المدعي
الادعاء
السبّاح التونسي نجيب بالهادي يحطم رقمًا قياسيًا جديدًا بعد قطعه لمسافة 155 كم من السباحة دون توقف.
السياق
عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"
أبرز المعلومات
- وزارة الشباب والرياضة: السباح "نجيب بلهادي" قطع مسافة 155 كلم دون توقف
- نجيب بلهادي: توقفت وصعدت على متن الباخرة في بعض المراحل لتعاطي الدواء
- وزارة الشباب والرياضة: سنقوم بالتثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية وإفادة الرأي العام
- منظمة السباحة العالمية: لم نصادق على سباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس
القصة
ما هي حقيقة منشورات وزارة الرياضة التونسية عن السباح نجيب بلهادي؟
كتبت: ريمان بارود
نشرت وزارة الشباب والرياضة بيانًا عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، لتهنئة السباح نجيب بلهادي لتحقيقه رقم قياسي جديد، بقطعه مسافة 155 كلم بدون توقف، وذلك يوم 19 يونيو 2022.
إلا أن وزارة الشباب بعد ساعات قليلة من النشر، قامت بحذف المنشور، وذلك بعد حالة من الجدل والتشكيك الذي رافق هذه التدوينة، لتقوم الوزراة بنشر منشورًا أخر تقول فيه: ” تبعا للتشكيك الذي يحوم حول صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد سباحة حرة، الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي من عدمه، ستتولى مصالح وزارة الشباب والرياضة التثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية وافادة الرأي العام.”
وكان من أوائل المشككين في صحة المعلومات، أسامة الملّولي وهو لاعب السباحة الأولمبي، إذ نشر ” الملّولي” تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك”، قال فيها “أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية وبصمة عار على السباحة التونسية.”
بعد هذا التشكيك الكبير والجدل الحاصل حول تحقيق السباح بلهادي على رقم قياسي جديد، توقف فريق عمل “تفنيد” أمام ما نشرته وزارة الشباب الرياضة والذي قامت بحذفه فيما بعد، بالبحث والتحري وتبين لنا أنها تصريحات “مُضللة”.
ففي البداية، قالت وزارة الشباب والرياضة أن نجيب لهادي قطع المسافة 155 كلم دون توقف، إلا أن السباح بلهادي صرّح في حوار مع إذاعة موزاييك اف ام في برنامج “Recap sport”، أن هناك حالات استثنائية تطلب منه أن يتوقف بعض الوقت ويستريح تبعاً لقواعد الاشتباك.
وقال أيضاً في تصريح لموقع “حقائق أونلاين” إن هناك سوء فهم لطبيعة هذا الرهان، مبرزاً أن الرهان تم على مرحلة واحدة تخللتها بعض فترات الراحة على متن الباخرة طبقا لقواعد الاشتباك مع البحر”.
وأضاف “صعدت على متن الباخرة في بعض المراحل لتعاطي الدواء ولتجنب أي حادث قد يحصل بسبب تعكر المناخ وكثافة الضباب أحيانا”.
ولمزيد من التحري والتدقيق، عدنا إلى منشور وزارة الشباب والرياضة، فوجدنا أن المنشور أشار إلى أن السباح انطلق من سواحل ايطاليا، إلا أن السباح بلهادي أوضح في تصريح لموزاييك أنه انطلق من الحدود الإيطالية التونسية، وأنه لم يدخل إلى ايطاليا ولم ينطلق من داخلها، مما يعني هناك تضارب في المعلومات التي قدمها السباح و ما نشرته الوزارة، فقد صرّح أيضاً أنه قطع المسافة في 3 أيام في حين الوزارة قالت أنه قطع المسافة في 4 أيام.
وفي إطار الرد على موجة التشكيك التي طالت السباح نجيب بلهادي قال في حواره مع إذاعة موزاييك اف ام في برنامج “Recap sport”، أن المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة تشرف على هذه البطولة.
رد المنظمة العالمية للسباحة:
من جهتها، نفت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة WOWSA في بيان صحفي صادر يوم الثلاثاء 21 يونيو 2022، ما صرّح به السباح التونسي، وقالت أن الحصول على تصديق من الاتحاد العالمي للسباحة في المياه المفتوحة يجب أن يخضع لمجموعة من القواعد واللوائح المنظمة، كما أكّدت أنها لم تساعد في التخطيط المسبق للسباحة ولم تصادق على سباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس.
وأفادت أنّها لم تتلقى حتى مساء يوم الأحد تقرير التصديق بعد السباحة أو تقرير المراقب حول قطع السباح التونسي نجيب بلهادي مسافة 155 كيلومتراً من بانتليريا الإيطالية إلى مدينة الحمامات.
اشتراطات المنظمة العالمية للسباحة:
تعتبر المنظمة العالمية للسباحة في المياه واحدة من أهم المنظمات والمؤسسات المتعلقة بالسباحة الماراثونية، ولديها مجموعة من المعايير والاشتراطات الواضحة من أجل التصديق على بيانات تتبع أي إنجاز يتعلق بالسباحة في المياه، كما يعتبر من اللازم ضمن قواعدها وجود بيانات أصلية و أولية من جهاز تتبع GPS مثل SPOT Tracker أو ساعة GPS أو تطبيق الهاتف الذكي، كما توصي WOWSA باستخدام جهازي تتبع على الأقل في الوقت ذاته تحسبا لحدوث عطل في أحد الجهازين.
وتجدر الإشارة إلى أنه، حتى يومنا هذا 23 يونيو 2022 وبعد مرور ثلاثة أيام منذ أن كتبت وزارة الشباب والرياضة منشورًا عبر صفحتها الرسمية، قالت فيه أنها ستتحقق فيما نشر حول عدم مصداقية الإنجاز المنسوب للسباح “نجيب بلهادي” لم تنشر الوزارة أي تفاصيل جديدة حول ما توصلت إليه تحقيقاتها حتى الآن.
بحثنا في منشورات وزارة الرياضة والشباب التونسية، وفي تصريحات السباح نجيب بلهادي، وتصريحات السباح الأولمبي أسامي الملولي، وكذلك في بيان منظمة السباحة العالمية.. فتبين أن الادعاء “مضلل”.. إذ أن السباح لم يقطع المسافة دون توقف، كما أن هناك تضارب في المدة التي استغرقها لقطع المسافة كاملة، بالإضافة إلى بيان منظمة الصحة التي نفت أنها أشرفت على هذه البطولة.
التعليقات حول هذا المقال