القصة
الايكونوميست صنفت مصر في المركز الرابع في مؤشر عودة الحياة الطبيعية بعد أزمة كورونا
>> بلومبرغ صنفت مصر في المركز الـ33 في مؤشر عودة الحياة الطبيعية بعد الجائحة
>> الايكونوميست اعتمدت في تصنيفها على مؤشرات خاصة بالاقتصاد فقط
>> بلومبرغ قيمت الدول وفقًا للإجراءات الصحية لمواجهة الجائحة
>> الحكومة اتخذت إجراءات للحد من النزيف الاقتصادي ولكنها لم تنجح في مواجهة الجائحة
>> مصر تُصنف ضمن الدول الأعلى في الوفيات كورونا عربيًا
>> الحكومة المصرية من أوائل حكومات العالم التي فتحت المجال الجوي مع الصين مصدر الوباء لأسباب اقتصادية
“جمهورية مصر العربية احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر 50 اقتصاد على مستوى العالم، في مؤشر عودة الحياة الطبيعية الجديد، الذي أطلقته مجلة الايكونوميست الدولية، والذي يرصد من خلال عدد من العوامل والمؤشرات عودة الحياة الطبيعية في بلدان العالم، بعد الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا ودفعت الدول لفرض قيود شديدة على التنقل خلال العام الماضي”.. قالتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في بيان رسمي أصدرته يوم 22 يوليو 2021 للتدليل على كفاءة إدارة ملف الجائحة من قبل الحكومة المصرية.
تتبع فريق عمل “تفنيد” تصريحات وزيرة التعاون الدولي وتبين أنها صحيحة من حيث المبدأ، إذ نشرت مجلة الإيكونوميست الدولية تقريرًا تحت عنوان “مؤشر الوضع الطبيعي العالمي“.
وبالرجوع إلى العناصر التي استند إليها مؤشر عودة الحياة الطبيعية، ظهر أنها 8 عناصر حققتها الحكومة المصرية، وهي سهولة البيع بالتجزئة، وإمكانية قضاء وقت خارج المنزل، وتشغيل المواصلات العامة، وإتاحة الاستخدام المكتبي للأعمال، وحرية حركة المرور، وتنظيم الرحلات الجوية، وفتح السينمات، والسماح بالحضور الرياضي.
وعلى الرغم من حصول مصر على المركز الرابع في مؤشر عودة الحياة الطبيعية الجديد، إلا أن موقع بلومبيرغ الأميركي أصدر في الشهر الماضي قائمة لأفضل وأسوأ الدول في العودة إلى الحياة بعد فترة من الإغلاق بسبب الجائحة، وظهر بالمؤشر أن وتيرة التلقيح ضد الفيروس هي العامل الحاسم في تقييم الدول، إذ يشهد العالم أكبر حملة تطعيم في التاريخ، وجاءت مصر في المركز 33 بنسبة تلقيح لم تتعد 2.1 في المائة.
حاول فريق عملنا تفسير التناقض بين تصنيف الايكونوميست المتقدم لمصر، وبين تصنيف بلومبيرغ المتأخر لمصر، في ذات المؤشر الخاص بعودة الحياة الطبيعية بعد الجائحة، فاكتشف فريق عملنا أن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات سريعة تهدف لوقف النزيف الاقتصادي، ولكنها لم تكن في صالح مواجهة الفيروس، ولم تقدم الرعاية الصحية كأولوية في مواجهة الجائحة.
وبمراجعة عناصر مؤشر الايكونوميست، اكتشف فريق عملنا أن حركة البيع بالتجزئة كانت تحت سيطرة الدولة بالفعل من بدايات الجائحة ، وقال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي إن زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من السلع مع بداية أزمة كورونا المستجد أسهمت في توفير السلع بكميات كبيرة في الأسواق وعدم حدوث أي أزمات أو زيادة في الأسعار.
أما عناصر “إمكانية قضاء وقت خارج المنزل” و”تشغيل المواصلات العامة” و”حرية حركة المرور”، فبالرجوع إلى إجراءات الدولة للحد من حركة المواطنين، كانت مصر من الدول المتأخرة عربيًا في اتخاذ قرار حظر التجوال الجزئي، وذلك بعد أن أعلنت 8 دول عربية أخرى الحظر في بلدانها وهي تونس والأردن والمغرب والعراق وموريتانيا والكويت والسعودية والسودان.
وبعد قرارات متتالية لتخفيف حدة حظر التجوال، أصدر رئيس الوزراء قراراً في 27 يونيو بإلغاء حظر انتقال وتحرك المواطنين بكافة أنحاء البلاد على جميع الطرق.
وعلى الرغم من معاودة عدد من الدول العربية إغلاق المجال العام وفرض حظر تجوال من جديد في أواخر 2020 منها الأردن وعمان وتونس، إلا أن الحكومة المصرية لم تعاود الحظر.
وفيما يخص تنظيم الرحلات الجوية فرغم انطلاق فيروس كورونا من الصين، إلا أن الحكومة المصرية لم تلبث أن أوقفت رحلاتها إليها، إلا أن عاودتها مرة أخرى في 21 فبراير 2020 وبعد أيام قليلة من ظهور أول حالة مُصابة في مصر، وتقدمت نائبة بالبرلمان بطلب إحاطة مطالبة الشركة بإلغاء القرار حفاظا على صحة المصريين، وذلك بعد أن قالت شركة مصر للطيران في بيان إنها ستستأنف بعض الرحلات من وإلى الصين، اعتبارا من 27 فبراير 2020.
وجاء القرار المصري بمعاودة تنظيم رحلات الطيران إلى الصين، على الرغم من دخولها يوما بعد يوم في مزيد من العزلة عن العالم على خلفية تفشي الفيروس ، حيث قررت مزيد من شركات الطيران العالمية تعليق أو تقليص رحلاتها الجوية إلى الصين، فيما أغلقت دول حدودها مع العملاق الآسيوي.
كما قرر رئيس الوزراء إعادة فتح دور العرض السينمائية بطاقة 25% بعد 3 أشهر فقط من الإغلاق تجنبا للتداعيات الاقتصادية للجائحة، لوقف خسائر إيرادات صناعة السينما.
وعلى الرغم من استمرار كورونا كفيروس فتاك، ظهرت الحكومة المصرية بشهية مفتوحة لتنظيم البطولات الرياضية، بدأت باستضافة كأس العالم لكرة اليد في يناير الماضي، لتنطلق بعدها سلسلة من البطولات، كبطولة العالم للرماية وبطولة سلاح الشيش الدولية وكأس العالم للجمباز الفني وغيرها.
هل اتخذت مصر إجراءات حاسمة في مواجهة الفيروس؟
تقدم النائب محمد سعد بدراوي، عضو البرلمان، بطلب إحاطة بشأن تقاعس وزارة الصحة عن تطعيم المصريين باللقاح المضاد، وهو ما أيدته الأرقام التي أعلنها الدكتور محمود أبو الخير، رئيس قطاع الطب الوقائي، إذ قال إنه تم تطعيم 4 ملايين مواطن حتي الآن، من إجمالي 9.5 مليون مواطن سجلوا لتلقي اللقاح.
ونشر موقع CNN الأمريكي خريطة إصابات ووفيات الفيروس في الدول العربية، وأظهرت الخريطة أنه على الرغم من وقوع مصر في المركز العاشر من حيث عدد الإصابات المسجلة رسميًا، إلا أن ترتيبها من حيث الوفيات ارتفع ليصل للمركز الثاني عربيًا.
التعليقات حول هذا المقال