البلد
: العراقالقصة
كتب: علي الأعرجي
مع تصاعد الأحاديث في الأوساط الشعبية والإعلامية بالعراق، عن تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن النفط العراقي والتوجه إلى النفط الكندي، وانخفاض استيرادات أمريكا من 70 ألف برميلًا إلى 3 آلاف برميل يوميًا فقط، فيما انشغلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بمناقشة كيف سيؤثر ذلك على الإيرادات العراقية وفقدان حصصه في الأسواق النفطية العالمية.
وجاءت هذه الأحاديث بعد أن نشرت وكالة بلومبرغ في 24 يونيو 2024، تقريرا بناء على بيانات منصة فورتيكسا العالمية المختصة بتتبع شحنات النفط، أشارت إلى “توقعات” بانخفاض واردات واشنطن وكاليفورنيا من النفط الثقيل العراقي إلى 3587 برميلاً يومياً في يونيو، انخفاضا من 76 ألف برميلًا في مايو الماضي، نتيجة توجه مصافي الساحل الغربي لأمريكا إلى استيراد النفط الكندي الأرخص بعد توسعة خط “ترانس ماونتن”.
وبتتبع بيانات “فورتيكسا”، اتضح أن البيانات كانت تشير إلى “توقعات”، ولم تنخفض الاستيرادات بالفعل بهذا الحجم أو النسبة التي تبلغ حوالي 96%.
تتبع فريق “تفنيد” بيانات الاستيراد الأمريكي للنفط الخام العراقي لشهر يونيو، لمقارنته بالأشهر السابقة، للتوصل إلى مدى تطابق ما يحدث في الواقع مع المخاوف والتحذيرات والأرقام التي تنشغل بها وسائل الإعلام العراقية.
وتعطي بيانات استيراد الولايات المتحدة للنفط الخام العراقي، معدل الاستيراد اليومي بشكل أسبوعي، أي من الجمعة إلى الجمعة.
على سبيل المثال في الأسبوع الأول من يونيو الماضي، استوردت أمريكا 228 ألف برميلًا يوميًا، وفي الأسبوع الثاني انخفض إلى 164 ألف برميلًا يوميًا، ولكنه ارتفع في الأسبوع الثالث إلى 195 ألف برميلًا يوميًا، وفي الأسبوع الرابع (حتى 28 يونيو) بلغ الاستيراد 191 ألف برميلًا يوميًا.
قارن “تفنيد” هذه الأرقام بنظيرتها في شهر مايو، فوجدنا أنه في الأسبوع الأول (من 26 أبريل إلى 3 مايو) استوردت أمريكا 326 ألف برميلًا يوميًا، وفي الأسبوع الثاني (حتى 10 مايو) استوردت 123 ألف برميلًا يوميًا، وفي الأسبوع الثالث استوردت 239 ألف برميلًا يوميًا، والرابع 233 ألف برميلًا يوميًا، والخامس (حتى 31 مايو) استوردت 126 ألف برميلًا يوميًا.
وعموما فإنه خلال شهر يونيو وحتى 28 من الشهر، استوردت الولايات المتحدة حوالي 780 ألف برميلًا، فيما استوردت في الأشهر مايو وأبريل أكثر من مليون برميل، وفي مارس أكثر من 800 ألف برميل، وفي فبراير أكثر من 500 ألف برميل، وفي يناير أكثر من 600 ألف برميل، أي أن الانخفاض والارتفاع سياق ثابت في الاستيرادات الأمريكية من النفط العراقي.
ومن المتوقع أن ترتفع حصة استيرادات شهر يونيو، مع نزول بيانات الأسبوع الأخير من الشهر بين 28 يونيو و5 يوليو.
ما يعني عدم تحقق الانخفاض الذي توقعته التقارير الاقتصادية المختصة لاستيرادات واشنطن ونيويورك من 70 ألف برميلًا إلى 3 آلاف برميل يوميًا فقط.
الخلاصة: الادعاء بتخلي أمريكا عن النفط العراقي وانخفاض الاستيرادات 96% “غير صحيح”، حيث ظل الارتفاع والانخفاض سياقًا ثابتًا لتذبذب تلك الاستيرادات.
التعليقات حول هذا المقال