الادعاء
الشركة الوطنيّة للسّكك الحديديّة لم تقتن “تشتر” قطارات جديدة منذ 41 عامًا.
السياق
خلال مداخلة هاتفيّة في برنامج "أحلى صباح"، على إذاعة "موزاييك أف أم".
أبرز المعلومات
- السّكك الحديديّة: أسطول الشّركة يتكوّن من 80 قطارًا بينهم 30 عربة ذاتيّة للجرّ.
- ديسمبر 2012.. وزير النقل: 20 قطارًا جديدًا تمّ اقتنائها من الصّين.
- فبراير 2012.. المجلّة الدّولية للسّكك الحديديّة: الصّين تشحنُ أوّل قطار ذاتيّ الجرّ "ديازال" لتونس.
- 2019.. السّكك الحديديّة توقع عقدًا مع مجموعة صينيّة لشراء 20 قطارًا ذاتيّ الجرّ.
- مارس 2008.. مجموعة شركات كوريّة: تلقيّنا طلبًا لتوريد 76 عربة قطار كهربائيّة لتونس.
- أغسطس 2008: السّكك الحديديّة: بدء استغلال القطارات السريعة الجديدة في أوّل رحلة بين العاصمة ومدينة سوسة.
- مايو 2005: الرّائد الرّسمي: بروتوكول بين تونس وفرنسا لاقتناء 10 قطارات ديازال.
القصة
30 قطارًا ذاتي الجرّ تمّ اقتنائه بين 2008 و2012.. وشركة كورية: تلقينا طلبًا بتوريد 76 عربة قطار لتونس في 2008
قال كاتب جامعة السّكك الحديديّة التونسية إنّ الشّركة لم تقتن قطارات جديدة منذُ 41 عامًا.. ولاهتراء البنية التحتيّة الحديديّة وتزايد معدّلات حوادث القطارات قرّرنا التحرّي.. فلجأنا لتتبع بيانات شركة السكك الحديدية التونسية والشركات العالمية المُصنعة للقطارات وتصريحات مسؤولي الحكومة ذوي الصلة
قال خميّس صقر، الكاتب العامّ للجامعة العامّة للسّكك الحديديّة التونسية، إنّ الشّركة الوطنيّة للسّكك الحديديّة في تونس لم تقتن “تشترِ” قطارات جديدة مخصّصة للخطوط البعيدة منذ 41 عامًا، وبالتحديد منذ 1981، وذلك خلال مداخلة هاتفيّة في برنامج “أحلى صباح”، على إذاعة “موزاييك أف أم”، يوم 28 أكتوبر 2022.
وأضاف خميّس صقر أنّ الشّركة اقتنت 10 قطارات سريعة من شركات فرنسيّة وصينيّة في 2007، منها 2 فقط لا تزالُ قيد الاستغلال، فيما أوقفت 8 قطارات لرداءة جودتها، وأنّ الشّركة تتكبّدُ سنويًا خسائر ماديّة كبيرة نتيجة الاعتداءات المتزايدة على القطارات، وهو ما لم يتّم ردعهُ إداريّا أو أمنيّا، على حدّ تعبيره.
وتأتي أهميّة التحقّق من التصريح، في ظلّ اهتراء البنية التحتيّة للنّقل الحديديّ وتزايُد الحوادث السنويّة للقطارات في تونس وارتفاع ضحاياها إلى أكثر من 95 شخصًا في 2022.
تتبّع فريق عمل “تفنيد” ادّعاء خميّس صقر، وتوصّل إلى أنّه “مضلّلا”، إذ يتكوّن أسطول الخطوط البعيدة للشّركة الوطنيّة للسّكك الحديديّة من 80 قطارًا، بينهم 30 قطارًا ذاتيّ الجرّ، تُقسم إلى 12 من نوع ديازال متعدّد الوحدات (Diesel Multiple Unit- DMU) تسيرُ على خطوط السّكك العاديّة، و8 تسيرُ على السّكك المتريّة، بالإضافة إلى 10 قطارات سريعة (Autorails Express- AEX) تسيرُ بدورها على السّكك المتريّة، وفق بيانات إحصائيّة للشركة.
وتتوافقُ هذه البيانات مع تصريح لعبد الرّحمن قمحة، المدير العامّ السّابق للشركة، أكّد فيه اقتناء 20 قطارًا، بينها 12 تسيرُ على السّكة العريضة العاديّة و8 تسيرُ على السّكك الضيّقة المتريّة، وذلك وفق تقرير إخباريّ للتلفزيون التونسيّ في 2012.
صفقة القطارات الصينيّة في 2009:
وتسلّمت الشركة تلك القطارات في صفقة تونسيّة – صينيّة، وفق ما أدلى به عبد الكريم الهاروني، وزير النّقل في 2012، في ذات التقرير.
ووقّعت الشركة في 2009 عقدًا مع المجموعة الصينيّة «China South Locomotive and Rolling Stock Corporation Limited» لاقتناء 20 قطارًا كهربائيًا ذاتيّ الجرّ من نوع ديازال متعدّد الوحدات (DMU) وفق ما تُشير إليه فهرسة إلكترونيّة للشّركة.
وكشف تقرير للمجلّة الدوليّة للسّكك الحديديّة (International Railway Journal) أنّ المجموعة الصينيّة قامت، في فبراير 2012، بشحن أول قطار إلى تونس، من أصل 12 قطارًا يسيرُ على السّكك العاديّة بسرعة 160 كم في السّاعة، بالإضافة إلى 8 أخرى تسيرُ على السّكك المتريّة بسرعة 130 كم في السّاعة، كانت قد طلبتها شركة السّكك الحديدية، وهو ما يتوافقُ مع تصريحات كل من المدير العام للشّركة ووزير النّقل.
وبدورها، أعلنت وزارة النّقل تسلّمها “في وقت سابق” دفعة أولى تتضمّنُ قطارين، وفق ما نقلهُ منشورًا على صفحتها على فيسبوك يوم 3 يوليو 2012.
وبالمزيد من البحث والتحرّي، توصّل فريق عمل “تفنيد” إلى أنّه تمّ عقد تلك الصّفقة بتاريخ 30 مارس 2009 بقيمة قُدّرت بـ93 مليون دولارًا، وفي إطارها وقّعت شركة السّكك الحديديّة بالاشتراك مع بنك الاستيراد والتصدير الصّيني (Export-Import Bank of China)، يوم 22 أكتوبر 2012، اتفاقيّة موازية تتعلّق بقرض مشتري تفضيلي (Preferential Buyer’s Credit loan agreement) بقيمة 80 مليون دولارًا، كتمويل جزئيّ للصّفقة، وفق تقرير مفصّل للمخبر الصيني «AIDDATA».
ويُبيّن التقرير أنّه تمّ في خطوة موالية، عرض الاتفاقيّة على مجلس النّواب التونسيّ للمداولة بشأنها، وقد تمّ المصادقة على القرض والموافقة على إصدار ضمان سياديّ من الحكومة لدعمه في 12 يناير 2012. ثمّ تمّت إحالة كلّ من القرض والضّمان على زين العابدين بن عليّ، رئيس الجمهوريّة آنذاك، للمصادقة عليهما في 20 يناير 2012، ونُشر في الرّائد الرّسمي رقم 7 لسنة 2010.
وتسلّمت تونس يوم 4 سبتمبر 2012 دفعة ثانية من 6 قطارات كان من المفترض تسلّمها في 5 يوليو 2012 وفق منشور وزارة النّقل، وقد تمّ شحن القطارات من ميناء شنغهاي إلى مينائي صفاقس (2 قطارات) وبنزرت (4 قطارات) يوم 4 سبتمبر 2012، وفق تقرير إخباريّ لقناة “حنّبعل” أورده عبد الكريم الهاروني على صفحته على فيسبوك يوم 4 سبتمبر 2012 بالإضافة إلى منشور ثان بتاريخ 5 سبتمبر 2012.
كما عرضُ موقع «AIDDATA» تفاصيل صفقة القطارات الصينيّة التّي تمّ إتمامها في ديسمبر 2012 بتكلفة تطوّرت إلى 104 ملايين دولار، تمّ الالتزام بها من الحكومة حتى 2017.
تفاصيل صفقة القطارات الصينيّة إلى تونس في 2009
وأشار الموقع إلى أنّه تمّ إتمام الصّفقة فعليّا يوم 17 ديسمبر 2012، وهو تاريخ تدشين القطارات تحت إشراف وزراء النّقل والصّناعة والتجهيز، وفق منشور على صفحة عبد الكريم الهاروني على فيسبوك بتاريخ 18 ديسمبر 2012.
صفقة القطارات الفرنسيّة في 2005:
وفي عام 2008، تسلّمت تونس 10 قطارات سريعة (Autorails Express) من نوع «Diesel AM 800» تمّ تصنيعها من قبل الشركة الفرنسيّة «Chemin de Fer Départementaux- CFD» في صفقة قُدّرت قيمتها بـ35 مليون يورو، وفق تقرير لمجلّة «Le Rail Maghreb» في نوفمبر 2008، وهو ما يتعارضُ مع تصريح خميّس صقر، الذّي أفاد فيه بإنّ هذه الصّفقة تمّت في 2007.
وجاء في التقرير أنّهُ تمّ تنظيم أوّل رحلة على متنها بين العاصمة تونس ومدينة سوسة في 7 أغسطس 2008، وهو ما يتوافقُ مع بيانات الفهرسة الإلكترونيّة للشّركة.
واُبرمت هذه الصّفقة في إطار “بروتوكول ماليّ” بين الحكومتين التونسيّة والفرنسيّة بتاريخ 31 يناير 2005، والذّي صادقت عليه الرئاسة التونسيّة في 11 مايو 2005، وفق القانون رقم 38 لسنة 2008 المنشور في العدد 38 للرّائد الرّسمي لسنة 2005.
صفقة القطارات الكوريّة – اليابانيّة في 2007:
وخلافًا لتصريح خميّس صقر، تمّ توقيع عقدين مع المجموعة الكوريّة – اليابانيّة «TBTrans»، التّي تضّم شركتي «Hyundai Rotem Company» و«Sumitomo Corporation»، لاقتناء 19 قطارًا كهربائيًا، وذلك يوم 24 ديسمبر 2007، وفق الفهرسة الإلكترونيّة.
وتتوافقُ البيانات الأرشيفيّة للشركة مع التقرير السّنوي لشركة «Sumitomo Corporation» الصّادر بتاريخ 31 مارس 2008، والذّي نقل أنّ الشّركة تلقّت طلبًا مشتركًا مع الشّركة اليابانيّة لصالح شركة السّكك الحديديّة لتوريد 76 عربةً كهربائيّةً، أي بمعدّل 4 عربات للقطار الواحد.
بالعودة لبيانات شركة السّكك الحديديّة والشركات المصنّعة للقطارات توصّلنا إلى أنّ تصريح خميس صقر “مضللًا” إذ اقتنت تونس 30 قطارًا كهربائيًا في الفترة من عام 2005 إلى 2012
المصادر
مداخلة خميّس صقر في برنامج "أحلى صباح" على "موزاييك أف أم": | تصفح |
تحقيق "الموت القادم على السّكة" لأريج: | تصفح |
تصادم قطارين في العاصمة تونس يُسفر عن 95 جريحا: | تصفح |
تقرير "حوادث القطارات الأكثر دمويّة في تونس": | تصفح |
أسطول قطارات الخطوط البعيدة للشركة الوطنيّة للسّكك الحديديّة: | تصفح |
تقرير التلفزة التونسيّة بشأن تسلّم تونس للقطارات الصينيّة: | تصفح |
فهرسة الكترونيّة لأهمّ إنجازات الشركة الوطنيّة للسّكك الحديديّة: | تصفح |
تقرير المجلّة الدوليّة للسّكك الحديديّة: | تصفح |
وزارة النّقل تؤكّد تسلّم تونس قطارين في دفعة أولى من القطارات الصينيّة: | تصفح |
تقرير المخبر البحثي الصّيني «AIDDATA» بشأن صفقة القطارات الصينيّة في 2009: | تصفح |
تقرير قناة حنّبعل بشأن تسلّم تونس للدّفعة الثانية من القطارات الصينيّة في سبتمبر 2012: | تصفح |
استلام 4 قطارات جديدة بميناء بنزرت: | تصفح |
تدشين القطارات الصينيّة بتاريخ 17 ديسمبر 2012: | تصفح |
تقرير مجلّة «Le Rail Maghreb»: | تصفح |
العدد 38 من الرّائد الرّسمي الصادر بتاريخ 13 مايو 2005 (الصفحة 1110): | تصفح |
التقرير السّنوي لشركة «Sumitomo Corporation» الصادر في 2008: | تصفح |
التعليقات حول هذا المقال