هل تخشى التغيرات المناخية؟ نروي لك قصة تغير المناخ على مدار 3 عقود (قصة مدفوعة بالبيانات)

كتب: إبراهيم هلال ومحمد طلبة

حريق بغابة أنجيليس، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 21 سبتمبر 2020
دمار نتيجة السيول بمدينة راين ارفت، بألمانيا، 16 يوليو 2021
جفاف نهر اليانغتسي، بالصين، صيف 2022

كثبان رملية صفراء سيطرت عل المشهد حول بحيرة فاغوين شمالي ”مالي“ في سبعينات القرن الماضي، بدلًا من مساحات من الأراضي الزراعية الخصبة التي ترعرعت هناك لعقود، بعد أن تأثرت البحيرة العذبة هناك بالتغيرات المناخية، وتعرضت المنطقة للتصحر، فأصبح آلاف الأشخاص هناك يعتمدون في الزراعة والشرب على الأمطار الموسمية التي تستمر فقط بين يوليو إلى سبتمبر.

المشهد في مالي لم يكن ظرفًا بيئيًا خاصًا، ولم يتوقف التصحر منذ ذلك الوقت، إذ تنامى التصحر حول العالم بشكل كبير، نتيجة التغيرات المناخية، فجفت الكثير من الأنهار والبحيرات العذبة، ما أثر بشكل سلبي على قدرة العالم على الإنتاج الزراعي، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من أزمة جوع في طور التفاقم.

التصحر والجفاف لم يتركز فقط في أفريقيا، إذ أظهرت تقارير إعلامية حالات جفاف واسعة أصابت الأنهار بأوروبا وآسيا، وهو ما ينعكس على تقرير برنامج الأغذية العالمي الذي أشار إلى خطر مجاعة يحدق بـ 12 مليون سوري، حيث باتت سوريا ضمن تسعة بلدان معرضة لخطر شديد جراء الأحداث المناخية، وتتربع كثالث أعلى معدل لخطر الجفاف. 

التصحر والجفاف لم يكن الأثر السلبي الوحيد للتغيرات المناخية، فلقد شهد العالم على مدار السنوات الماضية موجة من الحرائق الصيفية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار والذي بات يهدد الحياة في العديد من الدول حوال العالم.

وبالتزامن مع قمة المناخ السابعة والعشرون في مصر، نحاول أن نلخص إجابة سؤالين هم الأهم.. ما الذي أدى لإضراب المناخ؟ وماذا يفعل العالم لمواجهة ذلك؟ 

ترمومتر الأرض

تحدث التغييرات المناخية بفعل التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وهي تحولات طبيعية كانت تحدث بمعدل بطيء ضمن عدة ظواهر طبيعية مثل التغيرات في الدورة الشمسية على سبيل المثال. لكن، ومنذ القرن التاسع عشر، أصبح البشر ونشاطهم الصناعي والزراعي والتكنولوجي، هو المسبب الرئيسي لتغير المناخ، من خلال حرق الوقود وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

الثورة الصناعية التي أنتجتها البشرية اعتمدت على حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والبترول والغاز، لينتج ما يسمى بالغازات الدفيئة، التي تُكون انبعاثاتها ما يشابه طبقة تحيط بالكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ومن ثم رفع درجة حرارة الكوكب.
هذه الغازات التي تسبب انبعاثاتها رفع درجة الحرارة وتغير المناخ تشمل غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، وتنتج هذه الغازات عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني، كما أنها تنتج من العمليات الصناعية بجانب الزراعة وعمليات إنتاج الغذاء.
فقد يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، كما تنبعث هذه الغازات بشدة من مدافن القمامة التي تعتبر المصدر الرئيسي لغاز الميثان، هذه القمامة تنتج من الاستهلاك الذي أصبح متزايدا بشكل ملحوظ على مدار القرن الماضي، ويقوم عليه النظام الاقتصادي العالمي كله.

 

تسببت الولايات المتحدة الأمريكية في الحجم الأكبر من الانبعاثات لفترة طويل، ومثلت أوروبا دور الوصيف في تلك الفترة من حيث حجم الانبعاثات، إلى أن بدأت الصين تنافس على الوصافة منذ عام 1995، مع توجه العالم نحو سياسات تحد من الانبعاثات، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تخفيض انبعاثاتها، إلا أن الصين استمرت في منحنى تصاعدي من حيث الانبعاثات لتصبح في صدارة دول العالم عام 2004 من حيث الانبعاثات.
وعلى الرغم من التراجع الكبير في حجم الانبعاثات لكافة بلدان العالم إلا أن الصين تسير بمعدل تصاعدي كبير.

جهود محدودة

يقوم مؤشر أداء تغير المناخ، التابع لمؤسسة GERMAN WATCH  بتقييم أداء حماية المناخ في 60 دولة والاتحاد الأوروبي، والتي تمثل مجتمعة 92% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، في أربع محاور هى: انبعاثات غازات الدفيئة، والطاقة المتجددة، واستخدام الطاقة، وسياسة المناخ.

وبحسب المؤشر لا تزال التزامات البلدان بموجب اتفاقية باريس غير كافية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحد أقصى 1.5 درجة مئوية، وهناك حاجة ماسة إلى إجراءات مناخية أكثر طموحا.

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

أضف قائمة تشغيل جديدة

إشترك الآن ليصلكم جديد الأخبار

إشترك الآن في القائمة البريدية

إحصل علي جديد الأخبار