القصة
زيادة أعداد مصابي كورونا رغم توفير اللقاحات
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “آخر النهار” المُذاع عبر فضائية “النهار”، يوم الأحد 14 نوفمبر، إن هناك زيادة في أعداد الإصابات بفيروس كوفيد 19، على الرغم من توفير لقاحات كورونا.
مصر لم تكن الدولة الوحيدة التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد المصابين بالفيروس على الرغم من تسارع وتيرة تطعيم مواطنيها باللقاح المضاد لكورونا، إذ صرح هانس كلوغه، المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية، قبلها بـ10 أيام في يوم 4 نوفمبر 2021، بأن القارة العجوز أصبحت مجددًا مركزًا للجائحة.
وأضاف: “الوتيرة الحالية لانتقال العدوى في الدول الثلاث والخمسين في منطقة أوروبا مقلق جدًا، وإذا بقي على المسار نفسه قد تسجل نصف مليون وفاة إضافية جراء كوفيد-19 في المنطقة بحلول فبراير من العام المقبل 2022”.
الأمر بدا أكثر وضوحًا في ألمانيا، إذ أكد هيلجه براون رئيس مكتب المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل في تصريح لشبكة “زي. دي. إف” التلفزيونية العامة الألمانية يوم 12 نوفمبر 2021، إن “الوضع خطير”.
وأضاف: نحن نلاحظ عبئًا هائلًا في المستشفيات في تورينجن وساكسونيا، وهما منطقتان متضررتان جدًا.
استدعى الأمر انتباه فريق عملنا للتحري عن أهمية تلقي اللقاح ما دامت أعداد الإصابات في تصاعد مستمر على الرغم من نسب التلقيح المرتفعة التي وصلت إليها دول أوروبا، إذ طبقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي، تلقى نحو نصف سكان المنطقة الاقتصادية الأوروبية، التي تشمل الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج، جرعتي اللقاح.
وبلغت نسبة تلقي اللقاحات في بلدان جنوب أوروبا نحو 80%، كما تشهد ألمانيا وفرنسا وهولندا زيادة في الإصابات مما يبرز التحدي الذي تواجهه البلدان التي بها معدلات قبول مرتفعة للتطعيم ويقوض آمال استخدام اللقاحات كوسيلة للعودة إلى وضع يقترب من الطبيعي، وسجلت أوروبا زيادة 10% في الوفيات، بالمقارنة مع بقية المناطق التي سجلت انخفاضًا.
إجابة التساؤل وجدها فريق عملنا عند الدكتورة كاثرين أوبراين، رئيسة قسم المناعة بمنظمة الصحة العالمية، إذ قالت إنه من الممكن أن يصاب من حصل على جرعة أو جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بعدوى كوفيد-19، وأنه لا يوجد لقاح في العالم يؤمن حماية من الأمراض بنسبة 100%.
وأضافت “كاثرين” في الحلقة رقم 49 من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تقدمه فيسميتا جوبتا سميث، وتبثه منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، أن اللقاحات المتاحة حاليًا ضد كوفيد هي في الواقع لقاحات فعّالة بشكل لا يصدق.
وأكدت أن نتائج التجارب السريرية كشفت، قدرا من الفعالية بنسب تتراوح ما بين 80 و90%، مما يعني أنها لا توفر حماية بنسبة 100% ضد الأمراض، ولا يوجد لقاح يوفر هذا المستوى من الحماية لأي مرض، لذلك فإنه من المتوقع في أي برنامج لقاح أنه سيكون هناك حالات نادرة بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل أو الذين حصلوا على الجرعة الأولى من لقاح من جرعتين.
وعن الفائدة التي يحصل عليها المُلقح من حصوله على اللقاح ثم إصابته بالمرض، قالت الدكتورة كاثرين أوبراين إن البيانات المتاحة حاليًا حول حالات الإصابة بالعدوى بين من تلقوا اللقاحات تشير إلى أن درجة شدة المرض تكون أقل حدة لدى الأشخاص المُلقحين، مقارنة بالأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم.
وأضافت أن النقطة الثانية هي أن ظهور المزيد من حالات العدوى، بين من تلقوا اللقاح، يرجع جزئيًا إلى أن الناس يتوقفون عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وبنظرة أخرى، أصدرت وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة البريطانية، تحذيرات في 15 نوفمبر 2021، من أن انخفاض المناعة يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، حتى بين الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وتقول البروفيسورة إلينور رايلي، أستاذة المناعة بجامعة إدينبرا إن “هناك دليلا لا بأس به على أن الأجسام المضادة تتضاءل مع مرور الوقت، وهو ما يتسبب في خلل واضح”، وأدى ظهور المتحور “دلتا” إلى تفاقم تخلي الأجسام المضادة عن مواقعها، إذ إنه ينتشر بسرعة أكبر ويدخل أجسامنا بسهولة أكبر وكأن جيشًا جديدًا احتشد أمام أسوار القلعة وجلب معه أسلحة أكثر فتكًا.
والبروفيسور آدام فين الأستاذ بجامعة بريستول وأحد مستشاري الحكومة البريطانية لشؤون اللقاحات يقول: “الحماية التي لديك ضد العدوى تتناقص بسرعة أكبر، لكن الحماية ضد الحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفى أو الوفاة تتناقص بصورة أبطأ، ويزداد احتمال الحاجة إلى العلاج في المستشفى أو حتى الوفاة لدى أشخاص تزيد أعمارهم عن سبعين عاما”.
ولتقييم فعالية أصناف اللقاحات المعتمدة دوليًا، توصلنا إلى خريطة مقارنة بين 3 منها أجرتها صحيفة أمريكية متخصصة في المجال الطبي.
لقاح فايزر:
أظهرت البيانات السريرية الأولية للمرحلة الثالثة لشركة فايزر والتي قُدمت في ديسمبر الماضي، أن لقاحها فعال بنسبة 95%، وبناءً على قياس مدى كفاءته اتضح نجاحه في منع الإصابة بأعراض كورونا لمدة سبعة أيام حتى ستة أشهر بعد الجرعة الثانية.
وكشفت الدراسة عن أن “فايزر” فعال بنسبة 100% في الوقاية من الأمراض الشديدة كما هو محدد من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وفعال بنسبة 95.3% في الوقاية من الأمراض الشديدة على النحو المُحدد من قبل إدارة الغذاء والدواء، لكن دراسة أخرى خفضت رقم الفعالية إلى 84% بعد مرور 6 أشهر على تلقي اللقاح.
لقاح موديرنا:
البيانات السريرية الأولية للمرحلة 3 من موديرنا التي ظهرت في شهر ديسمبر 2020 مشابهة لبيانات شركة فايزر، فأظهر فعالية تصل إلى 95%، لكن تغير هذا الرقم بعد ستة أشهر من التطعيم، إذ ثبت أن لقاح موديرنا فعال بنسبة 90% ضد العدوى وأكثر من 95% ضد تطور حالة خطيرة، وفعال بنسبة 96.3% في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية، وفعاليته ضد الاستشفاء ظلت ثابتة على مدى أربعة أشهر.
لقاح جونسون آند جونسون:
البيانات السريرية الأولية أكدت أن اللقاح يعمل بشكل جيد بنسبة 72% كفعالية إجمالية و86% فعالية ضد الأمراض المتوسطة والشديدة في الولايات المتحدة، وفقًا للتحليلات التي نشرتها إدارة الغذاء والدواء في فبراير في أوائل شهر اكتوبر الماضي.
وذكرت الإدارة أن جرعة معززة أعطيت بعد حوالي شهرين من الأولى زادت الحماية إلى 94% ضد الأمراض المتوسطة والشديدة في الولايات المتحدة، لكن الدراسة الأولى لتقييم اللقاح ضد دلتا في العالم الحقيقي أفادت أن اللقاح فعال بنسبة 71% ضد الاستشفاء و95% ضد الموت.
لقاح أكسفورد أسترازينيكا
بتحديث بيانات الشركة المنتجة للقاح، أظهرت التجارب السريرية أن لقاحها فعال بنسبة 76% في الحد من مخاطر الإصابة بأعراض المرض بعد 15 يومًا أو أكثر من تلقي الجرعتين، و100% ضد المرض الشديد.
وقالت الشركة أيضًا إن اللقاح كان فعالًا بنسبة 85% في الوقاية من كوفيد19 لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وأشارت ورقة بحثية في أوائل فبراير إلى فعالية بنسبة 74.6% ضد متغير ألفا، ومع ذلك فإن اللقاح لم يحمي كذلك من الحالات الخفيفة والمتوسطة لدى الأشخاص المصابين بمتغير بيتا.
وفيما يتعلق بمتغير دلتا، أظهرت دراستان حديثتان، أن التطعيم الكامل بعد جرعتين فعال بنسبة 60% ضد الأمراض المصحوبة بأعراض و93% ضد الاستشفاء.
لقاح نوفافاكس
يعمل اللقاح بفعالية 90% ضد العدوى التي تم تأكيدها مختبريًا والتي تظهر عليها أعراض، و100% ضد المرض المعتدل والشديد في نتائج المرحلة 3 التجريبية الصادرة في بيان الشركة في يونيو.
وتقول الشركة إن اللقاح كان يحمي بنسبة 91% الأشخاص في الفئات السكانية المُعرضة لخطر كبير مثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والذين يعانون من ظروف صحية تزيد من خطر حدوث مضاعفات، وأولئك الذين يتعرضون للفيروس بشكل متكرر.
وتقول نوفافاكس أن اللقاح فعال بنسبة 93% ضد المتغيرات المتداولة في الغالب والمتغيرات ذات الأهمية.
التعليقات حول هذا المقال