كيف نفهم “تضارب” إعلان المسؤولية العراقي السوري عن مقتل الداعشي “النمراوي”؟

البلد

القصة

كتب: علي الأعرجي

في 28 مارس 2024، نشر اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، بيانًا، معلنًا فيه مقتل سمير خضر شريف النمراوي، القيادي في تنظيم “داعش”، في عملية نوعية على الحدود العراقية السورية.

وجاء في البيان، أنه “بمتابعة استخبارية دقيقة ومستمرة وناجحة ونضج أمني عالي المستوى لأجهزتنا الأمنية والاستخبارية، وبتنسيق ومتابعة مع قيادة العمليات المشتركة، وبعملية نوعية وقوة مشتركة، تم قتل الإرهابي سمير خضر شريف شيحان النمراوي، المسؤول عن عمليات نقل الإرهابيين والأسلحة والمعدات والمتفجرات بين العراق وسوريا”.

وبالبحث عن الموضوع، اكتشف فريق “تفنيد”، أنه في 24 مارس 2024، وقبل 4 أيام من بيان قيادة العمليات المشتركة، كانت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وهي مجموعة كردية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنت أن قواتها قتلت سمير النمراوي، بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي (القوات الأمريكية)، في مركز مدينة الرقة شمال سوريا، ونشرت صورة للقتيل وكذلك صورة للمضبوطات بحوزته، من أسلحة وأموال وهواتف ذكية، حيث تضمن بيان “قسد” تفاصيل أكثر عن نوع وعدد المضبوطات وموقع العملية، وصور أكثر عن العملية، مقارنة بما جاء في بيان الجانب العراقي.

تواصل فريق “تفنيد” مع المدعي، وسأله عن سبب “التضارب” بين ادعاء مقتله على يد القوات العراقية أو تبنّي قوات قسد العملية، فضلا عن اختلاف موقع العملية، حيث إن الرقة مدينة تقع شمالي سوريا وفي العمق السوري وبعيدة جدًا عن الحدود العراقية.

وأجابنا الخفاجي بسؤال، هل نشرت قوات “قسد” صور عن العملية؟، وأجبناه بنعم نشرت صورًا للقتيل وكذلك للمضبوطات، على عكس بيان القوات العراقية التي نشرت صورة للقتيل فقط، فأجاب: “ليس لدينا ما نقوله أكثر من البيان، وهو واضح وقلنا بجهد استخباري كبير ومميز تمت العملية”.

سألناه: “هل يعني هذا أن القوات العراقية ساهمت بجهد استخباري فقط وليس قوة عراقية شاركت بالعملية كما يقول البيان؟”، فأجاب: “هذا جزء من عمل أمني واستخباري كبير، ولا نستطيع كشف المعلومات”.

وعندما سألناه عن مكان الجثة، وما إذا كانت لدى القوات العراقية، لكنه رفض الإجابة، فسألناه: “قوات قسد تقول إن العملية في الرقة وليست على الحدود العراقية كما يقول البيان العراقي، هل تنفون ادعاء قسد؟، أجاب: “لا ننفي، وهذه تفاصيل أمنية واستخبارية لا نستطيع التعليق عليها”.

المصادر