هل منع رئيس تونس اللّقاح عن المواطنين في ذروة كورونا؟

الادعاء

الرئيس كان يمنع تلقيح المواطنين خلال ذروة كورونا.

السياق

خلال برنامج "بوليتكا" على إذاعة "جوهرة أف أم".

أبرز المعلومات

• 2 أغسطس 2021.. الرئاسة التونسية توفّر 6 ملايين جرعة من لّقاح كورونا.
• 26 يوليو 2021.. الصحّة التونسية: مليونين و619 ألفًا و884 جُرعة لقاح مستهلكة.
• 26 يوليو 2021: الصحّة: مليون و54 ألفًا و801 مواطن استكملوا التلقيح.
• 26 يوليو 2021: الصحّة: 3 ملايين و898 ألفًا و800 مواطن مسجلين بمنظومة "Evax".
• 8 يوليو 2021: الصحّة: 8315 إصابة بكورونا وهي أعلى حصيلة مُنذ انتشار الفيروس.

القصة

الصحّة: مليون و54 ألفًا و801 تونسي استكملوا التلقيح حتى 25 يوليو 2021.. واستهلكوا مليونين و619 ألفًا و884 جرعة لقاح

قال رياض الشعيبي إنّ الرئيس التونسي كان يمنع اللّقاح عن المواطنين خلال ذروة كورونا.. رجعنا لإحصاءات وزارة الصحّة بشأن التلقيح للتحقّق

قال رياض الشعيبي، المستشار السّياسي لراشد الغنّوشي، رئيس مجلس النوّاب التونسي المنحلّ، ورئيس حركة النهضة التونسيّة، إنّ الرئيس قيس سعيّد، كان يمنع اللقاح عن التونسيّين خلال فترة ذروة انتشار فيروس كورونا، وذلك لدى استضافته في البرنامج الحواري “بوليتيكا“ على إذاعة “جوهرة اف ام”، يوم 1 سبتمبر 2022.

تتبّع فريق عمل “تفنيد” تصريح المُستشار رياض الشّعيبي، وتوصّل إلى أنّه “مضللًا”، إذ تُشير البيانات الرسميّة الصّادرة عن وزارة الصحّة إلى أنّ إجماليّ اللقاحات المستهلكة حتى يوم 25 يوليو 2021، وهو اليوم 134 للحملة، بلغ مليونين و619 ألفًا و884 جرعةً، لتلقيح مليون و681 ألفًا و477 مواطنًا، منها جُرعات ثّانية 938 ألفًا و407 جرعات، وذلك وفق ما نشرته الوزارة على صفحتها الرسميّة على فيسبوك.

وجاء في ذات المنشور أنّ مليون و54 ألفًا و801 شخص كانوا استكملوا تلاقيحهم ضدّ فيروس كوفيد-19، من بينهم 938 ألفًا و407 تلقّوا جرعتين من اللّقاح، بينما اكتفى 116 ألفًا و394 بجرعة واحدة، وذلك إمّا لإصابتهم بالفيروس فيما سبق أو لتلقّيهم للقاح ذو جرعة واحدة، وهو ما يُمثّل تقريبا ثلث إجماليّ عدد المُسجّلين في الحملة، وعددهم 3 ملايين و898 ألفًا و800 شخص حتى ذات التاريخ.

وتنشرُ وزارة الصحّة التونسيّة عُروضًا بيانيّة رسميّة مفصّلة لنسق سير عمليّات التلاقيح والجُرعات المُجراة بصفة يوميّة مُنذ انطلاق الحملة في مارس 2022، وبالعودة لتلك البيانات والتدقيق فيها، اكتشفنا أنّ وتيرة إجراء التلاقيح في الشّهر الأوّل من الحملة اتّسمت ببطئ شديد، حيثُ بلغ عدد الجُرعات المُجراة في اليوم الأوّل 743 جرعةً ليرتفع إلى إجماليّ 1333 جرعةً في يومها الثّاني.

وارتفع العدد إلى 5524 جرعةً مستهلكة يوم 21 مارس 2021 ثمّ إلى6767 جرعةً يوم 26 مارس 2021، ليتراجع إلى إجماليّ 3246 جرعةً يوم 1 أبريل 2021 ثمّ يتصاعد إلى 14.525 ألف جرعةً يوم 22 أبريل كأعلى حصيلة يوميّة في الشهر.

وشهدت الأشهر الثلاثة الموالية، مايو ويونيو ويوليو، تذبذبًا مُستمرّا في إجماليّ الجُرعات المستهلكة يوميًا، وتراوحت الحصيلة في شهر مايو بين 8393 جرعةً يوم 4 مايو، و32 ألفًا و293 جرعةً يوم 15 من ذات الشّهر، بينما سُجّلت أعلى حصيلة في يونيو في اليوم الخامس من الشّهر لتبلغ 37 ألفًا و878 جرعةً، بينما سُجّلت أدنى حصيلة في اليوم الـ25 وقُدّرت بـ19 ألفًا و918 جرعةً.

أمّا شهر يوليو فقد كان استثنائيًا، إذ شهدت فيه تونس تصاعدًا حادًا وغير مسبوق في أعداد الإصابات بفيروس كوفيد-19 حيث ارتفع عدد الإصابات، يوم 7 يوليو 2021، إلى 8315 إصابةً جديدة، كأعلى حصيلة سُجّلت مُنذ بداية انتشار الفيروس في سنة 2020، ليبلغ إجمالي عدد المصابين 473 ألف و229 مصابًا، وفق البيانات الرسميّة لوزارة الصحّة.

وبدوره أشار موقع “عالمنا في بيانات” (Our World in Data) إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 قياسيّا في تونس بتاريخ 7 يوليو ليبلغ 9823 إصابةً جديدة.

وفي المُقابل، شهدت وتيرة إجراء التلقيح انخفاضا حادّا يومي 20 و21 يُوليو بالرّغم من أنّ وزارة الصّحة أعلنتهما يومين مفتوحين لإجراء التلاقيح لكلّ المواطنين الذّين تجاوزت أعمارهم 18 سنة. وسجّل اليوم الأوّل تراجع الجُرعات المستهلكة إلى 10 آلاف و187 جُرعةً، فيما انخفضت إلى حدود 3424 جُرعةً في اليوم المفتوح الثّاني.

وكانت رئاسة الحكومة، أعلنت يوم 20 يوليو 2021 إقالة وزير الصّحة فوزي المهدي وإلغاء اليوم المفتوح الثّاني بسبب ما شهده اليوم الأوّل من سوء تنظيم كبير، ووصف رئيس الوزراء التونسي قرار تنظيم اليومين المفتوحين بأنّه “شعبويّ” و”إجرامي” و”مُسقط” ويُشكّل تهديدًا لصحّة التّونسيين والسّلم الأهلي، وذلك في اجتماعه بإطارات وزارة الصّحة.

ومن جهته، اعتبر الرئيس التّونسي قيس سعيّد، في تصريح إعلاميّ خصّ به قناتي “العربيّة” و”الحدث” أنّ تنظيم اليومين المفتوحين للتلقيح يومي 20 و21 يوليو 2021 “جريمة في حقّ تونس” و”عمليّة مُدبّرة من قبل الأشخاص النّافذين داخل المنظومة السياسيّة ليحصل التدافع ولتحصل التجمّعات” وكأنّ الهدف ليس التّلقيح وإنّما العدوى.

وأعلنت رئاسة الجمهوريّة، في بيان نشرته يوم 2 أغسطس 2021 على صفحتها الرسميّة على فيسبوك، تنظيم سلسلة من الأيام الوطنيّة للتلقيح بتسيير تشاركيّ بين كلّ من وزارات الصحة والدفاع الوطني والداخلية والتربية وبالتعاون مع هياكل أخرى بما فيها مكونات المجتمع المدني ومتطوعين، وذلك بعد توفّر 6 ملايين جرعة من اللقاحات الواردة كهبات من دول شقيقة وصديقة وفق ما جاء في نصّ البيان.

وتمّ تنظيم اليوم الوطني الأوّل للتلقيح المُكثّف يوم 8 أغسطس 2021 للأشخاص البالغ عمرهم 40 سنةً فما فوق، وجاء في بيان صادر عن خليّة المُتابعة التّابعة لوزارة الصّحة أنّ عدد الجُرعات المتهلكة في ذات اليوم بلغ 551 ألفًا و8 جرعات، فيما سُجّلت أعلى حصيلة يوم 15 أغسطس 2021، الموافق لليوم الوطنيّ الثّاني للتلقيح، حيثُ بلغ عدد الجُرعات المُجراة 594 ألفًا و141 جُرعةً في حصيلة أعلنتها خليّة المُتابعة.

يُشار إلى أنّ عدد الأيّام المفتوحة للتلقيح التّي نُظّمت في تونس بعد سلسلة الإجراءات الاستثنائيّة التّي اتّخذها الرئيس في 25 يوليو 2021، ارتفع إلى 8 أيّام، تمّ تنظيم آخرها بتاريخ 25 ديسمبر 2021. وارتفع عدد الجُرعات المستهلكة منذُ انطلاق حملة التلقيح في مارس 2021 إلى يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2022 إلى 13 مليونًا و241 ألفًا و951 جُرعةً فيما استكمل 6 ملايين و382 ألفًا و861 شخصًا  عمليّة التلقيح، وذلك وفق بيانات رسميّة لوزارة الصحّة التونسيّة.

بالعودة لبيانات الصحّة التونسيّة تبيّن أنّ تصريح “الشّعيبي” بشأن منع الرئيس تلقيح المواطنين في ذروة كورونا “مضللًا” إذ استمرت عمليات التلقيح في منحنى تصاعدي منذ بدء الجائحة حتى الآن

المصادر