القصة
وزيرة الصحة تتحدث عن بساطة متحور دلتا في مصر.. ”تفنيد“ ترصد كيف وصف العالم خطورة الفيروس
أوضحت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، يوم الاثنين 23 اغسطس 2021، خلال مؤتمر صحفى، أنه تم رصد متحور “دلتا” في كل دول العالم، وكانت الحالات بسيطة وتماثلت للشفاء من خلال البروتوكول العلاجي.
وهو ما أكده أيضا الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي وقال أن “انتشار المتحور دلتا ضعيف ولا يؤدي إلى الوفاة، ولقاحات كورونا أثبتت قدرتها على خفض حدة الأعراض ونسبة الوفيات”.
تصريحات الوزاراء التي وصلت متحور دلتا بأنه بسيط وضعيف، دفعت فريق عملنا للتحري حول آثار ظهور المتحور في عدد من البلدان، وهو ما كشف أن تصريحات الوزراء تحتوي على تضليل.
إذ بتتبع ظهور متحور دلتا من فيروس كورونا، التي ظهرت لأول مرة في الهند في شهر ديسمبر 2020، قبل أن ينتشر في العديد من بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة التي اكتشفت أول إصابة بها في مارس 2021، رصدنا أنه يتزايد بشكل متسارع ويبدو أن المتغير أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات السابقة، وأكثر قدرة على إحداث عدوى اختراقية في الأشخاص الذين تم تلقيحهم.
أكثر عدوى بنسبة 50%
ففى 11 اغسطس 2021، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أن 142 دولة أبلغت عن ظهور السلالة الجديدة من كورونا “المتحور دلتا” بما في ذلك ثلثي بلدان الإقليم.
وأوضح أن المتحور أكثر عدوى بنسبة 50% من سائر المتحورات المثيرة للقلق، وتشير الدراسات أيضا إلى أنه حتى في حالة الإصابة بعدوى هذا المتحور، فهناك احتمال بعودة الإصابة مرة أخرى.
مُعدي أكثر بمرتين من المتحورات الأخرى
وقد أكدت منظمة اليونيسف فى تقرير لها صدر يوم 19 أغسطس 2021، أن متغير دلتا شديد العدوى، وأنه مُعدى أكثر بمرتين من المتغيرات السابقة، موضحة أن اللقاحات تحمي معظم الناس من الإصابة بالمرض، ولكن لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100٪، مشيرة إلى أن عدد قليل قد يصاب من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بـ COVID-19 ؛ هذا يسمى عدوى اختراق، ولكن من المحتمل أن يكون لديهم أعراض أكثر اعتدالا.
اللقاحات تمثل وقاية لـ3 أشهر فقط
وقد خلصت دراسة بريطانية أجرتها جامعة أكسفورد، في مجال الصحة العامة إلى أن الحماية التي يوفرها أكثر لقاحين استخداماً للوقاية من سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، والسائدة حالياً، تضعُف في غضون ثلاثة أشهر.
وأوضحت الدراسة أنه بعد مرور 90 يومًا من تلقي الجرعة الثانية من لقاح ”بيوتنيك فايزر“ فإنه فعاليته في منع الإصابة تتراجع بنسبة 75% فيما تتراجع فعالية لقاح ”استرازينيكا“ بعد 90 يوم من تلقي الجرعة الثانية بنسبة 61%.
وقد خلصت الدراسة أيضاً إلى أن أولئك الذين أصيبوا بعد حصولهم على جرعتي لقاح “فايزر- بيونيتك” أو “أسترازينيكا” قد يشكلون خطراً أكبر على الآخرين عما كان عليه الحال في سلالات الفيروس السابقة.
أكثر الفيروسات خطورة وقابلية للانتشار
قال مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس فى 30 يوليو 2021، إن الحالات والوفيات الناتجة عن كوفيد-19 تستمر في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك في الغالب إلى متغير دلتا شديد العدوى، والذي انتشر إلى 132 دولة.
أوضحت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، أخصائية الأوبئة ورئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، أن متغير دلتا يحتوي على طفرات معينة تسمح للفيروس بالالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر وأن الخبراء يرون أنه لدى الأفراد المصابين أحمال فيروسية أعلى، ووصفت متغير دلتا بأنه “أكثر الفيروسات خطورة ومن أكثر فيروسات SARS-CoV-2 قابلية للانتقال حتى الآن”.
فيما ذكر موقع ”هيئة السيطرة على الأمراض والأوبئة الأمريكية” أن بعض البيانات تشير إلى أن متغير دلتا قد يسبب مرضًا أكثر خطورة من السلالات السابقة في الأشخاص غير المحصنين، وفي دراستين مختلفتين من كندا واسكتلندا، كان المرضى المصابون بمتغير دلتا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى من المرضى المصابين بفيروس ألفا أو سلالات الفيروس الأصلية.
وقد أشار المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، إلى أن الدراسات أوضحت خطر احتجاز المصابين بالمتحور دلتا في المستشفيات يزيد بنسبة 120% في المتوسط على خطر احتجاز المصابين بالسلالة الأصلية، كما أن خطر الوفاة يزيد بنسبة 137% في المتوسط.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو خطر الدخول إلى وحدة العناية المركزة، فالمصابون بالمتحور دلتا تزيد احتمالية دخولهم العناية المركزة بنسبة 287% في المتوسط”.
التعليقات حول هذا المقال