الادعاء
البنك الدّولي يُصنّف تونس ضمن أكثر 20 بلدًا رائدًا في مجال انتقال الطّاقة.
السياق
خلال مداخلة على إذاعة جوهرة أف أم.
أبرز المعلومات
- مُؤشّر "Rise" 2018: تونس في المركز 20 من 133 دولةً في مجال النجاعة الطاقيّة.
- مُؤشّر "Rise" 2022: تونس تُحرز 4 نقاط إضافية في معدّلها لتصل للنقطة 84 مقارنة بـ2018.
- مُؤشّر "Rise" 2022: تونس في المركز 27 من إجمالي 138 دولةً في مجال النجاعة الطاقيّة.
القصة
مؤشّر “Rise”: تونس الـ20 في النجاعة الطاقيّة في 2018.. والـ27 فيها بعام 2022
مدير وكالة التحكّم في الطّاقة بتونس يُصرّح بإن تونس ضمن أكثر 20 بلدًا رياديًا في الانتقال الطّاقي وفقا لمؤشرات البنك الدّولي.. رجعنا للتقارير الدولية ذات الشأن للتتحرّي
صرّح لطفي الحنشي، مدير عام الوكالة الوطنيّة للتحكّم في الطّاقة بتونس، في مُداخلة هاتفيّة على راديو “جوهرة أف أم” يوم 25 أغسطس 2022، بإنّ تونس تحتل مركزًا رياديًا في مجال انتقال الطّاقة على المستوى القارّي، فيما تُصنّف ضمن قائمة أكثر 20 بلدًا يتّبعون سياسات واضحة في ذات المجال على المستوى الدّولي.
وتظهر أهمية التحقق من التصريح، بعد تسجيل الشركة التونسية للكهرباء والغاز، زيادة سنويّة في الطّلب على الكهرباء في أوقات الذّروة الصيفيّة قُدّرت بـ140 ميجاواط، ما دفع الوكالة إلى إطلاق حملة وطنيّة للتوعية بأهميّة التحكّم في الطاقة وترشيد استهلاكها، وذلك مع مرور البلاد بأزمة عجز في الطّاقة وصلت إلى 87% في الثّلث الأوّل من العام.
تتبّع فريق عمل “تفنيد” ادّعاء مدير عام الوكالة الوطنيّة للتحكّم في الطّاقة، واكتشف أنّه “انتقائيًا”، إذ يعرضُ تقرير “المؤشّرات التنظيميّة للطّاقة المُستدامة – 2018” (Regulatory Indicators for Sustainable Energy-2018) رسمًا بيانيًا ترتيبيًا للمعدلات العامة فيما يتعلّق بأطر السياسات الوطنيّة للطّاقة المُستدامة أو ما يُعرف بالنّجاعة الطاقيّة “”Energy Efficiency.
وجاءت تونس في المركز الـ20 من إجمالي 133 دولةً شملهم التقرير، مُتقدّمة بذلك على الصّين التي جاءت في المركز 22، وبلجيكيا في المركز 25، وفرنسا في المركز 26، واليابان في المركز 32، فيما كانت الرّيادة لإيطاليا، وفقا لمؤشرات رايز “Rise”.
بينما رفّعت رايز “Rise” حجم عيّنتها الدّولية لتبلغ 138 دولةً، بزيادة 5 دُول مقارنة بتقرير 2018، وتخلّت عن إدراج السّلم الترتيبي في تقريرها لهذه السّنة، حيثُ يكشف تقرير “المؤشّرات التنظيميّة للطّاقة المُستدامة -2020” أنّه على الصّعيد الإقليمي، تتقاسم تونس مع إيران والإمارات العربيّة المتّحدة ريادة قائمة الدّول الشّرق أوسطيّة والشّمال إفريقيّة بمعدّل عام يبلغ 84 نقطةً من إجمالي 100 نقطة، أي بزيادة 4 نقاط مُقارنة بالمعدّل العام الذّي أحرزته في عام 2018 (80 نقطةً)، فيما غابت كلّ المعطيات عن مُستجدّات الترتيب العالمي.
وبالمزيد من البحث والتقصّي، زُرّنا بوّابة الموقع الرسميّ لرايز “Rise” في نُسختها الرقميّة، وحصلنا على وثيقة قابلة للتحميل في صيغة “Excel”، والتي تضمُّ قائمة الدّول التّي شملتها عينّة تقرير عام 2022، بالإضافة إلى المعدّلات العامّة التّي أحرزتها، فضلًا عن خريطة بيانيّة تعرضُ ذات التفاصيل.
حمّلنا الوثيقة، ووجدنا أنّ ترتيب الدّول كان أبجديّا منA حتى Z حسب التسمية، وبالاعتماد على الإعدادات التّي يُتيحها البرنامج، أعدنا ترتيب كلّ تلك الدّول ترتيبًا تفاضليًا تنازليًا وفقا للمعدّلات التّي أحرزتها، وتوصّلنا بذلك إلى أنّ تونس تراجعت إلى المركز الـ27.
ورايز “Rise” هي آلية تابعة لمجموعة البنك الدّولي تُقيّم دعم سياسات الدّول لكلّ من الرّكائز الأربعة للطاقة المُستدامة، وهي: الوصول إلى الكهرباء، والوصول إلى الطهي النظيف، ونجاعة الطّاقة، والطّاقة المتجدّدة، وذلك وفقا لما يزيد عن 30 مؤشرًا، ممّا يفتحُ المجال لصانعي السياسات في مجال الطّاقة المُستدامة لقياس مدى تقدّم سياساتهم وأطرهم التنظيميّة مقابل نُظرائهم الإقليميّين والعالميّين.
بالرجوع للتقارير الدولية اكتشفنا أن تصريح مدير وكالة التحكّم في الطّاقة بتونس “انتقائيًا” حيث ذكر مركز تُونس مُنذ 4 سنوات ولم يذكر مركزها في آخر تقرير والذي احتلت فيه المركز الـ27
التعليقات حول هذا المقال