البلد
: مصرالادعاء
مصر سادس دولة في العالم في البحث الدوائي
أبرز المعلومات
- التصريح "غير صحيح"، إذ لم تحتل مصر المركز السادس عالميًا في أي مؤشر يخص البحث الدوائي عالميًا، بل احتلت المركز 86 في مؤشر الابتكار العالمي، والـ35 في الإنفاق على البحث العلمي والتطوير، والـ24 في النشر العلمي في كل المجالات، وحصلت مجلة بحثية لجامعة القاهرة على المركز السابع عالميًا عام 2022 في مؤشر موقع أمريكي خاص بنشر الأبحاث، وكانت المجلة بالمركز السادس عام 2017
القصة
تتبع فريق “تفنيد” تصريح وكيل لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، والذي أطلقه خلال حضوره في برنامج “على مسؤوليتي” على فضائية “صدى البلد”، بتاريخ 25 ديسمبر 2023، بشأن ترتيب مصر في البحث الدوائي على مستوى العالم، واتضح أنه “غير صحيح” وفقًا لمؤشر “نيتشر”؛ ومؤشر “Scimago”؛ وبيانات أكاديمية البحث العلمي؛ وجامعة القاهرة.
انطلقنا أولاً بالبحث عن تقييم البحث الدوائي، فلم نجد مؤشرًا تحت هذا الاسم، كما لم نجد الإنجاز الذي أعلنه المدعي منشورًا في البيانات الرسمية الحكومية المصرية، ولكن وجدنا مؤشرات أخرى هامة تشمل مجال الطب والدواء.
مؤشر الابتكار العالمي:
يقيس هذا المؤشر تطور اقتصادات العالم من حيث الاستثمار في البحث والتطوير وتحويل تلك الاستثمارات إلى تأثير على أرض الواقع، ووجدنا أن مصر حصلت في تقرير هذا المؤشر لعام 2022 على المركز الـ89 من 132 دولة، وصعدت للمركز 86 في تقرير عام 2023.
وتوافق التقرير مع إعلان أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في أكتوبر 2023 عن شغلها المرتبة 55 في مؤشر البحوث والتطوير الفرعي وفقاً لتقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023.
مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير:
وفي ديسمبر 2022 أعلن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ حصول مصر على المرتبة 35 عالميًّا في نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الدخل القومي من بين 86 دولة، والمرتبة الثانية عربيًّا، والمرتبة الأولى أفريقيًّا، وذلك وفقًا لتقرير موقع “TheGlobalEconomy”.
وينص الدستور المصري المعدل عام 2019 في مادته 23، على تخصيص 1% من الناتج القومي للإنفاق على البحث العلمي.
مؤشر النشر العلمي:
وأعلن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ حصول مصر على المركز الـ24 عالميًا في مؤشر النشر العلمي “Scimago”.
وبالرجوع إلى موقع المؤشر “Scimago” تأكدنا أن مصر أحرزت تقدمًا لتصل إلى المركز 24 في تقرير 2022، مقابل المركز 26 في تقرير 2021 نتيجة نشر عدد أكبر من الأبحاث العلمية في مختلف المجالات وليس الدوائي فقط.
وبتعميق البحـث على المؤشر ذاته عن ترتيب الدول باختيار المجالات الطبية على حدا؛ وجدنا أن مصر الـ11 في نشر أبحاث في علم الأحياء الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية، والمركز 15 في نشر أبحاث الكيمياء التحليلية، والـ20 في الكيمياء الحيوية الطبية، والـ30 في البحث في أدوية القلب والأوعية الدموية، والـ20 في مكملات الدواء، والـ31 في أدوية العناية المركزة، والـ19 في الكيمياء الحيوية السريرية.
وبعدها، انتقلنا للاستعانة بمؤشر عالمي آخر للنشر العلمي ووجدنا مؤشر الطبيعة “نيتشر”، واتضح أن مصر ليست من الدول العشرة المهيمنة على النشر العالمي في مجال العلوم الصحية، إذ هيمنت الولايات المتحدة على النشر العالمي للعلوم الصحية في الجداول السنوية للمؤشر لعام 2022 ويليها الصين وألمانيا والمملكة المتحدة.
وتفوقت الصين على مستوى العالم في إنتاج العلوم الطبيعية وعلى الولايات المتحدة أكبر منافسيها، نتيجة الاستثمارات الحكومية والصناعية الكبرى في عام 2022.
كل ما سبق يؤكد احتلال مصر مراكز في عدد من التصنيفات العالمية لنشر البحوث التطبيقية في عدة مجالات وليس الدوائي فقط، وأنها ليست من ضمن أفضل عشر دول تقوم بالبحث فيما يتعلق بالدواء.
سبب تصريح المدعي:
عمقنا البـحث أكثر لمعرفة سبب تصريح المدعي بأن مصر حصلت على المركز السادس في البحـث العلمي الدوائي، فوجدنا تصريحًا آخر للدكتور محيي حافظ، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات وغرفة صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والمستلزمات الطبية، في حوار له على قناة المحور في نوفمبر 2022، أكد خلاله أن مصر من إحدى أفضل 10 دول في العالم في إنتاج البحث العلمي الدوائي التطبيقي.
واتضح بالبـحث، أن ما يتحدث عنه المدعي وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات هو مكانة مجلة بحثية مصرية تدعى “JAR” أو “Journal of Advanced Research”، وهي مجلة دولية متخصصة في العلوم الطبيعية والتطبيقية وتنشر البحوث الفنية من جميع التخصصات، والمجلة العلمية الرسمية لجامعة القاهرة.
واحتلت المجلة، المركز السادس على مستوى المجلات العلمية في العالم عام 2017 في تصنيف موقع كلاريفيت الأمريكي للنشر والاقتباسات، وحسب بيان نشرته جامعة القاهرة في يوليو 2023 احتلت المجلة المركز السابع عالميًا لعام 2022 وفق المؤشر الأمريكي كلاريفيت.
ما هو موقع كلاريفيت:
هو موقع أمريكي يطلق مؤشرًا لتقييم المجلات العلمية والأبحاث المنشورة، حسب نسبة اقتباس تلك البحوث في بحوث الآخرين، بحيث إنه كلما زادت نسبة الاقتباس كلما اعتبر ذلك زيادة في تأثير الباحث.
وأطلقت الشركة الأمريكية كلاريفيت مؤشر الاقتباس العربي (ARCI) عام 2020، وهو أول فهرس استشهاد باللغة العربية، ويتم تمويل ARCI من قبل الحكومة المصرية، وهو متاح عبر مجتمع البـحث بأكمله في مصر.
ما هو الفرق بين البحث العلمي الأصلي والبحث العلمي التطبيقي:
البـحث العلمي النظري أو الأصلي يتم إجراؤه من أجل الحصول على معلومات جديدة، بينما البحث العلمي التطبيقي يتم من خلاله إيجاد حلول لمشكلة أو ظاهرة معينة بالاعتماد على نظريات البـحث الأساسي.
التعليقات حول هذا المقال