وفقًا لمواد الاتفاقية.. سماح مصر بعبور “قافلة الصمود” لا يخرق “كامب ديفيد”

هل تُقيد اتفاقية كامب ديفيد مرور قوافل مدنية أو إنسانية؟

بالاطلاع على اتفاقية كامب ديفيد، والمنشورة رسميًا على موقع الأمم المتحدة للوساطة وحفظ السلام (UN Peacemaker)، وتتضمن النص الكامل للاتفاق السياسي والملحق الأمني، أو النسخة المترجمة للعربية لنص الاتفاقية ومناطق الوجود المصري بسيناء بموجب “كامب ديفيد المنشور على موقع “الجزيرة”، وجدنا أن المادة 2 تمنع الأفعال العدوانية من داخل أراضي أحد الطرفين.

كما أن المادة 4 وفي الفقرة 5 تنص على التزام الطرفين بعدم التهديد أو استخدام القوة بأي شكل يخالف مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وهذا يدعم فكرة أن الحظر يخص الأعمال العدائية المسلحة وليس المرور المدني.
من جانب آخر فإن الملحق الأمني يُقسّم سيناء إلى مناطق (أ) و(ب) و(ج) ويضع قيودًا على الوجود العسكري وليس المدني، ويُفصّل بدقة أن القيود الأمنية في سيناء تتعلق فقط بالأنشطة العسكرية (عدد الجنود، نوع المعدات، مناطق الانتشار)، ولا يوجد فيه أي بند يقيّد مرور مدنيين أو قوافل إنسانية.

هل سمحت مصر سابقا بمرور قوافل مدنية أو إنسانية؟

في 21 أكتوبر 2023 وخلال الحرب على غزة وحصارها، دخلت قافلة تضم 20 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة قادمة من مصر، تحمل أدوية ومواد غذائية، والتي تلتها دخول قافلة أخرى يوم 22 أكتوبر، ودفعة ثالثة يوم 24 من ذات الشهر، لتصل إلى إجمالي 54 شاحنة.

في 5 يوليو 2009، انطلقت قافلة “عاشت فلسطين من نيويورك”، والتي تأتي بعد دخول قافلة “شريان الحياة” البريطانية بكامل أفرادها عبر معبر رفح، والتي تبعها قافلة شريان الحياة 2 في 15 يوليو 2009، لرفع الحصار عن غزة باتجاه معبر رفح المصري، وضمت القافلة نحو 50 من الناشطين الأميركيين والبريطانيين يتقدمهم النائب في مجلس العموم البريطاني جورج غالوي.

وفي 3 يناير 2010 وصلت قافلة شريان الحياة 3 إلى ميناء العريش المصري قادمة من ميناء اللاذقية السوري على متن باخرة تركية بآخر محطة لها في طريقها نحو قطاع غزة.

وتؤكد هذه الأمثلة التي قدمناها أن مصر سمحت بعبور قوافل تضامنية مدنية بأشكال رسمية وشعبية، بدون خرق قانوني أو اتهامات بخرق كامب ديفيد.

وقافلة الصمود هي مبادرة إنسانية نوعية تنظمها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، انطلقت في التاسع من يونيو الجاري من تونس باتجاه معبر رفح مرورا بليبيا وعلى متنها قرابة 1500 شخص من تونس ودول المغرب العربي.

وأكدت  جواهر شنة، المتحدثة باسم قافلة الصمود، في مدخل مدينة سرت الليبية، صباح اليوم 13 يونيو 2025، عبر فيديو، أن القافلة مدنية ومنظمة وكل المشاركين معروفي الهوية ويمتلكون الوثائق اللازمة، وتم إرسال قائمات اسمية للسلطات في شرق ليبيا ومصر لتسهيل العبور، كما شددت على أن هدفها إنساني بحت وهو كسر الحصار عن غزة، ولا توجد مشاكل داخلية أو مع الدول المضيفة.

الخلاصة: الادعاء بأن سماح مصر بعبور قافلة الصمود يُعد خرقًا لاتفاقية كامب ديفيد “مضلل”، إذ إن الاتفاقية تقيّد فقط التواجد العسكري في سيناء ولا تمنع مرور القوافل المدنية أو الإنسانية، كما أن مصر سبق أن سمحت بمرور قوافل مماثلة، دون أن تُتّهم بخرق الاتفاقية.