القصة
الصحة: مصر خالية من الكوليرا.. ومُتحدث الوزارة: بعد تسجيل إصابات بدول قريبة وجب علينا اتخاذ الاحتياطات
كتب: هايدي سمير
أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية أنه لا صحة لظهور حالات إصابة بوباء “الكوليرا” في أي من محافظات الجمهورية، مُشددةً على أن مصر خالية تمامًا منها، وأنه لم يتم رصد أي حالات مصابة، وذلك خِلال بيانٍ نُشر بالصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يوم 3 نوفمبر 2022.
وتأتي أهمية التحقق من تصريحات وزارة الصحة المصرية بعد تداول عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” أنباءً عن انتشار مرض الكوليرا في مصر، وهو ما تحدث عنه الكثير من الأطباء أيضًا.
وانتشر وباء الكوليرا في دول مجاورة لمصر، حيث تعاني 8 دول من بين 22 دولةً في إقليم شرق المتوسط و29 دولةً على مستوى العالم منها، وهو أعلى رقم مُسجّل في التاريخ، وفقًا لتصريحات الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
تتبع فريق عمل “تفنيد” المعلومات الواردة في بيان وزارة الصحة المصرية، وتبين لنا أنه في 2 نوفمبر 2022، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مُستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية، على عدم وجود كوليرا في مصر وأنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة، وذلك خِلال مُداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” على قناة “صدى البلد”.
وهو ما ذكره أيضًا يوم 24 أكتوبر 2022، إذ أشار إلى أن مصر آمنة حتى الآن من وباء الكوليرا، موضحًا أنه منذ أول لحظة لرصد بعض حالات إصابات كوليرا في دول قريبة، اتخذت مصر الاحتياطات الاستراتيجية اللازمة في المنافذ والموانئ والمطارات، فضلًا عن استمرار المراقبة والإجراءات الاحترازية الوقائية على مستوى تداول الغذاء والماء، وذلك خِلال مُداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”.
وفى إطار ذلك نشر موقع “المصري اليوم” في 23 أكتوبر 2022، أن وزارة الصحة والسكان عممت دليلًا استرشاديًا على مستشفياتها وقطاعاتها المختلفة للتعامل مع الحالات المصابة بالكوليرا حال اكتشافها، كخطوة وقائية بعد اكتشاف حالات في بلدان مجاورة خلال الفترة القليلة الماضية، بالإضافة إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تفشيها.
وتعليقًا على ذلك قال الدكتور حسام عبد الغفار، المُتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” يوم 24 أكتوبر 2022، إن الإجراءات الوقائية الخاصة بالكوليرا، شبيهة بالإجراءات الخاصة بأي مرض معدٍ، غير أن الوزارة أدرجت هذه الإجراءات في دليل إرشادي وزعته على المستشفيات.
وأكد المُتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، على عدم تسجيل أي حالات إصابة بكوليرا في مصر، لكن بعد تسجيل حالات إصابة في دول قريبة من الحدود، وجب علينا اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومن بينها هذا الدليل الإرشادي.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف“، أكدت يوم 24 أكتوبر 2022 أن الوتيرة المُقلقة لتفشي الكوليرا في سوريا ولبنان وخطر انتشارها إلى بلدان أخرى في المنطقة، تتطلب اتخاذ إجراءات فورية، مشيرة إلى أن توسيع نطاق الاستجابة للوقاية من المرض واحتوائه يتطلب دعمًا عاجلاً.
وأكدت أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 40.5 مليون دولارًا لتوسيع استجابتها الطارئة للكوليرا في سوريا ولبنان وحدهما في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لجهود الاستجابة والتأهب في البلدان المجاورة.
وأكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن معظم البلدان المتضررة من تفشي الكوليرا في الإقليم هي من الدول التي تعاني من ضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، مع عدم وجود استثمارات ذات قيمة بالبنية الأساسية في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الارتفاع المفاجئ في تفشي الكوليرا في الإقليم وحول العالم أدى إلى نقص حاد في اللقاحات.
ما هو مرض الكوليرا وما هي أعراضه؟
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن مرض الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال، وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة التي تحتوي بكتيريا الكوليرا، ويتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعةً و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص وتُصيب الأطفال والبالغين.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن أعرض الكوليرا غالبًا ما تكون خفيفةً أو بدون أعراض، ولكنها قد تكون شديدة، مشيرة إلى أن حوالي 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالكوليرا سيصابون بأعراض حادة مثل “الإسهال المائي، والقيء، وتشنجات الساق”، وعند هؤلاء الأشخاص، يؤدي الفقد السريع لسوائل الجسم إلى الجفاف، ويمكن أن تحدث الوفاة في غضون ساعات إذا تُرك من دون علاج.
ما هو تاريخ الكوليرا وما عدد الإصابات والوفيات عالميًا؟
وعن تاريخ الكوليرا ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها انتشرت خِلال القرن الـ19 في جميع أنحاء العالم انطلاقًا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، واندلعت بعد ذلك 6 جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.
وأوضحت أن الجائحة الحالية هي السابعة، حيث اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأميركتين في عام 1991، مشيرة إلى أنها تتوطن الآن في العديد من البلدان.
وأضافت أن تقديرات الباحثين تشير إلى وقوع عدد يتراوح بين 1.3 و4 ملايين إصابة بالكوليرا سنويًا، وإلى تسبُّب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 21 ألفًا و143 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.
ما هو علاج الكوليرا؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن الكوليرا مرض سهل علاجه، ويمكن أن ينجح علاج معظم المصابين به إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي، مُبينة أن المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد، ويُعطي المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال.
ما هي طرق الوقاية من مرض الكوليرا؟
أكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه على جميع الزوار أو المقيمين في المناطق التي ينتشر فيها الكوليرا، اتباع التوصيات لمنع الإصابة بالمرض، ومنها تناول المياه الآمنة مثل المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائيًا أو المشروبات المعبأة أو المعلبة، مع تجنب مياه الصنبور، ومكعبات الثلج، والشرب من النافورة.
بالإضافة إلى غسل اليدين بالصابون والماء النظيف كثيرًا، خاصة قبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض وفي حالة عدم توافر الماء النظيف والصابون فيمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول بنسبة 60% على الأقل.
وتناول الأطعمة المعبأة أو المطبوخة حديثًا والتي تقدم ساخنة، وعدم تناول اللحوم والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو الفواكه والخضروات النيئة أو غير المطبوخة جيدًا ما لم يتم تقشيرها.
المصادر
رئاسة مجلس الوزراء | تصفح |
منظمة الصحة العالمية | تصفح تصفح |
تداول "فيسبوك" و"تويتر" | تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح |
نفي الاطباء | تصفح تصفح تصفح تصفح تصفح |
صدى البلد | تصفح |
القاهرة والناس | تصفح |
الشرق الأوسط | تصفح |
المصري اليوم | تصفح |
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" | تصفح |
الأمم المتحدة | تصفح |
مركز السيطرة على الإمراض والوقاية منها | تصفح |
التعليقات حول هذا المقال