القصة
كتب: هايدي سمير
مع تزايد حالات الإصابة بفيروس “جدري القردة” وتصاعد المخاوف من الإصابة به، نفت وزارة الصحة والسكان، عبر منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يوم الجمعة 20 مايو 2022، وجود أي حالات إصابة أو اشتباه بالإصابة بالفيروس في مصر.. فماذا نعرف عنه وعن طرق انتقاله؟
ما هو مرض جدري القردة؟
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الفيروس المتسبب في مرض جدري القردة، هو قريب من الفيروس المسبب للإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للانتقال.
وهو ما ذكرته منظمة الصحة العالمية عبر تقرير نشرته على موقعها الرسمي، وأكدت فيه أن جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، موضحة أنه ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان المصابون بالجدري في الماضي، ولكنه أقل شدّة.
وتم تسجيل واكتشاف جدري القردة بين البشر لأول مرة في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968، وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، أنه من وقتها تم الإبلاغ عن جدري القردة في العديد من بلدان وسط وغرب إفريقيا الأخرى ومنها “الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والجابون، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو، وسيراليون”، مع الإشارة إلى أن غالبية الإصابات تقع في الكونغو.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن معدل الإماتة في الحالات نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها بين الأطفال، مشيرة إلى أن الفئات الأصغر سنًّا هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.
ما هي أعراض الإصابة بالمرض؟
أكدت منظمة الصحة العالمية، أن فترة حضانة جدري القردة وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها تتراوح بين 6 أيام و16 يوماً، ويمكن أيضًا أن تتراوح بين 5 أيام و21 يومًا.
وذكرت أن مرحلة العدوى تنقسم إلى فترتين، الأولى هي مرحلة الغزو وهي تتراوح بين صفر يوم و5 أيام، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.
والفترة الثانية هي فترة ظهور الطفح الجلدي في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى، وتتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية في 70% من الحالات، والأعضاء التناسلية 30%، وملتحمة العين 20%، فضلاً عن قرنيتها “مقلة العين”.
وما يميز جدري القردة عن الأمراض المماثلة، هو إصابة بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح.
ما هو علاج المرض؟
لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وقال هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، إنه غالبا ما يكون جدري القردة مرضًا يحد من نفسه، وسوف يتعافى معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة دون علاج، ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض أكثر حدة، خاصة عند الأطفال الصغار والحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، بحسب ما ذكره موقع الأمم المتحدة يوم 20 مايو 2022.
أين ينتشر جدري القردة؟
بحسب “CDC“، حدثت حالات إصابة بفيروس جدري القرود لدى أشخاص خارج إفريقيا مرتبطة بالسفر الدولي أو الحيوانات المستوردة، بما في ذلك الحالات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسرائيل وسنغافورة والمملكة المتحدة.
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، أن الحالات تنتشر جغرافيًا في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، مضيفًا أنه مع دخول موسم الصيف في المنطقة الأوروبية، ومع التجمعات العامة والمهرجانات والحفلات، أشعر بالقلق من احتمال انتقال العدوى بشكل أسرع، حيث أن الحالات التي يتم الكشف عنها حاليًا هي من بين أولئك الذين يمارسون نشاطًا جنسيًا، وبخاصة الأعراض غير مألوفة للكثيرين.
وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها نشر عبر موقع “سي إن إن“، أن حالات التفشي الأخيرة لهذا الفيروس التي رُصدت في 11 دولةً، تعتبر غير مألوفة لأنها اكتشفت في دول “غير موبوءة”، مشيرة إلى أن العالم سجل نحو 80 حالة حتى الآن، و50 أخرى تخضع للتدقيق.
التعليقات حول هذا المقال