الادعاء
أول انتخابات تنافُسية تشهدها مصر مُنذ الفراعنة كانت في “انتخابات مبارك”
السياق
خِلال حوار له في قناة "الحُرة"
أبرز المعلومات
- 1924.. مصر تشهد انتخابات تنافُسية ويكتسح "الوفد" نتائجها.
- 1866.. مصر تشهد انتخابات نيابية تنافُسية في عهد الخديوي اسماعيل.
- 1976.. مصر تشهد انتخابات تنافُسية بمُشاركة أحزاب اليمين واليسار والوسط.
القصة
1924 الوفد يكتسح الانتخابات.. و1866 انتخابات قوية في عهد الخديوي اسماعيل
قال صفوت الشريف إن مصر شهدت في عهد الرئيس مبارك أول انتخابات تنافُسية في تاريخها مُنذ الفراعنة.. تشككنا في التصريحات فبدأنا رحلة البحث والتحقق
قال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطني المُنحل، والرئيس السابق لمجلس الشورى، إن مصر شهدت انتخابات تنافُسية لأول مرة في تاريخها مُنذ الفراعنة، في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وذلك خِلال حواره مع قناة “الحُرة” الفضائية، يوم 29 أبريل 2010.
توقف فريق عمل “تفنيد”، أمام تصريحات صفوت الشريف وبدأ رِحلة التحقق، فوجد أن التصريحات “مُضللة”، إذ بالبحث والتحري تبين أن مصر شهدت أكثر من عملية انتخابية تنافُسية مُنذ عهد محمد علي والخديوي اسماعيل والملك فاروق وصولاً إلى عهد مبارك.
فحسب الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات، شهدت مصر أول مجلس برلماني مُنتخب فى عام 1866 في عهد الخديوي اسماعيل وهو مجلس شورى النواب، ويُعد هذا المجلس هو البداية الحقيقية للحياة النيابية فى مصر.
وتكون هذا المجلس من 75 عضوًا، وكانت مُدته ثلاث سنوات ومع ظهور الكثير من الاتجاهات المُعارضة، ثم اندلاع الثورة العُرابية فى 9 سبتمبر 1881، أُجريت انتخابات لمجلس شورى النواب، واُفتتح المجلس الجديد الذي أُطلق عليه “مجلس النواب المصري” يوم 26 ديسمبر 1881، وقدمت الحكومة مشروع القانون الأساسي يوم 7 فبراير 1882.
ووضع القانون الوزارة في موقع المسؤولية أمام المجلس النيابي المُنتخب من الشعب، والذي كانت له سُلطة التشريع وحق سؤال الوزراء واستجوابهم، وأصبحت مُدة مجلس النواب 5 سنوات ودور الانعقاد ثلاثة أشهر، ولم يدُم هذا المجلس طويلاً حيث انعقد انعقادًا عاديًا واحدًا في تاريخ 26 ديسمبر 1881 وحتى 26 مارس 1882.
وفي نوفمبر 1976 شهدت مصر انتخاباتًا لمجلس الشعب، ومُثل حزب الوسط بـ280 مقعدًا، والأحرار “اليمين” بـ21 مقعدًا، واليسار بمقعدين، والمُستقلين بـ48 مقعدًا، وفي أول اجتماع لمجلس الشعب في نوفمبر 1976 تقرر إصدار قانون الأحزاب السياسية في يونيو 1977، وأصبحت الأغلبية لحزب “مصر العربي الاشتراكي” وكان يترأسه ممدوح سالم، رئيس الوزراء حينذاك.
واستمر الفصل التشريعي من 11 نوفمبر 1976 حتى 10 أبريل 1979، حيث لم يستكمل المجلس مُدته الدستورية وأُجرى استفتاءً شعبيًا في 19 أبريل 1979 وأُنشئ بمُقتضاه مجلس الشورى.
وبالبحث، توصلنا إلى وثيقة نشرتها صحيفة الوقائع المصرية وهي “الجريدة الرسمية” وقد نشرها موقع منشورات قانونية، والتي أوضحت أن مصر شهدت انتخاباتًا عقب دستور 1923، وفاز حزب الوفد باكتساح كبير بزعامة سعد زغلول، مما أدى إلى تشكيله لوزارته الوحيدة، والتي استمرت لـ10 أشهر من 28 يناير 1924 إلى 24 نوفمبر 1924، وانتهت باستقالته بعد حادثة قتل السير “لى ستاك” قائد الجيش المصري في نوفمبر 1924، وأعقب الاستقالة حل البرلمان فى يوم 24 ديسمبر من ذات العام.
وبالرجوع للخلف قليلًا وجدنا في رحلة البحث أن الظهور الأول لملامِح الحياة البرلمانية التنافُسية في مصر كان في عام 1824 في عهد محمد علي باشا، وبتكوين المجلس العالي كانت البداية الأولى لمجلس نيابي يتم اختيار بعض أعضائه بالانتخاب ويُراعى فيه تمثيل فئات الشعب المُختلفة حيث تكون من 24 عضوًا في البداية، ثم صار عددهم 48 عضوًا بعد إضافة 24 شيخًا وعالمًا إليه، وبذلك أصبح يتألف من نُظار الدواوين، ورؤساء المصالح، واثنين من العلماء يختارهما شيخ الأزهر، واثنين من التُجار يختارهما كبير تُجار العاصمة، واثنين من ذوي المعرفة بالحسابات، واثنين من الأعيان عن كل مديرية من مديريات القُطر المصرى ينتخبهما الأهالي، واختص المجلس بمُناقشة ما يراه أو يقترحه محمد علي باشا فيما يتعلق بسياسته الداخلية.
بحثنا في بيانات هيئة الاستعلامات والجريدة الرسمية والوثائق التاريخية فاكتشفنا أن مصر شهدت انتخاباتًا تنافسيةً عِدة ولم يكن أولها في عهد مبارك وهو ما كشف أن تصريح صفوت الشريف “مُضلل”
التعليقات حول هذا المقال