هل تغادر شركات الأدوية تونس؟ تضارب في التصريحات الرسمية

الادعاء

 شركتي أدوية أوقفا أعمالهما في تونس وشركة ثالثة تغادر نهائيًا.

السياق

خلال مشاركته في برنامجexpresso .

أبرز المعلومات

• رئيس غرفة صناعة الأدوية: 3 شركات أدوية تعلن مغادرة تونس وشركة رابعة لم تؤكد المغادرة.
• 28 أكتوبر 2022.. المكلف بإدارة الصيدلة: لم نسجل خروج أي شركة أدوية من تونس.
• 25 أكتوبر 2022.. وزير الصحة: ما يقلق في مغادرة شركتي الأدوية هو عدم تحديد توقيت رجوعهما.
• لا وجود لأي بيان أو خبر في مواقع الشركات الـ3 حول مغادرتهم لتونس.

القصة

رئيس صناعة الأدوية: 3 شركات تغادر تونس وشركة رابعة لم تؤكد المغادرة.. ومكلف الصيدلة: لم نسجل خروج أي شركة

أمين زغدودي يقول إن شركتي أدوية أوقفتا أعمالهما في تونس وشركة ثالثة تغادر البلاد.. ومع اشتداد أزمة نقص الأدوية ومعاناة التونسيين من الأزمة قررنا التحري

صرح أمين زعدودي، رئيس نقابة شركات الأدوية المتجددة والبحوث في تونس، بإن شركتان للأدوية أوقفا أعمالهما واستثمارهما في تونس، وشركة ثالثة ستغادر البلاد كليًا، موضحًا أن إيقاف الاستثمار يعني أنه لن يبقى من الشركتين إلا فرعًا صغيرًا فيه بعض العاملين فيما ستتوقف باقي أنشطتها في البلاد، وذلك في تصريح خلال مشاركته في برنامج expresso على موجات إذاعة express fm  التونسية الخاصة.

وسبق أن كرر “الزغدودي” إدعاءً مشابهًا يوم 28 أكتوبر 2022، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء “وات”، تناقلته وسائل الإعلام التونسية، حيث أكد أن 3 شركات أدوية عالمية قررت عدم مواصلة الاستثمار في تونس، وذلك خلال الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر 2022، مضيفًا أن شركات أخرى تهدد بالمغادرة في الأسابيع المقبلة.

وظهرت أهمية التحقق من التصريح، في ظل ما يعانيه المواطن التونسي من أزمة نقص الأدوية، وهو ما سيتضاعف حال مغادرة شركات الأدوية الثلاثة لتونس.

توقف فريق عمل “تفنيد” بالتحري والبحث عن تصريح أمين زغدودي، وتبيّن أنه “متضارب” مع تصريح وزير الصحة، وتصريح المكلف بالإدارة العامة للصيدلة، ورئيس الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية.

بدأنا التحقق من تصريح “الزغدودي” من البرنامج الذي أطلقه خلاله، إذ وجه مقدم البرنامج سؤالًا له عن مدى صحة خبر مغادرة شركات أدوية لتونس، بصفته مديرًا لإحدى المؤسسات العازمة على مغادرة تونس، الأمر الذي أكده الزغدودي قائلا: “أن المؤسسة التي يمثلها ستغادر تونس بداية من 31 ديستمبر 2022”.

بحثنا في موقع linked in عن الحساب الرسمي لأمين الزغدودي ووجدنا أنه يذكر في بياناته أنه المدير العام لشركة novartis.

رئيس الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية: 

تقدمنا بالبحث أكثر حيث عثرنا على تصريح لرئيس الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية طارق الحمامي تحدث فيه عن تأثر تونس وفقدانها بعض مواطن الشغل نتيجة إعلان ثلاثة شركات مغادرتها، فيما يمكن الحديث عن شركة رابعة لم يتأكد خبر مغادرتها بعد، وفقًا لما جاء في مداخلته الهاتفية في برنامج “صباح الناس” في إذاعة “موزاييك اف ام” التونسية الخاصة يوم 25 أكتوبر 2022.

وزير الصحة: 

ومن جهته صرح علي مرابط وزير الصحة التونسي، بإن ما يقلق في مغادرة شركتين لتونس هو عدم إعلانهما توقيت عودتهما للسوق التونسي من جديد، مضيفًا: “لكن الدولة ستقاوم خروج الشركتين ولن تترك المواطن بدون دواء، بتكثيف الصناعة الدوائية والتعويل على الذات”، وذلك خلال تقرير نُشر في نشرة أخبار التلفزيون بالقناة الوطنية الأولى، يوم 29 أكتوبر 2022، بعنوان “ثلاثة مخابر عالمية مختصة في الأدوية تغادر تونس”.

رئيس نقابة الصيدليات الخاصة:

بمواصلة البحث توصلنا لتصريح لنوفل عميرة رئيس نقابة الصيدليات الخاصة، في إجابته على سؤال مقدمة البرنامج حول مغادرة كل من شركةGSK  ومن قبلهاBayer  وnovatis لتونس، حيث عبر عن أسفه لمغادرة الشركات المذكورة لتونس، وخسارة مواطنين لفرص أعمالهم، وذلك خلال مشاركته في برنامج “ستوديو شمس”، يوم 17 أكتوبر 2022 على إذاعة “شمس اف ام” الخاصة. 

المكلف بالإدارة العامة للصيدلة والدواء: 

وفي المقابل، نفى عبد الرزاق الهذيلي المكلف بالإدارة العامة للصيدلة والدواء، مغادرة شركات الأدوية لتونس، وأطلق تصريحًا يتضارب مع كل الادعاءات السابقة، حيث كذب التصريحات التي تحدثت عن خروج الشراكات من تونس قائلًا: لم نسجل خروج أي مخبر على عكس ما يُروج وكل ما في الأمر هو إعادة هيكلة، وان الأمر لم يحدث في تونس فقط بل حدث كذلك في بلروسيا وكينيا والأردن، وأن تصنيع الأدوية سيستمر في تونس.

وأكد “الهذيلي” أن رسالة إلكترونية وصلت للهياكل المعنية تأكد أن ما حصل هو إعادة هيكلة وأن التعامل مع هذه الشركات هو تعامل عادين وذلك خلال مداخلته الهاتفية مع برنامج rendez vous 9 على القناة التاسعة التونسية، يوم 28 أكتوبر 2022 .

البيانات الرسمية:

ومع تضارب التصريحات، بحثنا في الموقع الرسمي لشركة Novartis والتي يديرها “زغدودي”، إلا أننا لم نتوصل لأي نتيجة، إذ لا أثر للموضوع على الموقع.

واعتمدنا ذات الطريقة مع شركتي GSK  وBayer  الذين ذُكرا في التصريح الإعلامي لنوفل عميرة، إلا أن موقعها أيضا لم يحتوى أي وثيقةً أو بلاغًا بخصوص عزم المخبرين مغادرة تونس.

وكذلك حاولنا البحث عن بيانات تتعلق بموضوع مغادرة الشركات لتونس في صفحة وزارة الصحة التونسية والموقع الرسمي للصيدلية المركزية غير أننا لم نعثر على شيء.

بالبحث اكتشفنا “تضاربًا” بين تصريح “زغدودي” وتصريحات كل من وزير الصحة والمكلف بالإدارة العامة للصيدلة ورئيس غرفة صناعة الأدوية حول حقيقة خروج شركات الأدوية من تونس

المصادر