقتصاد المصري، ويقدر حجم الأموال التي استثمرها 30 ألف مستثمرًا سوريًا مُسجلًا في مصر بنحو مليار دولار، مما يعكس أهمية تعزيز اندماج المهاجرين لأثره الإيجابي على المجتمعات المُضيفة.
وبالنسبة إلى مدة إقامة المهاجرين في مصر، فإن تقييمًا للمنظمة أظهر أن 60% من المهاجرين الدوليين الذين يعيشون في مصر مندمجون جيدًا في المجتمع لأكثر من 10 سنوات “5.5 ملايين شخص”، مع 6% يعيشون باندماج داخل المجتمع المصري لمدة 15 عامًا أو أكثر.
أوضاع اللاجئين في مصر:
وثّقت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية، في تقرير بتاريخ 24 نوفمبر 2022، انتهاكات جسيمة بحق طالبي اللجوء واللاجئين من قبل السلطات المصرية، تشمل العمل القسري؛ والاعتداء الجسدي؛ في بعض الحالات أثناء المداهمات للتحقق من تصاريح الإقامة أو بعدها؛ والاعتقال التعسفي في ظروف سيئة بأقسام الشرطة المصرية؛ وترحيل طالبي اللجوء إلى بلد قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو التعذيب أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، في انتهاك لمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي.
وذكرت المنظمة أن السلطات المصرية تقاعست عن حماية اللاجئات وطالبات اللجوء المستضعفات من العنف الجنسي المتفشي، بما يشمل التقاعس عن التحقيق في الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
وأصدرت مبادرة حقوق اللاجئين الأفارقة في مصر، بيانًا مصورًا يوم 22 يوليو 2022، موجهًا إلى الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية، طالبت فيه بوضع حد للمظالم التي يتعرض لها اللاجئين، مطالبًا بنقل اللاجئين الأفارقة إلى بلد مضيف آخر؛ وذلك لما يلاقوه من تعسف وانتهاكات.
بالرجوع لبيانات وزارة الخارجية ومفوضية شؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.. اكتشفنا أن تصريح وزيرة التضامن الاجتماعي “غير دقيق” وأنها خلطت بين أعداد المهاجرين واللاجئين
التعليقات حول هذا المقال