البلد
: مصرالادعاء
مصر صاحبة أقدم حضارة عرفها التاريخ الإنساني، والتي تمتد جذورها لأكثر من سبعة آلاف عام، تمتلك نحو ثلث آثار العالم المنتشرة في ربوعها المختلفة، مما يجعلها مركزًا عالميًّا للتراث الإنساني ومصدر إلهام للشعوب كافة.

أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلل"، حيث لا تمتلك مصر ثلث آثار العالم، ويوجد بها 7 مواقع أثرية فقط، من بين 1248 موقعًا أثريًا تضمها قائمة التراث العالمي.
القصة
لم يكن التصريح هو الأول من نوع، إذ أطلق عدد كبير من المسؤولين تصريحات مشابهة بشأن امتلاك مصر ثلث آثار العالم، وكانت آخرها في فبراير 2025، والتي ذكرها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري.
تتبع فريق “تفنيد” تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن وجود ثلث آثار العالم في مصر، خلال بيان رسمي بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، يوم 28 أكتوبر 2025، ووجد أنه “مضلل”، وفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار، وتصريحات مسؤولين متخصصين في الآثار.
وأكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وعالم المصريات، في فبراير 2021، خلال مُداخلة ببرنامج “هذا الصباح”، المذاع عبر فضائية “extra news“، أن مصر لا يوجد بها ثُلث آثار العالم، ولكنها تمتلك أهم آثار العالم، موضحًا أن هناك بلادًا كثيرة فيها آثار أكثر من مصر”.
في أكتوبر 2018، قال في حوار عبر برنامج “الحياة اليوم“، عبر فضائية “الحياة”: إحنا معندناش أكتر آثـار العالم، الأقصر فيها تلت آثـار الدنيا، جملة غلط، الأقصر مفيهاش تلت آثـار الدنيا، أنت عارف أن الصين فيها آثار قدنا 10 مرات، لكن احنا عندنا أهم آثار الدنيا، والأقصر أهم مدينة في الدنيا، لكن مفيهاش تلت آثار العالم”.
كما نفى أيضًا الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق، خلال حواره في برنامج “90 دقيقة”، والمذاع عبر قناة “المحور”، يوم 27 أغسطس 2014، امتلاك مصر ثلث آثار العالم، فقال: “عبارة ثلث آثار العالم هي العبارة شوية فيها نوع من المبالغة، إحنا عندنا أكبر كم من الآثار في العالم، وأغنى دولة في الآثـار في العالم، أما حكاية تلت دي، عند حضرتك آثار الصين، والهند، وفينيقيا، واليونان، ورومانيا، والعراق، وإسبانيا، والمغرب”.
وكشفت وزارة السياحة والآثار، في 18 أبريل 2024، أن مصر تمتلك 7 مواقع مُسجلة في قائمة اليونسكو للتُراث العالمي، منها 6 مواقع تراث ثقافي، وذلك عبر بيانٍ على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، وهو ما ذكرته في بيان آخر يوم 25 يناير 2020.
وأوضحت أن المواقع هي مدينة طيبة القديمة “الأقصر”، ودير سانت كاترين بجنوب سيناء، ومعابد النوبة من أبي سمبل إلى فيلة، وجبّانة ممفيس من منطقة أهرامات الجيزة إلى دهشور، ومنطقة أبو مينا بالإسكندرية، والقاهرة التاريخية، بالإضافة إلى موقع واحد للتراث الطبيعي وهو وادي الحيتان.
وبالرجوع إلى اتفاقية التُراث العالمي “اليونسكو“، أكدت البيانات الخاصة بمصر ما ذكرته وزارة الآثار بالتواريخ، إذ سُجل موقع أبو مينا في قائمة التُراث العالمي في عام 1979، والقاهرة الإسلامية في عام 1997، ومدينة طيبة القديمة ومقبرتها في عام 1979، ومعالم النوبة من أبي سمبل إلى فيلة في عام 1979، وممفيس ومقبرتها ومنطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور في عام 1979، ومنطقة القديسة كاترين في عام 2002، والموقع الطبيعي وادي الحيتان في عام 2005.
وأوضحت “اليونسكو” أن عدد المواقع المُسجلة في قائمة التُراث العالمي بين “ثقافي، ومختلط، وطبيعي” 1248 موقعًا، منها 580 موقعًا في أوربا وأمريكا الشمالية بنسبة 46.47%، و306 مواقع في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 24.52%.
وبحسب الموقع الألماني “Statista” والمختص بالإحصاءات العالمية، حتى 16 يوليو 2025، فإن إيطاليا تأتي في المرتبة الأولى كأكثر الدول التي تمتلك مواقع أثرية والمسجلة في قائمة التراث العالمية بـ61 موقعًا، تليها الصين في المركز الثاني بـ60 موقعًا، وألمانيا في المركز الثالث بـ55 موقعًا، وفرنسا رابعًا بـ54 موقعًا، وإسبانيا خامسًا بـ50 موقعًا، والهند سادسًا بـ44 موقعًا، والمكسيك سابعًا بـ36 موقعًا، والمملكة المُتحدة البريطانية ثامنًا بـ35 موقعًا، وروسيا تاسعًا بـ33 موقعًا، وإيران في المركز العاشر بـ29 موقعًا أثريًا.

الخلاصة: الادعاء بأن مصر تمتلك ثلث آثار العالم “مضلل”، إذ لا يوجد أي توثيق لذلك سواء في البيانات الرسمية المحلية أو الدولية، وتمتلك مصر 7 مواقع أثرية فقط من بين 1248 موقعًا أثريًا تضمها قائمة التراث العالمي.
التعليقات حول هذا المقال