الادعاء
الإحصاءات الدّولية تُصنّف تونس من بين الـ17 دولةً الأكثر فقرًا في الموارد المائيّة.
السياق
خلال تصريح لوكالة "تونس إفريقيا للأنباء" على هامش النّدوة المولديّة الدّولية.
أبرز المعلومات
- بلومبرج: 17 بلدًا يعانون إجهادًا مائيًا مرتفعًا للغاية.. وتونس ليست ضمنهم في 2019.
- معهد الموارد العالميّة: تونس ضمن 30 بلدًا يعانون إجهادًا مائيًا مرتفعًا في 2019.
- ستاتستا: تونس في المرتبة 32 عالميًا في مؤشر الإجهاد المائي بمعدّل 4.25 في 2020.
- ستاتستا: تونس الـ34 عالميّا في قائمة البلدان الأكثر عرضة للجفاف بمعدّل 3.12 في 2020.
- Water Scarcity Clock: 54% من التونسيين يقطنون مناطق شحيحة المياه.
- Water Scarcity Clock: 65% من التونسيين يعانون ندرة المياه في 2020.
القصة
مؤشّرات دوليّة: تونس ضمن الـ30 بلدًا الأكثر عرضة لأزمة مياه.. والـ32 بمؤشّر الإجهاد المائي في 2019 – 2020
مدير متابعة التصرّف المائيّ بتونس يدّعي أنّ الإحصاءات الدوليّة تُصنّف بلادهُ ضمن الـ17 بلدًا الأكثر فقرًا مائيًا.. رجعنا للمؤشّرات الدولية ذات الصّلة للتحرّي
قال عبد الرحمان الوصلي، مدير متابعة التصرّف في المنظومة المائيّة بوزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري بتونـس، إنّ الإحصاءات الدوليّة تُصنّف تونـس ضمن الـ17 بلدًا الأكثر فقرًا على مستوى الموارد المائيّة، وذلك خلال تصريح خاصّ لوكالة تونـس إفريقيا للأنباء “وات” أثناء حضوره فعاليّات اليوم الأوّل للنّدوة الدوليّة المولديّة في مدينة القيروان التونـسيّة يوم 1 أكتوبر 2022.
وأفاد الوصلي، في ذات التصريح، بإنّ حصّة الفرد الواحد من المياه في تونـس لا تتجاوز 400 متر مُكعّب في السّنة، بينما يبلغُ معدّل النّدرة المائيّة “Water Scarcity” 500 متر مكعّب للفرد سنويّا وفقًا لمؤشّر الأمم المتّحدة، ويبلغُ معدّل النّدرة المطلقة “Absolute Scarcit” 500 متر مكعّب للفرد سنويّا وفق ذات المؤشّر.
وكان “الوصلي” قال في مداخلة له على إذاعة “الشباب” يوم 24 يونيو 2021، إنّ تونس صُنّفت ضمن الـ30 بلدًا الأكثر فقرًا مائيًا في العالم بنصيب فرد قُدّر بـ420 مترًا مكعّبًا في 2021.
وظهرت أهمية التحقق من تصريح عبد الرحمن الوصلي، في ظلّ ازدهار تجارة المياه المعلّبة في تونـس، وارتفاع عدد الوحدات الصناعيّة العاملة في ذلك المجال، من 6 إلى 29 وحدةً في الفترة من 1989- 2020، وارتفاع مستوى استهلاك الفرد من 40 إلى 225 لترًا في 2020، وبالتّوازي تطوّرت المبيعات من 879 إلى 2700 مليون لترًا في الفترة من 2010 لـ2020، مما جعل تونـس الرّابعة عالميّا في نسب الاستهلاك، وفق التقرير السّنوي لقسم العدالة البيئيّة الذّي صدر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة في يونيو 2022
تتبّع فريق عمل “تفنيد” ادّعاء “الوصلي” وتبيّن أنّه “غير صحيح”، إذ تغيبُ تونـس عن قائمة الـ17 دولةً التّي تُعاني من إجهاد مائيّ مرتفع للغاية، والتّي تضمّنت قطر والأراضي الفلسطينيّة المحتلّة ولبنان وإيران والأردن وليبيا والكويت والمملكة العربيّة السعوديّة وإريتريا والإمارات العربيّة المتّحدة وسان مارينو والبحرين والهند وباكستان وتركمانستان وسلطنة عمان وبوتسوانا، وفق خارطة أوردتها بلومبرج نقلًا عن معهد الموارد العالميّة “World Resources Institute” في عام 2019.
وبالمزيد من البحث والتحرّي، اكتشف فريق عملنا أنّ تونـس تحتلُّ المرتبة الـ30 في قائمة الإجهاد المائي بمعدّل 3.67 وتقييم “مرتفع”، وفق ذات المؤشّر الصّادر عن معهد الموارد المائيّة في عام 2019.
ويصنف معهد الموارد العالمية البلدان حسب إجهادها المائي إلى 5 مستويات مختلفة كالآتي: بلدان تُعاني إجهادًا مائيًا مرتفعًا للغاية “Extremely-High”، وعالي “High”، ومتوسّط – مرتفع “Medium-High، ومنخفض – متوسّط “Low-Medium”، ومنخفض “Low”، وشمل التصنيف 164 بلدًا حول العالم.
تحتلُّ تونـس المركز الـ32 في قائمة البلدان التّي تُعاني إجهادًا مائيًا في 2020، أي بتطوّر إيجابيّ بمرتبتين مقارنة بـ2019، في حين ارتفع المعدّل من 3.67 إلى 4.25 في ذات الفترة، وفق إحصاءات ستاتستا التّي شملت 157 بلدًا حول العالم.
درجة الإجهاد المائي الأساسية في جميع أنحاء العالم في 2020
ويعيش 6 ملايين و218 ألفًا و867 ساكنًا في تونـس، أي 54 %من إجماليّ السّكان، في مناطق شحيحة المياه، فيما يُعاني 65% من نُدرتها، حيثُ يقلُّ نصيبُ الفرد السّنوي من المياه عن 500 متر مكعّب في أغلب جهات البلاد، وفق خارطة مياه صادرة عن World Water Clock في 2020.
ووفقًا لتعريفات خارطة المياه، فإن الـ65% هي نسبة السكان التي تعاني من إجهاد مائي وندرة مائية نسبية وأيضا ندرة مائية مطلقة، أما نسبة الـ54% تضم فقط الذين يعانون من الندرة المائية النسبية والمطلقة.
ويبلغُ المخزون العامّ للسّدود من المياه في تونس 747 مليون مترًا مكعّبًا وفق وثيقة تحيينيّة صادرة عن الإدارة العامّة للسّدود التّابعة لوزارة الفلاحة والصّيد البحريّ والموارد المائيّة التونسيّة يوم 3 أكتوبر 2022.
وتُشير الوثيقة إلى تراجع عامّ بـ278 مليونًا و194 ألف مترًا مكعّبًا مقارنةً بذات التاريخ من السّنوات 2019 و2020 و2022، حيثُ بلغ 1 مليون و25 ألفًا و194 مترًا مكعّبًا.
وتواجه تونـس خطر الجفاف، حيثُ احتّلت المركز الـ34 عالميًا في قائمة البلدان الأكثر عرضة للجفاف بمعدّل عام قُدّر بـ3.12، وفق إحصاءات لستاتستا شملت 154 بلدًا حول العالم في 2020.
بالعودة لأحدث بيانات دوليّة متاحة اكتشفنا أنّ تصريح الوصلي “غير صحيح” إذ صُنّفت تونـس في المرتبة الـ30 عالميّا في 2019 والـ32 في 2020 في الإجهاد المائي والـ34 عالميّا في خطر الجفاف 2020
التعليقات حول هذا المقال